د. سيد مصطفى أبو طالب

تعريف الغريب

 استعمل كثير من العلماء لفظ “الغريب” من اللغويين والبيانيين والبلاغيين وعلماء الحديث، ولا بد من الوقوف على أقوالهم في هذا المصطلح حتى يتسنى استخلاص تعريف له.

 الغريب عند اللغويين:

قال الخليل في مقدمة كتاب العين: بَدَأْنَا في مُؤلَّفنا هذا بالعين وهو أقصى الحروف ونضُمُّ إليه ما بعده حتى نَسْتَوْعِبَ كلام العرب الواضحَ والغريب.[1]

فقد جعل الخليل الغريب في مقابلة الواضح، وذلك يعني أن الغريب عنده هو غير الواضح.

قال الأزهري في مقدمة التهذيب (ص5):

1-    نزل القرآن والمخاطبون به قوم عرب أولو بيان فاضل، وفهم بارع، أنزله جل ذكره بلسانهم، وصيغة كلامهم الذين نشئوا عليه وجُبِلُوا على النطق به، فتدربوا به، يعرفون وجوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، ولا يحتاجون إلى تعلم مشكله وغريب ألفاظه حاجة المُوَلَّدِين الناشئين.

2-    وكان أبو عمرو بن العلاء أوسع علماً بكلام العرب وغريبها (ص9).

3-    وكان الغالب عليه (المفضل بن محمد الضبي الكوفي) رواية الشعر وحفظ الغريب (ص10).

4-    وقال أبو الحسن علىّ بن حمزة الكسائي: وعنه أخذ أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء القراءات والغريب والمعاني (ص11).

5-    ومن هذه الطبقة (الثانية الكوفية) أبو محمد عبد الله بن سعيد، أخو يحيى بن سعيد الأموي الذي يروي عنه أبو عبيد، وكان جالس أعراباً من بني الحارث بن كعب، وسألهم عن النوادر والغريب (ص12).

6-    ومنهم: أبو الحسن سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش، وكان الغالب عليه النحو ومقاييسه، ولم يكن حافظاً للغريب (ص12).

7-    ومنهم: أبو مالك عمرو بن كَرْكَرَة، وكان الغالب عليه النوادر والغريب (ص12).

8-    وكان الغالب على أبي عبيدة معمر بن المثنى الشعر والغريب، وأخبار العرب، وهو موثوق فيما يروي عن العرب من الغريب. (ص13).

9-    وكان أبو عبيد القاسم بن سلام دَيِّناً فاضلاً… مَعْنِيًا بعلم القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم والبحث عن تفسير الغريب والمعنى المشكل (ص18).

10-                   أخذ أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الملقب بنفطويه عن ثعلب النحو والغريب وعرف به (ص25).

11-                   وقال عن البُشْتِيّ أنه “لا يوثق بصدقه ومعرفته ونقله الغريب الوحشي من نسخة إلى نسخة” (ص29).

12- ثم ذكر عن نفسه أنه لم يحرص على تطويل الكتاب بالحشو الذي لا لم يعرف أصله، والغريب الذي لم يسنده الثقات إلى العرب (ص45).

 ويستخلص من هذه النصوص ما يأتي:

أولاً: استعمال الخليل الغريب في مقابلة الواضح، أي أن الغريب عنده ضد الواضح.

ثانياً: حاجة المولدين إلى معرفة المشكل والغريب من ألفاظ القرآن الكريم، أكثر من حاجة العرب الأوائل إلى ذلك، ويعنى هذا أن الغرابة أمر نسبي، فما كان غريبًا في عصر قد لا يكون غريبًا في العصر السابق عليه.

ثالثاً: يفهم من النصوص من الثاني إلى الرابع أن الغريب صار عِلْمًا يُزَيِّن العلماء ويتفاضلون به بإزاء الشعر والنحو والقراءات والمعاني، وأخبار العرب.

رابعًا: أن الغريب يحتاج إلى روايته عن العرب، وأن يسنده الثقات من الرواة إلى العرب.

خامسًا: يحتاج الغريب إلى البحث عنه وأخذه عن العلماء.

سادسًا: لم يرتبط لفظ الغريب بلفظ الوحشي إلا في مجال الرفض له.

