تأملات في كلمة (الكيل أو المكيال)
الكيل أو المكيال كلمة من الكلمات التي نسمعها ونرددها كثيرًا، وهي كلمة قرآنية، وردت في عديد الآيات من الذكر الحكيم؛ وحيث إن الكيل باعتباره ذلك الفعل الذي يقوم به الإنسان قصدَ ضبط وتحديد قيمة، ومقدار، وطبيعة، وخصائص شيء، أو عمل معين، بالنظر إلى شيء آخر، مقابل ما يحصل عليه،
ويكون ذلك عبر مكيال أو ميزان ضامن لمعادلته وتساويه قدر المستطاع والإمكان، تجنبًا للظلم والطغيان، وتحقيقًا للعدل والرضا والتوازن والتساوي بين الطرفين،
وإن التأمل في هذه الكلمة والتفكر فيها يكشف لنا جانبًا من جوانب بني الإنسان من حيث إن منهم من يراعي في عملية الكيل ما يجب أن يكون في المكيال والميزان، فيوفيه، ويسعى لجعله تامًّا كاملًا غير منقوص، فلا يخسره ويسعى إلى إقامته على أكمل وأحسن وجه،
ومنهم من لا يراعي ما يجب أن يكون في المكيال والميزان، فينقصه ويخسره، ولا يوفيه؛ لذلك فإن التفكر والتوقف، والتأمل والنظر، والدرس والتدبر لتلك الكلمة من الأهمية بمكان؛ نظرًا لكونها تبين لنا جوانبَ من القيم الإنسانية الأصيلة والمعروفة والمحبوبة؛ كالعدل والوفاء، والتوازن والصدق، والعون والإحسان، والبر والأمانة، وقيم أخرى تقابلها منكرة منبوذة مكروهة؛ كالظلم والكذب، والسرقة والاعتداء، والإساءة وخيانة الأمانة، فلا ميزان ضابط،
وما تحمله تلك القيم والأعمال المعروفة منها والمنكرة من انعكاسات على راحة الإنسان وتوازنه ورخائه، سواء من حيث المصير أو نمط وطبيعة الحياة التي يحياها.