أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن

علامات الرفع في اللغة العربية

 

تنقسم علامات الرفع إلى قسمين:

علامات أصلية، وهي علامة واحدة فقط، وهي الضمة.

علامات فرعية؛ وهي: الواو، والألف، والنون.

وفيما يلي الكلام على هذه العلامات الأربع للرفع:

أولًا: من علامات الرفع: الضمة:

تكون الضمةُ علامةً للرفع في أربعة مواضع؛ هي:

(الاسم المفرد، جمع التكسير، جمع المؤنث السالم، الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء).

وفيما يلي شرح هذه المواضع الأربعة بالتفصيل:

أولًا: من مواضع الرفع بالضمة: الاسم المفرد:

الاسم المفرد عرَّفه النحاة بأنه: ما ليس مثنًّى ولا مجموعًا، ولا ملحقًا بهما، ولا اسمًا من الأسماء الخمسة[1]، سواء كان المراد به مذكرًا؛ نحو: محمد، أم مؤنثًا؛ نحو: فاطمة، وسواء كانت الضمة:

ظاهرة: كما في نحو قوله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ [الفتح: 29][2].

أم مقدَّرة؛ كما في نحو: حضر القاضي، والفتى، وغلامي[3].

ثانيًا: من مواضع الرفع بالضمة: جمع التكسير:

جمع التكسير هو: كل اسم دلَّ على أكثر من اثنين أو اثنتين، مع تغيير في صيغة مفرده[4].

وأنواع التغيير الموجودة في جموع التكسير ستة؛ وهي:

1- تغيير بالشكل ليس غير؛ نحو: (أَسَد) تجمع جمع تكسير على (أُسْد)، ونحو: (نَمِر) تجمع جمع تكسير على (نُمُر)، فيلاحظ: أن حروف المفرد والجمع في هذين المثالين واحدة، والاختلاف بين المفرد والجمع إنما هو في الشكل فقط.

2- تغيير بالنقص ليس غير؛ نحو: شَجَرة وشَجَر، وتُهَمة وتُهَم، وتُخَمة[5] وتُخَم، فأنت تجد الجمع في هذه الأمثلة الثلاثة قد نقص حرفًا – وهو التاء – وباقي الحروف على حالها عددًا ونوعًا وشكلًا في المفرد.

3- تغيير بالزيادة ليس غير؛ نحو: (صِنْو) فإنها تجمع جمع تكسير على (صِنْوان)[6]، ونحو: (قِنْو)[7] فإنها تجمع جمع تكسير على (قِنْوان).

4- تغيير في الشكل مع النقص؛ نحو: (كِتاب)، فإنها تجمع جمع تكسير على (كُتُب)، فتغيَّر شكلُ الجمع عن المفرد، فبعد أن كانت الكاف مكسورة في المفرد أصبحت مضمومة في الجمع، وكذلك بعد أن كانت التاء مفتوحة في المفرد أصبحت مضمومة في الجمع، كما أن الجمع نقص عن المفرد حرف الألف.

5- تغيير في الشكل مع الزيادة؛ نحو: (بطل)، فإنها تجمع جمع تكسير على (أبطال)، ويلاحظ هنا أنه قد تغيَّر شكل الجمع عن المفرد، فبعد أن كانت الباء مفتوحةً صارت ساكنة، كما أنه قد زاد الجمع عن المفرد حرفينِ؛ هما الهمزة في أوله، والألف في وسطه، ومثال ذلك أيضًا: سبب وأسباب.

6- تغيير في الشكل: مع الزيادة والنقص جميعًا؛ نحو: (كريم)، فإنها تجمع جمع تكسير على (كُرَماء)، ويلاحظ هنا أنه قد تغيَّر شكل الجمع عن المفرد؛ فبعد أن كانت الكاف مفتوحةً في المفرد صارت مضمومةً في الجمع، وكذلك بعد أن كانت الراء مكسورة في المفرد صارت مفتوحة، كما أنه قد نقص الجمع عن المفرد حرف الياء، وقد زاد عليه حرفَي الألف والهمزة.