والخلاصة: إن لفظ الغريب من المصطلحات التي تعددت وجوه استعمالها، وإن كان الغالب على هذا الاستعمال هو معرفة معاني الألفاظ غير الشائعة الاستعمال في عصور هؤلاء العلماء (الخليل والأزهري وغيرهما) أو البيئات التي عاشوا فيها[2]

 الغريب عند النقاد والبيانيين:

(أ‌) مفهوم الغريب عند الجاحظ:

بدأ فساء الملكة اللغوية يدب مع التوسع في الفتوحات ودخول غير العرب في الإسلام، فنشطت لمواجهة هذا الفساد حركة تنقية اللغة التي حمل لواءها رجال من أمثال: أبى عمرو بن العلاء، والخليل، والأصمعي، وأبى زيد، وأبى عبيدة وغيرهم.

وقد اتخذ حماة اللغة العربية طريقين في حمايتها وصونها من الفساد واللحن:

1) فريق رحل إلى البادية يجمع اللغة ويسجلها من أفواه أصحابها الأصليين (البدو الخلص)، والعرب الأقحاح.[3]

2) والفريق الثاني اتخذ سبيلا آخر، وهو استخدام ما جمعه الفريق الآخر من ألفاظ اللغة في كتاباتهم وتخاطبهم، وبذلك ينقلون ما جمعه الفريق الأول من ألفاظ من حيز النظرية إلى حيز التطبيق والاستعمال اللغوي.[4] وهم يظنون أنهم بذلك يضربون مثلا علميا في الفصاحة. ومن أمثلة هذا التطبيق ما حكاه الجاحظ عن رسالة يزيد بن المهلب إلى الحجاج، تلك الرسالة التي كتبها يحيى بن يَعْمُر العَدْوَانِىّ، وقد جاء فيها: إنا لقينا العدو، فقتلنا طائفة، وأسرنا طائفة، ولحقت طائفة بعَرَاعِر الأودية وأَهْضَام الغِيطَان، وبتنا بعَرْعَرَة الجبل، وبات العدو بحَضِيضِه.[5]

وقد أدرك الحجاج أن يزيد بن المهلب ليس هو القائل لهذا الكلام، فقال: ليس يزيد بأبى عُذْر هذا الكلام، فقيل: إن معه يحيى بن يعمر.[6]

ثم ذكر الجاحظ قولا ينسب إلى يحيى بن يعمر حيث قال لرجل خاصمته امرأته إلى يحيى، فانتهرها مراراً، فقال له يحيى: أَإِن سَأَلَتْك ثمن شَكْرِها وشَبْرك، أَنشَأْت تطُلُّها وتَضْهَلُها.[7]

ثم قال: فإن كانوا قد رَوَوْا هذا الكلام لأنه يدل على فصاحة، فقد باعده الله من صفة الفصاحة والبلاغة، وإن كانوا إنما دونوه في الكتب وتذاكروه في المجالس لأنه غريب، فأبيات من شعر العجاج وشعر الطرماح وأشعار هذيل تأتى لهم مع حسن الرصف على أكثر من ذلك، ولو خاطب بقوله: (أإن سألتك…) الأصمعي؛ لظننت أنه سيجهل بعض ذلك، وليس هذا من أخلاق الكُتَّاب ولا من آدابهم.[8]

ويستفاد من هذه النصوص: أن الغريب عند الجاحظ يتعلق باستعمال الكلمات ذات المعنى الغامض التي يخفى بعضها على علماء اللغة المُبَرِزِّين من أمثال الأصمعي، ناهيك عمن دونهم.[9]

(ب‌) مفهوم الغريب عند عبد القاهر:

لا يفارق مفهوم الغرابة عند عبد القاهر مفهوم الغرابة عند الجاحظ، إلا أنه جعل الغرابة من جهة الاستعارة (المجاز). فنراه وهو يرد على المعتزلة الذين ادعوا أن إعجاز القران الكريم يرتبط باستعمال الألفاظ ذات الغرابة في المعنى المعجمي، لأن الكثيرين يعجزون عن الإتيان بمثله، ثم بَيَّن أن هذا ليس من الإعجاز في شيء، وإنما ترجع الغرابة في القران غالبا إلى أمر آخر هو المعنى الدلالي المستفاد من الاستعارة وغيرها من ألوان المجاز.[10] وقد قال في ذلك: أترى أن العرب تُحُدُّوا أن يختاروا الفتح في الميم من (الشَّمَع) والهاء من (النَّهَر) على الإسكان، وأن يتحفظوا من تخليط العامة في مثل (هذا يَسْوَى أَلْفًا)، أو إلى أن يأتوا بالغريب الوحشي في الكلام يعارضون به القرآن؟ كيف وأنت تقرأ السورة من السور الطوال فلا تجد فيها من الغريب شيئا، وتتأمل ما جمعه العلماء في غريب القران، فترى الغريب منه -إلا في القليل-إنما كان غريبا من أجل استعارة هي فيه، كمثل: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 93]، ومثل: ﴿ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [يوسف: 80]، ومثل: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، دون أن تكون اللفظة غريبة في نفسها.[11]

