الألفاظ المخالفة لمعنى الرِّفق
ومن أبرزها الألفاظ الستة التالية:
1- العنف:
يقال: عَنُف به، وعليه، يَعْنُف، عُنْفاً: أخذه بشدَّة وقَسْوة، فهو ضدُّ الرِّفق.
والعنف: بضم العين وفتحها وكسرها، والمشهور ضمُّها [1].
ونصَّ ابن الأثير على ضمِّ العين فقط، وقال: معناه ((الشِّدَّة والمشقَّة، وكلُّ ما في الرِّفق من الخير، ففي العنف من الشرِّ مثله )) [2].
وفي الحديث: ((يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) أخرجه مسلم [3].
2- الفَظاظَة.
3- الغِلْظة
أما الفظاظة: فيقال: فَظَّ، يَفَظُّ، فظَظاً وفَظاظةً: قَسَا وأساء.
والفَظُّ: الغليظ الجانب، والسَّيِّءُ الخلُق، والقاسي، والخَشِنُ الكلام [4].
وأما الغِلْظة: فيقال: غَلُظ الخُلُق والطَّبْعُ والقول والفعل، يَغْلُظ، غِلَظاً، وغِلْظَة: اشتدَّ وصَعُب.
ورجلٌ فيه غِلاظَةٌ، أي: فَظاظة وقسوة، والغِلْظَة: ضدُّ الرِّقَّة [5].
قال النووي: ((الفَظُّ والغليظ بمعنىً، وهو عبارة عن شدَّة الخلق، وخشونة الجانب )) [6].
وجاء في صفته صلى الله عليه وسلم: ((… لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ… )) الحديث، أخرجه البخاري [7].
وهو موافق لقوله تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [8].
4- القَسْوة:
يقال: قسا القلب، يقسو، قَسْواً، وقَساوَةً: اشتدَّ وصَلُبَ، فذهبت منه الرحمة واللِّين والخشوع، والقسوة في القلب: الغِلَظ والصَّلابة والشِّدَّة [9].
جاء في الحديث: ((لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي )) أخرجه الترمذي [10].
5- التَّكَلُّف:
يقال: كلَّفه الشيءَ تكليفاً: إذا أمره بما يَشُقُّ عليه، وتكلَّفْتُ الشيءَ: إذا تجشَّمْتَه على مشقَّة وعلى خلاف عادتك.
والتَّكْلِفة: المشقّة، وحملتُ الشيء تكلفة، إذا لم تُطِقْه إلا تكلُّفاً [11].
جاء في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قال: كنَّا عند عمرَ فقال: ((نُهِينا عن التَّكلُّف )). أخرجه البخاري [12].
6- التَّشَدُّد:
يقال: تشدَّد في الأمر، وشدَّد فيه، وشادَّ: إذا بالغ، ولم يخفِّف.
والمشادَّة: التَّشدُّد [13].
وفي الحديث: ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ… )) الحديث، أخرجه البخاري [14].
قال ابن حجر [15]: ((والمعنى: لا يتعمَّقُ أحدٌ في الأعمال الدينية ويتركُ الرِّفْقَ إلا عجز وانقطع فيُغْلَبَ )).
[1] (( القاموس )) مادة (ع ن ف)، والنووي في (( شرح صحيح مسلم )) 16: 145 و((فتح الباري)) 10: 467 عند شرح حديث (6030).
[2] (( النهاية )) 3: 309.
[3] مسلم: كتاب البر والصلة والآداب – باب فضل الرفق 4: 2003 – 2004 حديث 77 (2593) عن عائشة رضي الله عنها.
[4] مادة (ف ظ ظ): (( القاموس ))، و(( المعجم الوسيط )).
[5] مادة (غ ل ظ): (( القاموس ))، و(( المعجم الوسيط )).
[6] النووي في (( شرح صحيح مسلم )) 15: 165.
[7] البخاري: كتاب البيوع – باب كراهية السَّخَب في الأسواق (2125) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.
[8] سورة آل عمران (159).
[9] (( المفردات )) ص 671، و(( المعجم الوسيط )) مادة (ق س و).
[10] الترمذي: كتاب الزهد – باب 61 حديث (2411) عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم ابن عبد الله بن حاطب )). وإبراهيم هذا ذكره ابن حبان في (( الثقات )) 6: 14، 25، وقال عنه ابن حجر في (( التقريب )) (194): (( صدوق، روى مراسيل )).
[11] ابن الأثير (( النهاية )) 4: 196، و(( المعجم الوسيط )) مادة (ك ل ف).
[12] البخاري: كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة – باب ما يكره من كثرة السؤال (7293).
[13] (( القاموس ))، و(( المعجم الوسيط )) مادة (ش د د).
[14] البخاري: كتاب الإيمان – باب الدين يسر (39)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[15] (( فتح الباري )) 1: 117.