ومن ملاحظة هذه الأنواع الستة من أنواع التغيير الموجودة في جمع التكسير، يظهر لنا أنها كلها راجعة إلى:

1- التغيير في الشكل.

2- التغيير في الحروف بالزيادة أو النقصان.

وعليه؛ فإنه متى تغيَّر شكل الجمع عن شكل المفرد بواحد من هذين، أو فيهما من باب أولى، فهو جمع تكسير، وأيًّا كان التغيير الحاصل في جمع التكسير، فإنه يكون مرفوعًا بالضمة؛ سواء أكان المراد من لفظ الجمع مذكرًا؛ نحو: (رجال)، ومثال رفعها بالضمة قوله تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]، أم مؤنثًا؛ نحو: (نسوة)، ومثال رفعها بالضمة: قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ ﴾ [يوسف: 30].

وسواء أكانت الضمة: ظاهرة؛ نحو: (أصحاب) في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ﴾ [البقرة: 39].

أم مقدَّرة: سواء في ذلك كانت مقدرة للتعذر؛ نحو: (سكارى)، ومثال ذلك قولُه تعالى: ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43].

أم للثقل؛ نحو: (جواري)؛ ومثال ذلك قولُه تعالى: ﴿ وَلَهُ الْجَوَارِ [8] الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ [الرحمن: 24].

أم للمناسبة؛ نحو: (رسلي)، ومثال ذلك قولُه تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ﴾ [المجادلة: 21].

ثالثًا من مواضع الرفع بالضمة: الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء:

مِن مواضع الرفع بالضمة كذلك الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء؛ وذلك أن الفعل المضارع قد يتصل به ما يوجب بناءه، وهو:

نون التوكيد: ومعها يُبنَى الفعل المضارع على الفتح: سواء كانت:

ساكنةً، وتُسمَّى نون التوكيد الخفيفة، ومثال بناء الفعل المضارع معها على الفتح: الفعل (نسفع) في قوله تعالى: ﴿ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴾ [العلق: 15].

مشدَّدةً مفتوحة، وتسمى نون التوكيد الثقيلة، ومثال بناء الفعل المضارع معها على الفتحِ الفعلُ (أَكِيد) في قوله تعالى: ﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾ [الأنبياء: 57][9].

نونُ النسوة: ومعها يُبنَى الفعل المضارع على السكون؛ وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ ﴾ [البقرة: 233]، فقد بُنِي الفعل المضارع (يُرْضِعْنَ) هنا على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة[10].

أو ما ينقل إعرابه من الرفع بالضمة إلى الرفع بثبوت النون، وهو:

ألف الاثنين؛ نحو الفعل (تستفتيان) في قوله تعالى: ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ [يوسف: 41].

وواو الجماعة؛ نحو الفعل (ينظرون) في قوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 210].

وياء المخاطبة المؤنَّثة؛ نحو الفعل (تأمرين) في قوله تعالى: ﴿ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾ [النمل: 33][11].

فإذا لم يتَّصِلِ الفعلُ المضارع بواحدٍ من هذه الخمسة، فإنه يُرفَع بالضمةِ، سواء كانت هذه الضمة:

ظاهرة؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، وقوله عز وجل: ﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30]؛ فإن الأفعال: (يخلق – يشاء – يختار – تجعل – يفسد – يسفك – نسبح – نقدس)، كلها أفعال مضارعة مرفوعة بالضمة الظاهرة.

أم مقدرة: سواء كان سبب التقدير:

التعذر؛ نحو الفعلينِ (أرى، وترى) في قوله تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102]، فإن هذين الفعلين في هذه الآية مرفوعانِ بضمة مقدرة، منع مِن ظهورها التعذُّر.

أم الثقل؛ نحو الفعل (تجري) في قوله تعالى: ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25]، ونحو الفعل (يدعو) في قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11]، فالفعلان (تجري، ويدعو) مرفوعانِ بضمَّة مقدرة، منع من ظهورها الثقل[12].