ثم فَنَّد عبد القاهر زعم من قال بأن للغريب دخلا في إعجاز القران، وفيه تَحَدٍّ للعرب، وأن ذلك لا يجوز، لأنه قد يتحدى به من يعلم بأمثاله، فلا يتعذر عليه الإتيان بمثله، وقد يتحدى به من لا علم له به فيكون بمنزلة أن يُتَحَدَّى العرب إلى أن يتكلموا بلسان الترك.[12]

وقال بعد ذلك: وكيف بأن يدخل الغريب في باب الفضيلة، وقد ثبت عنهم أنهم كانوا يرون الفضيلة في ترك استعماله وتجنبه، أفلا ترى إلى قول عمر رضي الله عنه في زهير: (إنه كان لا يعاظل بين القول، ولا يتتبع حوشي الكلام، فقرن بين الحوشي وهو الغريب من غير شبهة إلى المعاظلة التي هي التعقيد.[13]

فمن هذه النصوص يمكن القول بأن الغرابة عند عبد القاهر نوعان:

الأول: الغريب من غير شبهة، وهو الحوشي أو الغريب الحوشي، وهو أن يكون اللفظ غريباً في ذاته، وهو لا دخل له في الإعجاز القرآني، ولا يصح أن يتحدى به.

الثاني: الغريب من أجل استعارة هي فيه، وهو ما يمكن أن نطلق عليه (الغريب الاستعمالي)، ولكن الغرابة فيه هو المعنى المجازي لا المعنى المعجمي.[14]

 الغريب عند علماء المعاني:

علماء المعاني هم العلماء الذين يُعْنُون بمعاني القرآن الكريم، والحديث الشريف، وأشعار العرب. قال السيوطي: وحيث رأيت في كتب التفسير قال أهل المعاني فالمراد به مصنفو الكتب في معاني القرآن كالزجاج والفراء والأخفش وابن الأنباري.[15]

ولقد أوضح التهانوي مصطلح الغرابة عند علماء المعاني، فقال: الغرابة كون الكلمة غير ظاهرة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال، سواء كانت بالنظر إلى الأعراب الخلص، أم بالنظر إلينا، وتلك الكلمة تسمى غريباً، ويقابله المعتاد، ويرادفه الوحشي.[16]

فالغريب عند علماء المعاني هو ما كانت دلالته غامضة بالنسبة إلى العرب الأقحاح، “ولا يكون كذلك إلا إذا كان اللفظ ينتمي إلى لهجة من اللهجات المغمورة غير الشائعة، وفي هذا مراعاة للبعد المكاني أو الجغرافي لظاهرة الغرابة، أما الغريب الذي يكون غير ظاهر المعنى لدينا، فالمراد به: تلك الألفاظ التي كانت قديماً مستعملة ومفهومة، ولكنها وبفعل التطور اللغوي لم تعد مستعملة، وفي هذا مراعاة للبعد الزماني“.[17]

ثم يذكر التهانوي أن علماء المعاني يفرقون بين نوعين من الغريب، هما:

الغريب الحسن، والغريب القبيح، فيقول: “فالغريب منه ما هو غريب حسن، وهو الذي لا يعاب استعماله على الأعراب الخُلَّص؛ لأنه لم يكن غير ظاهر المعنى، ولا غير مأنوس الاستعمال عندهم،… والغريب القبيح، وهو الذي يعاب استعماله مطلقاً، أي عند الخُلَّص من الأعراب وغيرهم، سواء كان كريهاً على السمع والذوق أو لم يكن، فمنه ما يسمى الوحشي الغليظ، وهو أن يكون مع كونه غريب الاستعمال ثقيلاً على السمع كريهاً على الذوق، ويسمى المتوعر أيضًا،… ومن الغريب ما يحتاج في معرفته إلى أن يُنَقَّر ويُبْحَث عنه في كتب اللغة المبسوطة، كتكأكأتم وافرنقعوا…، ومنه ما يحتاج إلى أن يُخَرَّج له وجه بعيد، مثل: مُسَرَّجا في قول العجاج: وفاحماً ومرسناً مسرجًا“.[18]

