ظاهر شوكت البياتي
الألف الفارقة
في العربية أفعال معتلة الآخر بالواو، أي أن الواو جزء من الفعل، نحو: أدعو، يدعو، أصبو، يغزو.
قال تعالى:﴿قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ﴾ [يوسف ١٠٨]
﴿إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ…﴾ [الرعد ٣٦]
﴿قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ﴾ [الجن ٢٠]
﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ…﴾ [يوسف ٣٣]
وقد تتصل واو الجماعة بفعل معتل الآخر بالواو، فكيف نفرق بين الواو التي هي حرف من أصل الفعل وبين واو الجماعة؟
نفرق بينها بوضع ألف بعد واو الجماعة لتكون فارقة بين الواو التي حرف من أصل الفعل وبين واو الجماعة، نحو:
قال تعالى:﴿لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً﴾ [الفرقان ١٤]
﴿وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً﴾ [الجن ١٨]
لا﴿تَدْعُوا﴾: لا ناهية جازمة، تدعوا فعل مضارع مجزوم علامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. واو الجماعة في محل رفع فاعل.
ألف الاطلاق
وتأتي» لإطلاق حركة الروي في الشعر إن كانت حركة الروي فتحة، والروي هو الحرف الذي ينتهي به البيت وتسمى القصيدة باسمه، فنقول لامية الطغراني، رائية أبي تمام… وليس لهذه الألف موقع من الإعراب، وإنما نقول إنها ألف للإطلاق.
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ****وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما ***نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
فالأصل: بقيصر، فنعذر فأطلقت حركة الروي بالألف فالألف هنا للإطلاق لا محل لها من الإعراب.
قال الشاعر:
غيض العدى من تساقينا الهوى فدعو ****بأن نغص فقال الدهر أمينا
الأصل: آمين: وهو اسم فعل بمعنى استجب.
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ****والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
الأصل: راق الألف للإطلاق في راقا لا محل لها من الإعراب.
ألف الندبة
ندب الميت: بكاه، عدد محاسنه، والندبة تعديد محاسن الميت، وحين ندبت المرأة المسلمة في عمورية الخليفة المعتصم صارخة وامعتصماه، فكأنها تقول: إن لم يثأر لي المعتصم فإنه ميت وليس عندي سوى أن أذكر محاسنه، فلو كان على وجه الأرض لثأر لي.
وامعتصماه: وا: أداة ندبة، معتصم منادى في محل نصب، والألف للندبة، والهاء للسكت.