رابعًا: من مواضع الرفع بالضمة: جمع المؤنث السالم:

جمع المؤنث السالم هو: كل اسمٍ دلَّ على أكثر من اثنينِ[13] أو اثنتين، بزيادة ألف وتاء في آخره؛ نحو: (زينبات) جمع (زينب)، (وقطارات) جمع (قطار)، و(خطابات) جمع (خطاب)، والمراد بالسالم: ما سلم فيه صيغة المفرد، وذلك بأن يبقى المفرد على حاله بعد الجمع، فلا يدخل حروفَه تغييرٌ في نوعها أو عددها أو حركاتها؛ نحو: (زينب، زينبات)، فإنه يلاحظ هنا أنه لم يحصل أيُّ تغيير في كلمة (زينب) عند جمعها جمعَ مؤنث سالمًا على (زينبات)، وهذا بخلاف جمع التكسير، كما سبق.

ويخرج بقولنا في تعريف جمع المؤنث السالم: بزيادة ألف وتاء في آخره:

1- ما كانت التاء فيه أصلية؛ نحو: (أَبْيات) جمع (بيت)، و(أموات) جمع (ميت)، و(أقوات) جمع (قوت)؛ فإن التاء الموجودة في الجمع في هذه الأمثلة الثلاثة موجودةٌ كذلك في الاسم المفرد؛ ولذا كانت هذه التاءُ أصليةً – أي: من أصل الكلمة – وبِناءً عليه لم يكن هذا الجمع جمعَ مؤنث سالمًا، وإنما هو جمع تكسير[14].

وجمع المؤنث السالم يرفع بالضمة: سواء كانت هذه الضمة:

ظاهرةً؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [التوبة: 71]، وقوله عز وجل: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ ﴾ [النساء: 34].

أم مقدرةً، ولا تكون الضمة مقدرةً في جمع المؤنث السالم إلا إذا أُضيف لياء المتكلم[15]؛ نحو: (بناتي) في قوله تعالى: ﴿ قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الحجر: 71]، فإن كلمة (بناتي) في هذه الآية مرفوعةٌ بضمة مقدرة على التاء، منع من ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسبة.

ويلحق بجمع المؤنث السالم في رفعه بالضمة:

1- ما سُمِّي به من هذا الجمع، وهو عبارة عن كلمات جمعت جمعَ مؤنث سالمًا، وأُطلقت أعلامًا على مسمَّيات مفردة؛ نحو: عرفات، بركات، عطيات، فمثل هذه الكلمات هي من قبيل جمع المؤنث السالم من حيث اللفظ، لكن معناها مفردٌ، مذكر أو مؤنث[16]، ولأن هذه الكلمات كانت من قبيل جمع المؤنث السالم من حيث اللفظ، فإنها رُفِعت بالضمة مثله تمامًا، تقول: هذا عرفات – جاء بركات – صلَّت عطيات…، وهكذا.

2- أُولات: بمعنى: (صاحبات)؛ فإنها كذلك تلحَق بجمع المؤنث السالم في رفعه بالضمة، قال تعالى: ﴿ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 4][17].

ذكر ما ينوب عن الضمة من علامات الرفع الفرعية:

تقدم بنا أنه ينوب عن الضمة في حالة الرفع ثلاثةُ حروف؛ هي: الواو، والألف، وثبوت النون.

ونحن ها هنا إن شاء الله نذكر هذه العلامات الثلاثة بالتفصيل، مع ذكر مواضعها:

أولًا: نيابة الواو عن الضمة:

تكون الواو علامة للرفع نيابةً عن الضمة في موضعين؛ هما:

جمع المذكر السالم، الأسماء الخمسة.

أولًا: جمع المذكر السالم:

جمع المذكر السالم هو: كل اسم دلَّ على أكثر من اثنين[18]، بزيادة واو ونون في حالة الرفع، وياء ونون في حالتَي النصب والجر[19]، أغنَتْ هذه الزيادة عن عطف المفردات المتماثلة في الحروف والحركات والمعاني، بعضها على بعض، مع سلامة لفظ المفرد عند الجمع؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ ﴾ [التوبة: 81]، وقوله عز وجل: ﴿ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [النساء: 162][20].

والمهم الآن: أن جمعَ المذكر السالم يُرفع بالواو نيابة عن الضمة، ومثاله: الكلمات: (المخلفون، الراسخون، المؤمنون) في الآيتين السابقتين، فإنها مرفوعةٌ بالواو نيابةً عن الضمة؛ لأنها جمع مذكر سالم.

ويلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه بالواو رفعًا[21]:

(عشرون) وبابه؛ وبابه هو: ثلاثون، أربعون، خمسون، ستون، سبعون، ثمانون، تسعون، ومثال رفع هذه الكلمات بالواو قولُه تعالى: ﴿ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ ﴾ [الأنفال: 65]، وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ﴾ [ص: 23].

(أهلون)؛ نحو قوله تعالى: ﴿ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا ﴾ [الفتح: 11].

(أولو)؛ نحو قوله سبحانه: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269].

(عِلِّيُّونَ)؛ نحو قوله عز وجل: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴾ [الفاتحة: 19].

(سنون)؛ نحو: مرَّت علينا سنونَ كثيرةٌ في تعلُّم علم النحو.

ثانيًا مما يُرفع بالواو: الأسماء الخمسة:

مما يرفع بالواو كذلك نيابةً عن الضمة: الأسماءُ الخمسة؛ وهي:

1- أبوك: ومثال رفعها بالواو قوله تعالى: ﴿ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ﴾ [يوسف: 68].

2- أخوك: ومثال رفعها بالواو قولُه سبحانه: ﴿ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ﴾ [يوسف: 69].

3- حَمُوكِ[22]: ومثال رفعها بالواو: هذا حَمُوك.

4- فوك: ومثال رفعها بالواو: فُوك رائحتُه طيبة.

5- ذو: ومثال رفعها بالواو قوله سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105].

شروط رفع الأسماء الخمسة بالواو[23]:

حتى تُرفع هذه الأسماء بالواو فإنه لا بد فيها من شروط، وهذه الشروط على قسمين:

1- شروط عامة في الأسماء الخمسة كلها.

2- وشروط خاصة: وهي تخصُّ اسمين فقط من هذه الأسماء الخمسة؛ هما: فو، وذو.

أولًا: الشروط العامة:

سبق أن بيَّنا: أن الشروط العامةَ هي الشروط التي يجب توافرها في الأسماء الخمسة كلِّها حتى تُرفع بالواو، وهذه الشروط هي:

1- أن تكون هذه الأسماء الخمسة مفرَدة: ويخرج بذلك ما لو كانت مثنَّاة: فتُعرَب إعراب المثنى، فترفع بالألف[24] لا بالواو، وذلك نحو قوله سبحانه: ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾ [الكهف: 80]، أو مجموعةً جمع تكسير، فترفع بالضمة[25]؛ وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وقوله عز وجل: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ ﴾ [التوبة: 24]، أو مجموعةً جمع مذكر سالِمًا، فتعرب إعرابه، فترفع بالواو[26]، وذلك نحو قولك: هؤلاء أبون، وأخون، وحَمُون.

2- أن تكون مكبَّرة، لا مصغَّرة، فإن كانت مصغَّرة رُفعت بالضمة الظاهرة؛ نحو: هذا أُبَيٌّ، وأُخَيٌّ.

3- أن تكون مضافة: سواء كانت إضافتُها إلى:

ضمير؛ نحو: إضافتها إلى الضمير (نا) في كلمة (أبونا) في قوله تعالى: ﴿ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23]، ونحو إضافتها إلى الضمير الهاء في قوله سبحانه: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 106]، فإن كانَتْ هذه الأسماء الخمسة غيرَ مضافة، فإنها لا ترفع بالواو، وإنما ترفع بالضمة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ ﴾ [النساء: 12]، وكقولِ أبي بكر رضي الله عنه: الجدُّ أبٌ.

أم إلى اسم ظاهر؛ نحو: (أبو هريرة، أبو سلمة)، وما أشبه ذلك.

4- أن تكون إضافتها إلى غير ياء المتكلم، فإن أُضيفت إلى ياء المتكلم؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ﴾ [ص: 23]، فإنها ترفَعُ بالضمة المقدَّرة، ويكون سبب التقدير هو اشتغال المحل بحركةٍ مناسبة ياء المتكلم.

فهذه الشروط الأربعة العامة يجب توافُرها مجتمعةً في الأسماء الخمسة، لتعرب بالواو رفعًا[27]، وقد تقدَّمت الأمثلةُ على ذلك.

