ثقة مُتـعلِّم اللُّغة بنفسه
نُشير في البداية إلى أهم عامل في الثقة بالنفس، وهو النطق السليم للألفاظ؛ لأن اللغة- حَسبَ تقديرنا- موصلةٌ إلى المعرفة والثقافة، ولضمان هذا التواصل سَيكون النطق السليم للألفاظ أفضلَ سبيلٍ.
تختلفُ خيارات المُتـعلِّمين في اكتساب اللغات، فلا نختارُ جميعًا اللغات ذاتها، إنما عادة يتأسَّس ذلك على رغبات شخصية، وإذا كانت الرغبة نابعةً من قناعة شخصية، فذلك يؤثر بعُمْق في اكتساب اللغة؛ ومِن ثمَّ إتقانها.
يُوضع برنامج في سبيل هذا الاكتساب، ولا يتحقَّق الهدف المنشود في المرَّة الأولى، بل يُحدَّد مُخطَّط “قصير ومُتوسِّط وبعيدُ المدى“، ويُستعان لهذا بالوسائل اللازمة من “قراءة يومية وتسجيلٍ للكلمات وحفظٍ لصياغاتها والتنويعِ فيها والبناءِ عليها“.
التعلُّم طريقٌ طويل ويُقال “إنَّ مسافة المائة ميل تبدأ بخطوة واحدة“، وهذه الخطوة تتمثل في الرغبة الشديدة في اكتساب اللغة، والالتزام بهذا المَسار وإيجاد الوقت رغم كثرة انشغالات الحياة اليومية.
تعَلُّمُ اللغة يُمكِّنك من فهم الآخر وإدراك نمط تفكيره، ويُعَدُّ هذا العاملُ من الأسباب الرئيسة في اكتساب اللغة، لا سيَّما “اللغة الأجنبية“ التي تُمثِّل سلاحَ العصر والجِسر المُوصِّل للغير وطريق التواصل والتفاهم.
لا فرق بين لغة أجنبية وأخرى، الميزةُ الوحيدة في غايتك من إتقانها “دراسةً أو عملًا أو سفرًا“، ولكُلِّ نمط من هذه الأنماط الطريقة المُلائمة في الاكتساب فـ“مُصطلحات السفر“ مُميَّزة على سبيل المثال، من خلال “عبارات السلام والترحيب والسؤال عن الأماكن والحجز في الفنادق واقتناء تذكرة السفر“؛ ولهذا التعلُّم برنامج خاصٌّ، تُقوم بتَقديمه المدارس الخاصة للغات الأجنبية.
طَرَحْنَا فكرة الثقة بالنفس في اكتساب اللغة، ويُمكن تلخيص عناصرها في الآتي: النطق السليم للألفاظ، الرغبة الشخصية في اكتساب اللغة، وضع برنامج في سبيل هذا الاكتساب، الالتزام بالتعلُّم وإيجاد الوقت له، التواصُل مع الآخر وفهمه، عدم التفريق في اكتساب اللغة الأجنبية بل الهدف هو مَنْ يُحدِّد ذلك، ونَخْتِمُ بالقول “إنَّ اللغات معرفةٌ وثقافةٌ، تواصلٌ وفهمٌ للآخر، هدفٌ مُحدَّد يَسعى إليه الدَّارس من خلال اكتساب اللغة“