النواسخ
(كان وأخواتها وترتيب معموليها)
ذكرنا في المبتدأ والخبر مواضع التقديم والتأخير، ومعمولا كان هما المبتدأ والخبر، والأصل في ترتيبها أن يكونا بعد الفعل الناسخ وأن يكون الاسم مقدما على الخبر، لكن هناك أحوالا أخرى نذكرها على النحو التالي:
1- الاسم لا يتقدم على الناسخ مطلقا، وفي مثل: زيد كان مخلصا.
فإن كلمة “زيد” هنا ليست اسم كان مقدما، وإنما هي مبتدأ، وكان لها اسم مستتر يعود على زيد، ومخلصا خبر كان وجملة كان واسمها وخبرها خبر عن زيد.
2- إن كان الخبر جملة فهي واجبة التأخير عن الناسخ واسمه، تقول:
كان زيد عمله عظيم.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد: اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
عمله: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
عظيم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر كان.
كان زيد يكتب.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد: اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
يكتب: فعل مضارع مرفوع الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان.
3- إن كان الخبر مفردا أو شبه جملة فله الحالات الآتية:
أ- يجب تأخيره عن الناسخ واسمه إن كان الاسم محصورا فيه مثل:
إنما كان شوقي شاعرا.
ما كان شوقي إلا شاعرا.
ما كان هذا الأمر إلا في نيتي.
ب- يجب تقديمه على الاسم إن كان في الاسم ضمير يعود على الخبر مثل:
كان في البيت صاحبه.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
في البيت: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
صاحبه: اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
جـ- يجب تقديمه على الناسخ نفسه إن كان هذا الخبر يستحق الصدارة مثل أسماء الاستفهام:
كيف كان زيد؟
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد: اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
أين كان زيد؟
أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد: اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
متى كان السفر؟
متى: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
د- يجوز التقديم والتأخير والتوسط في غير ما سبق، فتقول:
كان زيد قائما كان قائما زيد قائما كان زيد
كان زيد في البيت كان في البيت زيد في البيت كان زيد
زيادة حرف الجر الباء في الخبر:
كان وأخواتها -فيما عدا الأفعال التي يشترط أن يسبقها نفي أو شبهه مثل ما زال- قد يسبقها نفي، فيكثر حينئذ دخول الباء الزائدة على الخبر، مثل:
ما كان زيد بمهمل.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد: اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
بمهمل: الباء حرف جر زائد، مهمل خبر كان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. ويكثر دخول الباء الزائدة على وجه الخصوص على خبر ليس:
{لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ}.
لست: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم ليس.
عليهم: جار ومجرور متعلق بمسيطر.
بمسيطر: الباء حرف جر زائد، ومسيطر خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
ملحوظة: كان وأخواتها من موضوعات النحو المشهورة في التعليم العام، والحق أن من بينها أفعالا لا تستعمل الآن في الفصحى المعاصرة، وقد كانت نادرة الاستعمال في فصحى التراث. ونرى أن وضع هذه الأفعال النادرة في المقررات التعليمية يفسد الموضوع كله خاصة في مرحلة التعليم العام، وهذه الأفعال هي:
أضحى – بات – أمسى – ما انفك – ما برح – ما فتئ، هذا فضلا عن “آض” وما يشبهه.
تدريب: أعرب الكلمات التي تحتها خط:
1- “ما شاء الله كان”.
2- {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
3- {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}.
4- “ولا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض”.
5- {أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا}.
6- {أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ}.
7- {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}.
8- {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}.
9- {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}.
10- {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
11- {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}.
12- {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}.
13- {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}.
14- {وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}.
15- {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}.
16- {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}.
17- {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}.
18- {أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}.
19- {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
20- {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}.
المصدر: التطبيق النحوي للدكتور عبده الراجحي