ثانيًا: الشروط الخاصة:

سُمِّيت الشروط الخاصة؛ لأنها تخصُّ اسمينِ فقط، من سائر الأسماء الخمسة؛ وهما:

(فو): فيشترط فيها خاصة حتى ترفع بالواو[28] أن تكون خاليةً من الميم؛ نحو: هذا فوك[29].

(ذو): فيشترط فيها خاصة حتى ترفع بالواو[30] شرطانِ؛ هما:

أن تكون بمعنى (صاحب)؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ ﴾ [يوسف: 68]، فـ(ذو) هنا بمعنى (صاحب) – أي: صاحب علم – ولذلك رُفِعت بالواو.

أن تضاف إلى اسم جنس ظاهر[31]، غير صفة[32].

ثانيًا: من الحروف التي تنوبُ عن الضمة كعلامةٍ للرفع: الألف:

تكون الألفُ علامةً للرفع في موضع واحد، وهو المثنى من الأسماء، والمثنى هو: كل اسمٍ دل على اثنين أو اثنتين، بزيادة ألف ونون في آخره في حالة الرفع، أو ياء ونون في آخره في حالتَي النصب والجر[33]، أغنَتْ هذه الزيادة عن متعاطفينِ متماثلين؛ نحو: رجلان، وامرأتان؛ فإن الألف والنون في هذين المثالين يُغنيانِ عن أن تقول: رجل ورجل، أو امرأة وامرأة.

ومثال رفع المثنى بالألف قولُه تعالى: ﴿ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ [آل عمران: 155]، وقوله عز وجل: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ ﴾ [الحج: 19]، وقوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجرات: 9]، وقوله عز وجل: ﴿ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [النمل: 45]، وقوله عزَّ مِن قائل: ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾ [الرحمن: 66].

ويَلحَق بالمثنى في رفعه بالألف، وفي نصبه وجره بالياء، كما سيأتي إن شاء الله تعالى، شيئانِ:

أولًا: ما يلحق بالمثنى بلا شرطٍ، وهو يشمل:

(اثنان)؛ نحو قوله تعالى: ﴿ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ﴾ [المائدة: 106].

(واثنتان)؛ نحو قوله سبحانه: ﴿ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ [البقرة: 60].

فكلٌّ مِن (اثنان، واثنتان) مرفوعٌ بالألف نيابةً عن الضمة؛ لأنه ملحق بالمثنى.

ثانيًا: ما يلحق بالمثنى، ولكن بشرط الإضافةِ إلى الضمير، وهذا يشمل:

(كِلَا)؛ نحو: المسلمان كلاهما يذكر الله.

(كلتا)؛ نحو ما جاء في حديث الجسَّاسة من قول المسيح الدجال في مكة والمدينة: (فهما محرَّمتان عليَّ كلتاهما).

ففي هذين المثالين أُضِيف كلٌّ مِن (كلا، وكلتا) إلى ضمير؛ ولذلك فإنهما يُعرَبان إعراب المثنى، فيُرفَعان بالألف[34] نيابة عن الضمة؛ لأنهما ملحقان بالمثنى.

ويفهم مما سبق أن (كلا، وكلتا) قد لا يضافان إلى ضميرٍ، وهو كذلك؛ فإنهما قد يضافان إلى اسم ظاهر، وحينئذٍ لا يُعربان إعراب المثنى، فلا يرفعانِ بالألف[35]، وإنما يعربان إعراب الاسم المقصور، المنتهي بألفٍ مفتوح ما قبلها، فيرفعان بضمة مقدرة على الألف، وينصبان بفتحةٍ مقدَّرة على الألف، ويُجرَّانِ بكسرة مقدرة على الألف، على ما سبق بيانه في أول باب الإعراب.

ومثال رفع (كلا، وكلتا) بالضمة المقدرة على الألف لإضافتهما إلى اسم ظاهر: قوله تعالى: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا ﴾ [الكهف: 33]، وقولك: كلا الطالبينِ يُصلِّي.

