كتبه: قاسم عاشور
سؤال وجواب في الاستعمال القرآني (2)
(النأي والبعد)
(س 8:) قال تعالى: ﴿ وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ ﴾ [الإسراء: 83] وقال سبحانه: ﴿ لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ﴾ [التوبة: 42]
ما الفرق بين النأي والبعد في الاستعمال القرآني؟
(ج 8:) يأتي بهما أكثر المعجميين والمفسرين تأويلا لأحدهما بالآخر، دون إشارة إلى فرق بينهما، وفرّق بينهما من أنكروا الترادف:
ونستقرئ مواضع الاستعمال القرآني للنأي والبعد فلا يترادفان:
النأي يأتي بمعنى الإعراض والصد والإشاحة بصريح السياق في آيات القرآن: ﴿ وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ ﴾ [فصلت: 51] وأمّا البعد فيأتي بمختلف صيغه في القرآن على الحقيقة أو المجاز، في البعد المكاني أو الزماني، المادي منهما والمعنوي، بصريح آيات القرآن، والبعد فيها جميعا نقيض القرب، على حين يخلص النأي للصد والإعراض، نقيض الإقبال:
كقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً* وَنَراهُ قَرِيباً ﴾ [المعارج: 6، 7] [الإعجاز البياني للقرآن/ 220]
(الرؤيا والحلم)
(س 9:) قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ* قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ ﴾ [يوسف: 43، 44]
ما الفرق بين الأحلام والرؤيا؟
(ج 9:) استعمل القرآن (الأحلام) ثلاث مرات، يشهد سياقها بأنها
(ج 10:) قوله تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ﴾ [الإسراء: 78] قوله تعالى:﴿ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17، 18] فالمعنى في الإسراء: قراءة القرآن في الفجر.
والمعنى في القيامة: قراءة وتلاوة كلام الله تعالى.[لطائف قرآنية/ 32]
(ج 11:) المعنى: فني وانتهى ولم يبق منه شيء.
قال تعالى: ﴿ ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ ﴾ [النحل: 96] وقال سبحانه: ﴿ قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً ﴾ [الكهف: 109] وقال سبحانه:﴿ وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ ﴾ [لقمان: 27] وقال سبحانه:﴿ إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ ﴾ [سورة ص: 54] [لطائف قرآنية للدكتور صلاح الخالدي] (نفذ)
(س 12:) وردت كلمة (نفذ) ثلاث مرات، في آية واحدة في القرآن، فما معناها؟ وما هي الآية الكريمة؟
(ج 12:) المعنى: نفذ أي اخترق من جهة إلى أخرى.
قال تعالى: ﴿ يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ ﴾ [الرحمن: 33] [لطائف قرآنية]
مواضيع ذات صلة
(ج 13:) النكر: هو ما يجهله الإنسان فيستغربه وينكره، ويكون هذا بسبب جهله، فيكون مخطئا في ذلك، ويكون الشيء في حقيقته صحيحا صوابا.
والمنكر: هو الأمر القبيح الباطل في حقيقته وأصله، فينكره الشرع ويحرمه، ويدعونا إلى إنكاره ومحاربته، وهو مرفوض باطل، وإن قبله أناس وفعلوه ورضوا به. [لطائف قرآنية] (ميّت وميت)
(س 14:) قال تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30] وقال سبحانه: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ﴾ [المائدة: 3]
ما الفرق في المعنى بين ميّت بالتشديد في الآية الأولى وميت بالتخفيف في الآية الثانية؟
(ج 14:) الميّت بالتشديد: هو الحي الذي فيه الروح.
والميت بالتخفيف: هو الذي خرجت روحه منه. [لطائف قرآنية]
(ج 15:) مصر في الآية الأولى ممنوعة من الصرف وهي القطر المعروف الذي يجري فيه نهر النيل، وعاصمته القاهرة.
أما (مصرا) في الآية الثانية فهي مصروفة نكرة تعني أيّ قطر من الأقطار ولا تعني الإقليم المعروف. [لطائف قرآنية] (عباد وعبيد)