ظاهر شوكت البياتي
من أدوات الإعراب (إنّ المكسورة الهمزة، المشددة النون – إنما)
إنّ المكسورة الهمزة، المشددة النون
إنّ: حرف مشبه بالفعل، تدخل على الجملة الاسمية فتنسخها، أي تبطل حكمها، فتحول المبتدأ إلى اسم لها وتنصبه، وتحول الخبر إلى خبر لها ويبقى مرفوعا، وهي تختلف عن ﴿أنّ﴾ المفتوحة الهمزة المشددة النون في كون المفتوحة الهمزة تؤول بمصدر كما سبق شرح ذلك، بينما جملة إنّ المكسورة الهمزة لا تؤول بمصدر، وإنما تعرب على النحو التالي: ـ
﴿إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*﴾.
﴿إِنَّ﴾: من الأحرف المشبهة بالفعل، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب علامة نصبه الفتحة، غفور خبر إنّ مرفوع علامة رفعه الضمة.
رحيم: خبر ثان مرفوع علامة رفعه الضمة.
جملة إن واسمها وخبرها، جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
إنّ الأمهات مدارس للأجيال.
إن: من الأحرف المشبهة بالفعل، الأمهات: اسم إن منصوب علامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، مدارس: خبر إن مرفوع علامة رفعه الضمة. جملة إن واسمها وخبرها ابتدائية لا محل لها من الاعراب.
ومن المفيد أن نعرف مواضع كسر همزة إنّ، فهي تكسر في المواضع التالية:
1- إذا وقعت في بداية الكلام، نحو:
﴿إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً…﴾ [النساء ٣٦].
2- إذا وقعت بعد القول، نحو:
﴿قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ [يوسف ١٣].
﴿قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا…﴾ [مريم ٣٠].
3- إذا وقعت بعد القسم، نحو:
﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ…﴾ [العصر ١ ـ ٢].
4- إذا وقعت بعد ﴿الا﴾ الاستفتاحية، نحو:
قال تعالى: ﴿أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس ٥٥].
إنما
إنّما مركبة من ﴿إنّ﴾ الحرف المشبه بالفعل و ﴿ما﴾ الزائدة التي كفت الحرف عن العمل في الاسم والخبر، ولذا لم تعد ﴿إنّ﴾ في هذه مختصة بالدخول على الجملة الاسمية، وإنما قد تأتي بعد إنما جملة اسمية تعرب مبتدأ وخبرا وقد تأتي جملة فعلية، وتعرب.
إنما: كافة ومكفوفة ﴿الكافة هي ما وقد كفت إن عن العمل فصارت إن مكفوفة عن العمل.
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات ١٠].
إن: حرف مشبه الفعل مكفوفة عن العمل لدخول ما الزائدة الكافة عليها. ﴿كافة ومكفوفة﴾.
﴿الْمُؤْمِنُونَ﴾: مبتدأ مرفوع علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
﴿إِخْوَةٌ﴾: خبر للمبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
قال تعالى: ﴿إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ…﴾ [فاطر ٢٨].
﴿إِنَّما﴾: كافة ومكفوفة.
﴿يَخْشَى﴾: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
﴿اللهَ﴾: لفظ الجلالة، مفعول به مقدم علامة نصبه الفتحة الظاهرة.
﴿مِنْ عِبادِهِ﴾: جار ومجرور، عباد مضاف إلى الهاء، الهاء مضاف إليه.
﴿الْعُلَماءُ﴾: فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تمرين
اعرب ما تحته خط:
قال تعالى: ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا…﴾ [المائدة ٥٥].
﴿إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ…﴾ [آل عمران ١٧٥].
﴿قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ…﴾ [الانعام ١٩].
﴿قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ﴾ [فصلت ٦].
﴿إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً﴾ [الانسان ٩].
ملاحظة:
تكون ﴿ما﴾ زائدة كافة لـ ﴿إنّ﴾ إذا اتصلت بها في الرسم ﴿إنما﴾، فإذا فصل في الرسم بين ﴿إنّ﴾ و ﴿ما﴾ تكون ﴿ما﴾ موصولة بمعنى الذي، التي…، نحو:
إنّ ما حفظته من القرآن استفدت منه.
إنّ: حرف مشبه بالفعل.
ما: اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب اسم إنّ.