ثالثًا: من الحروف التي تنوب عن الضمة كعلامة للرفع: ثبوت النون:

تكون النون علامةً للرفع – نيابة عن الضمة – في موضع واحد فقط، وهو: الفعل المضارع إذا اتصل به:

ضمير تثنية، والمراد به ألف الاثنين: سواء كانت:

لمذكر، وتسمى ألف الاثنين؛ نحو: (يفعلان).

أم لمؤنث، وتسمى ألف الاثنتين؛ نحو: (تفعلان).

أو ضمير جمع، والمراد به واو الجماعة، سواء كانت:

لغائب؛ نحو: (يفعلون).

أم لمخاطَب؛ نحو: (تفعلون).

أو ضمير المخاطبة المؤنَّثة، والمراد به الياء: مثل: تفعلين، بالتاء لا غير.

ويلاحظ هنا أننا مثَّلنا بخمسة أمثلة؛ هي: (يفعلان، تفعلان، يفعلون، تفعلون، تفعلين)؛ ولذلك سُمِّيت هذه الأفعال بالأفعال الخمسة – وعلى تعبير بعض النحاة: الأمثلة الخمسة – ويقاس على هذه الأوزان المذكورة: كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة المؤنثة، فنقول مثلًا في الفعل (يؤمن): يؤمنان – تؤمنان – يؤمنون – تؤمنون – تؤمنين.

وفي الفعل (يُصلِّي)، يصلِّيان – تصليان – يصلون – تصلون – تصلِّين.

وفي الفعل (يحب)، يحبان – تحبان – يحبون – تحبون – تحبين …، وهكذا.

وبِناءً على ذلك؛ فإن الأفعال الخمسة هي: كل فعل مضارع كان على وزن من الأوزان التالية:

يفعلان: نحو قوله تعالى: ﴿ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا ﴾ [النساء: 16]، وقوله سبحانه: ﴿ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ [الرحمن: 20]، ﴿ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ ﴾ [الأنبياء: 78].

تفعلان: نحو قوله تعالى: ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [الرحمن: 50]، وقوله عز وجل: ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ [يوسف: 41].

يفعلون: نحو قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ﴾ [التوبة: 93]، وقوله سبحانه: ﴿ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ﴾ [الأعراف: 195].

تفعلون: نحو قوله تعالى: ﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ [الشعراء: 129]، وقوله عز وجل: ﴿ قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [سبأ: 30]، وقوله سبحانه: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44].

تفعلين: نحو قوله تعالى: ﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [هود: 73]، وقوله سبحانه: ﴿ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾ [النمل: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشةَ: ((تشتهين تنظرين؟))، وقوله صلى الله عليه وسلم لها أيضًا: ((أما ترضَين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟)).

وكل هذه الأفعال الواردة في هذه الآيات المباركات والأحاديث الشريفة – وهي: (يأتيانها، ويبغيان، يحكمان، تجريان، تستفتيان، يستأخرون، يستقدمون، يستأذنونك، يبطشون، يبصرون، تتخذون، تخلدون، تستأخرون، تأمرون، تنسون، تعجبين، تأمرين، تشتهين، تنظرين، ترضين) – كلها مرفوعة بثبوت النون نيابةً عن الضمة.

بعض الفوائد التي تتعلق بعلامة الرفع: ثبوت النون:

الفائدة الأولى: ألف الاثنين المتصلة بالفعل المضارع، إما أن تدل على:

الغَيبة: ويكون الفعل المضارع معها مبدوءًا بالياء؛ نحو قوله تعالى: ﴿ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ﴾ [طه: 63].

أو الخطاب: ويكون الفعل المضارع معها مبدوءًا بالتاء؛ نحو قوله تعالى: ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ [يوسف: 41].

الفائدة الثانية: وألف الاثنتين المتصلة بالفعل المضارع كذلك إما أن تدل على:

الغَيبة: نحو قوله تعالى: ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [الرحمن: 50].

أو الخطاب: كقولك لامرأتين تخاطبهما: أنتما تُحبَّان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ويلاحظ أنه في كلا الحالين (الغيبة، والخطاب) كان الفعل مع ألف الاثنتين مبدوءًا بالتاء؛ وذلك للدلالة على تأنيث الفعل.