ثم يبين لنا علاقة هذا الغريب بالفصاحة، فيقول: “وبالجملة فالغريب الغير مخل بالفصاحة: هو الذي يكون غير ظاهر المعنى، وغير مأنوس الاستعمال لا بالنسبة إلى الأعراب الخلص، بل بالنسبة إلينا، والغريب المخل بالفصاحة: هو الذي يكون غير ظاهر المعنى وغير مأنوس الاستعمال بالنسبة إليهم كلهم، لا بالنسبة إلى العرب كلها، فإنه لا يتصور، إذ لا أقل من تعارفه عند قوم يتكلمون به؛ فإن الغرابة مما يتفاوت بالنسبة إلى قوم دون قوم“[19]

 الغريب عند علماء أصول الحديث:

علماء أصول الحديث هم مؤلفو علوم الحديث أو مصطلح الحديث.

ولقد عنى هؤلاء العلماء ببيان الغريب من الأحاديث، وهو عندهم إما غريب متنًا وإما غريب سندًا.

وقد أورد الحاكم أمثلة لهذا الغريب دون أن يذكر تعريفاً له:” كلفظ (كذانه) في حديث الخندق (والحذيا والبغيش).[20]

إلا أن ابن الصلاح ذكر تعريفًا له، فقال: هو الذي ينفرد به بعض الرواة، أو يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره غيره إما في متنه وإما في إسناده“[21]

ويذكر التهانوي أقسام هذا النوع من الحديث إلى غريب مطلق، وغريب نسبي، كما يمكن أن يقسم إلى غريب متنًا وإسنادًا.[22]

والخلاصة: أن المراد بالغريب عند هؤلاء العلماء ينحصر في الألفاظ المفردة الواردة في متون الأحاديث وإذا كانت غامضة بعيدة عن الفهم.

[1] العين (1/ 60).

[2] الغرابة في الحديث النبوي (ص16، 17).

[3] الغرابة في القرآن الكريم د. محمد عبد الحفيظ العريان (ص14) ط:1- 1412هـ – 1992م.

[4] السابق نفسه.

[5] البيان والتبيين (1/ 377، 378)، وقد فسر الجاحظ بعض ألفاظها فقال: عراعر الأودية: أسافلها، وعراعر الجبال: أعاليها، وأهضام الغيطان: مداخلها، والغيطان جمع غائط، وهو الحائط ذو الشجر.

[6] السابق نفسه.

[7] السابق (1/ 387)، وفسر الضهل بأنه التقليل، والشكر: الفرج، والشبر: النكاح، وتطلها: تذهب بحقها.

[8] البيان والتبيين (1/ 378، 379).

[9] الغرابة في الحديث النبوي (ص31).

[10] الغرابة في الحديث النبوي (ص33).

[11] دلائل الإعجاز (ص396، 397) لعبد القاهر الجرجاني. قرأه وعلق عليه / محمود محمد شاكر. الهيئة المصرية العامة للكتاب 2000م.

[12] دلائل الإعجاز (ص397).

[13] السابق (ص397، 398).

[14] الغرابة في الحديث النبوي (ص34).

[15] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (2/ 3) مكتبة دار التراث. بدون.

[16] كشاف اصطلاحات الفنون (2/ 1250).

[17] الغرابة في الحديث النبوي (ص39).

[18] كشاف اصطلاحات الفنون(2/ 1250).

[19] كشاف اصطلاحات الفنون (2/ 1251).

[20] ينظر: معرفة علوم الحديث (ص153) للحاكم النيسابوري تح/ السيد معظم حسين. دار الكتب العلمية. ط: 2 – 1397هـ 1977م.

[21] علوم الحديث (ص157) (مقدمة ابن الصلاح) لأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري. مكتبة الفارابي. ط:1 – 1984م.

[22] ينظر: كشاف اصطلاحات الفنون (2/ 1251، 1252).