ظاهر شوكت البياتي
من أدوات الإعراب (إن)
وترد على أربعة أوجه:
[وجوه ان]
1- شرطية: وهي التي تجزم فعلين.
قال تعالى: ﴿إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ [التحريم ٤].
﴿إِنْ﴾: شرطية جازمة، تتوبا: فعل الشرط وهو فعل مضارع مجزوم علامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، ألف الاثنين: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
﴿فَقَدْ﴾: الفاء رابطة لجواب الشرط، قد حرف تحقيق، صغت: فعل ماض مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث وهو في محل جزم جوابا للشرط الجازم.
قال تعالى: ﴿فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة ٥].
﴿فَإِنْ﴾: الفاء حسب ما قبلها، إن شرطية جازمة.
﴿تابُوا﴾: فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط، واو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
﴿فَخَلُّوا﴾: الفاء رابطة لجواب الشرط، خلوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وهو في محل جزم جوابا للشرط الجازم، واو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
ملاحظة مهمة:
إن الشرطية الجازمة تجزم فعلين، فإذا وليها اسم مرفوع، أعربنا ذلك الاسم فاعلا لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده، نحو:
قال تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ﴾ [التوبة ٦].
﴿أَحَدٌ﴾: فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور والتقدير: إن استجارك أحد...
2- إن نافية تساوي ما، وهي من المشبهات بليس.
إذا دخلت إن على جملة اسمية، عملت عمل ليس وبنفس شروطها فهي تفيد نفي الخبر عن الاسم أو نفي اتصاف الاسم بالخبر، نحو إن محمد شاعرا: بمعنى ما محمد شاعرا أي نفينا صفة الشعر عن محمد، أي نفينا اتصاف اسم إن بخبرها ويشترط في عملها عمل ليس ألا يتقدم خبرها على اسمها، وألا ينتقض نفيها بالّا، فإن انتقض نفيها بإلّا، صارت إن نافية غير عاملة وأعربنا إلا أداة حصر، وعادت الجملة إلى أصلها.
قال تعالى: ﴿قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا…﴾ [إبراهيم ١٠].
إن في الآية الكريمة بمعنى ما أو ليس وقد انتقض نفيها بإلا لذا لا تكون عاملة وإنما تقول:
إن نافية مشبهة بليس غير عاملة.
﴿أَنْتُمْ﴾: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.
﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء ملغاة أو أداة حصر.
﴿بَشَرٌ﴾: خبر للمبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة.
قال تعالى: ﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى…﴾ [التوبة ١٠٧].
إن بمعنى ليس، ولكن نفيها انتقض بالا، لذا نقول: إن مشبهة بليس غير عاملة ﴿مهملة﴾ لانتقاض نفيها بالا:
﴿أَرَدْنا﴾: أراد فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير نا.
نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء ملغاة أو اداة حصر.
﴿الْحُسْنى﴾: مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
قال تعالى: ﴿إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ…﴾ [الملك ٢٠].
﴿إِنِ﴾: نافية غير عاملة.
﴿الْكافِرُونَ﴾: مبتدأ مرفوع علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء ملغاة ـ أداة حصر.
﴿فِي غُرُورٍ﴾: جار ومجرور، شبه الجملة في محل رفع خبر للمبتدأ.
3- إن المخففة من الثقيلة ﴿حرف مشبه بالفعل﴾:
وقد يهمل عملها نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ هذانِ لَساحِرانِ﴾ [طه ٦٣].
وتدخل إن هذه على الجملة الاسمية، ويشترط في عملها دخول اللام الفارقة على خبرها، وهذه اللام تفرق بين إن المخففة التي هي حرف مشبه بالفعل، وبين إن النافية العاملة عمل ليس.
إن العاملين لمأجورون.
إن مجيء اللام الفارقة في الخبر، يمنع ـ وعلى نحو مطلق ـ معنى النفي في ﴿إن﴾، فهي تفيد اتصاف اسمها بالخبر، لذا نقول:
إن: حرف مشبه بالفعل مخففة من الثقيلة عاملة.
العاملين: اسم إن منصوب علامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
لمأجورون: اللام فارقة، مأجورون خبر إن مرفوع علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
4- زائدة في مواضع منها:
بعد ما النافية، نحو:
ما إن ندمت على سكوتي مرة =ولقد ندمت على الكلام مرارا
فما إن طبنا جين ولكن =منايانا ودولة آخرينا
وبعد ما المصدرية، الظرفية، نحو:
ورد في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي» أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه الالباني في صحيح الجامع إن: حرف زائد لا عمل له إعرابيا.