 


[1] أي: وبعبارة أوضح وأيسر وأسهل: الاسم المفرد هو ما دل على واحد أو واحدة، وسيأتي إن شاء الله الكلام على المثنى والجمع، والملحق بهما، والأسماء الخمسة في بابها.

[2] فكل من (محمد، ورسول) اسمان مفردان، وكلاهما مرفوع بالضمة الظاهرة.

[3] فكل من (القاضي، والفتى، وغلامي) مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة، وقد منع من ظهورها في (القاضي): الثقل، وفي (الفتى): التعذر، وفي (غلامي): اشتغال المحل بحركة المناسبة.

[4] وهذا التغيير هو السبب في تسمية هذا الجمع جمع تكسير، فكأنه أصابه الكسر عند جمعه.

[5] التخمة: داء يصيب الإنسان من امتلاء المَعِدة.

[6] أي: عدة أشجار في أصل واحد.

[7] القِنْو: العَذق بما فيه من الرُّطَب.

[8] حُذِفت الياء هنا من الآية لرسم المصحف، وإلا فالأصل في كتابتها: (الجواري)، بإثبات الياء.

[9] فيلاحظ هنا أن العين في آخر الفعل (لنسفعن)، والدال في آخر الفعل (لأكيدن)، أتتا مفتوحتينِ؛ وذلك لأن هذين الفعلين قد اتصلا هنا بنون التوكيد، والقاعدة أنه إذا اتصل الفعل المضارع بنون التوكيد يبنَى على الفتح، وأما كون الفعل (لنسفعَنْ) مرسومًا في القرآن بالتنوين هكذا (لنسفعًا)، فإن هذا رسم مصحف، وإلا فإنه يكتب هكذا: (لنسفعَنْ).

[10] وبهذا يتبيَّن لنا أن الفعل المضارع إذا اتصل بنون التوكيد، أو اتصل بنون النسوة، فإنه يخرج من باب الإعراب تمامًا، ويصبح مبنيًّا، والكلام هنا – كما تعلم أخي طالبَ العلم – إنما هو في الإعراب، وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الأفعال الكلام بالتفصيل على بناءِ الفعل المضارع.

[11] فهذه الأفعال الثلاثة (تستفتيان، ينظرون، تأمرين) مرفوعةٌ بثبوت النون، وليست مرفوعةً بالضمة؛ لاتصالها بألف الاثنين، وواو الجماعة، وياء المخاطبة المؤنثة، وسيأتي إن شاء الله قريبًا الحديث على رفع الفعل المضارع بثبوت النون.

[12] وأما السبب الثالث من أسباب تقدير الضمة – وهو اشتغال المحل بحركة المناسبة – فإنه لا يقع في الفعل المضارع أصلًا، وإنما يكون – كما سبق – في الأسماء المتصلة بياء المتكلم.

[13] نعم، فقد يكون مفرد جمع المؤنث السالم مذكرًا؛ نحو: خطاب، وجواب، وقطار، وإصطبل.

[14] ومما يدل على أنه جمع تكسير: أن مفرده لم يسلم من التغيير عند الجمع، فعلى سبيل المثال: كلمة (ميت) تجمع على (أموات)، فتجد أنه قد تغيَّرت صورته عن صورة المفرد في ضبط الحروف، فمثلًا حرف الميم بعد أن كان مفتوحًا في المفرد أصبح ساكنًا في الجمع، وكذلك حدث التغيير بالزيادة، فقد زاد الجمع عن المفرد الهمزة في أوله، والواو والألف في وسطه، وكذا أيضًا حدث التغيير بالنقص، فقد نقص الجمع عن الاسم المفرد الياء المشدَّدة في وسط الاسم المفرد.

[15] فلا تُقدَّر الضمة للتعذر، أو للثقل في جمع المؤنث السالم؛ لأن آخر هذا الجمع لا يكون إلا تاءً، وتقدير الضمة للتعذُّر إنما يكون في الأسماء المنتهية بألف، وتقديرها للثقل إنما يكون في الأسماء المنتهية بياءٍ، وقد تقدَّم بيان ذلك بالتفصيل.

