تعلم قواعد اللغة العربية وتعليمها

إن الإرادة القوية هي السبيل لإحياء الفصحى ونشرها، والأخذ بالوسائل الصحيحة، وتنبيه أبنائها لما لها من صفات ومقومات، وهناك تجارب للغات أثبت أبناؤها أنهم على قدر المسؤولية كبعث العربية في مطلع القرن العشرين من رقدتها، وكاللغة الروسية والعبرية أيضًا. فالمشكلة اللغوية تعد نوعًا من التحدي، لذا تسخر الجهود لمواجهة التحديات وتحمل أعبائها حتى النهاية.

فتعليم القواعد النحوية يختلف تمامًا عن البحث في مسائل النحو، فغاية البحث النحوي هو رصد الظواهر من خلال دراسة علاقات الجمل وترابطها، وهذا يتم باستقراء نصوص اللغة لوضع القواعد لها، مع ما يقتضيه هذا الأمر من تصنيف وترتيب وتفسير، كما يحتاج الباحث أحيانًا إلى معطيات أخرى من لغات مختلفة فتكون دراسةً مقارنةً.

وأما تعليم القواعد فإنه يرتبط في تمكين المتعلم قراءة النصوص قراءةً واعيةً تتناسب مع قوة هذه اللغة وقيمتها وعراقتها، وفي إدراك الظواهر المطردة التي تظهر في بناء الجملة العربية، وفهم العلاقات بين أجزائها، ثم بعد ذلك التمرس باستعمال هذه الضوابط لتحديد ما بداخلها من روابط ووشائج، أي أن للتعليم إطارًا محددًا يعرض لما في النصوص من ظواهر لغوية وأساليب تقعيدية.

وتعليم القواعد النحوية إنما هو مستوى معرفي يعتمد على توظيف أصول المعرفة التي أحاط بها المتعلم في تحليل أجزاء الجملة العربية عالمًا ومدركًا ما فيها من معان ودلالات، وخصائص وعلاقات. وكذلك العناية بالنصوص اللغوية الفصيحة التي تساعد على الدربة والمران وفهم مغزى النص وعلاقاته.