[16] فـ(عرفات، وبركات) مثلًا لو نظرنا إلى لفظهما قلنا: إن (عرفات) جمع (عرفة)، و(بركات) جمع (بركة)، فهما جمع مؤنث سالم، وإذا نظرنا إلى معناهما قلنا: إنهما ليسا بجمع؛ لأنهما لا يدلان على متعدِّد، وإنما هما اسم لموضع، واسم لرجل.

[17] فكلمة (أولات) في هذه الآية رُفِعت بالضمة؛ لأنها ملحَقة بجمع المؤنث السالم، وسيأتي إن شاء الله تعالى عند الكلام على علامات النصب وعلامات الجر بيانُ أن هذه الكلمات تلحَق كذلك جمع المؤنث السالم في نصبه وجره بالكسرة.

[18] ولا نقول هنا: أو اثنتين، كما قلنا في جمع المؤنث السالم؛ لأن مفرد جمع المذكر السالم لا يكون إلا مذكرًا.

[19] سيأتي إن شاء الله تعالى ذكر علامة نصب وجر جمع المذكر السالم، وبيان أنه ينصب ويجر بالياء، عند الحديث على علامات النصب، وعلامات الجر.

[20] فلاحظ الكلمات: (المخلفون، الراسخون، المؤمنون)، فسوف تجد أنها أسماء تدل على أكثر من اثنين، وهي منتهية بواو ونون في حالة الرفع، وقد أغنَت هذه الزيادة عن عطف المفردات المتماثلة، فقد أغنَت عن أن نقول: فرِح المخلَّف، والمخلَّف، والمخلَّف…، إلى آخره، وهكذا الشأن في كل اسم يُراد جمعه جمع مذكر سالمًا.

[21] وكذا في نصبه وجره بالياء، كما سيأتي إن شاء الله عند الكلام على علامات النصب وعلامات الجر.

[22] بكسر الكاف، لا غير؛ لأن الحمو قريب زوج المرأة، فيكون المخاطَب هو المرأة، وانظر: التعليقات صـ 129.

[23] ونفس هذه الشروط التي سنذكرها الآن إن شاء الله يجب توافرها حتى تُنصب هذه الأسماء الخمسة بالألف، وحتى تُجر بالياء، كما سيأتي بيانه بالتفصيل إن شاء الله عند ذكر علامات النصب وعلامات الجر.

[24] كما سيأتي بيانه إن شاء الله.

[25] وذلك لأن جمع التكسير – كما سبق – يُرفع بالضمة.

[26] وذلك لأن جمع المذكر السالم – كما سبق – يرفع بالواو.

[27] وبالألف نصبًا، وبالياء جرًّا، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، عند ذكر علامات النصب وعلامات الجر.

[28] وكذلك حتى تنصب بالألف، وحتى تجر بالياء، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله، عند ذكر علامات النصب وعلامات الجر.

[29] فـ(فوك) في هذا المثال: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لخلوه من الميم، وهذا بخلاف ما لو قلت: هذا فمك، فإن (فمك) هنا تكون مرفوعة بالضمة الظاهرة، لا بالواو؛ لعدم توفر شرط خلوِّها من الميم.

[30] وكذلك حتى تنصب بالألف، وحتى تجر بالياء، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله، عند ذكر علامات النصب وعلامات الجر.

[31] أي: ليس ضميرًا، ولا علمًا، ولا جملة؛ فإن (ذو) لا تضاف إلى ضمير، فلا يقال: الفضل ذوه أنت، ولا تضاف كذلك إلى الأعلام، فلا يقال مثلًا: أنت ذو علي، ولا تضاف أيضًا إلى الجُمَل، فلا يقال مثلًا: أنت ذو تقوم.

[32] فلا يجوز أن تقول: جاءني ذو قائم.

[33] كما سيأتي بيانه إن شاء الله عند ذكر علامات النصب وعلامات الجر.

[34] وينصبان ويجران بالياء، كما سيأتي إن شاء الله عند ذكر علامات النصب، وعلامات الجر.

[35] وكذا لا ينصبان، ولا يجران بالياء، على ما سيأتي بيانه وتفصيله عند ذكر علامات النصب وعلامات الجر.