حذف المبتدأ
المبتدأ هو الركن الأساسي في الجملة، ولا تُتصور جملة اسمية من غيره؛ ولذلك فإن وجوده ضروري في الجملة، إلا أنه قد يحذف منها، وهو مع حذفه مقرر موجود في الذهن، ولا يحذف إلا إن دل عليه دليل. والمبتدأ يحذف جوازا ووجوبا على النحو التالي:
1- الحذف الجائز:
وذلك إن دل عليه دليل مقالي؛ كأن يكون في جواب عن سؤال، تقول:
أين علي؟ فتجيب: مسافرٌ.
وتعربها، مسافر: خبر لمبتدأ محذوف، مرفوع بالضمة الظاهرة.
كيف الحال؟ حسنٌ.
حسن: خبر لمبتدأ محذوف، مرفوع بالضمة الظاهرة.
2- الحذف الواجب له مواضع أهمها ما يلي:
أ- في أسلوب المدح والذم، مثل:
• نِعْمَ القائدُ خالدٌ.
لك في هذا الاستعمال أكثر من إعراب؛ أقربها:
نعم: فعل ماض مبني على الفتح.
القائد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
خالد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر مقدم. وتقدير الكلام:
• “خالد نعم القائد”.
وتستطيع أن تعربها كما يلي:
نعم: فعل ماض مبني على الفتح.
القائد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
خالد: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
وتقدير الجملة “نعم القائد هو خالد”.
ب- أن يكون مبتدأ لقسم، مثل:
• والله لأحافظن على العهد.
والله: الواو واو القسم حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، ولفظ الجلالة مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر في محل رفع. وتقدير الكلام “والله يمين لأحافظن”.
جـ- أن يكون مبتدأ للاسم المرفوع بعد “لا سيما”، مثل:
• أحب الفاكهة لا سيما العنبُ.
لهذا الاستعمال أكثر من وجه من وجوه الإعراب، يهمنا منها الان الوجه التالي:
لا سيما: لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، سي: اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه مضاف، ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
العنب: خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو. والجملة من المبتدأ والخبر صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. “وتقدير جملة الصلة: لا سيما هو العنب”.
وخبر لا النافية للجنس محذوف تقديره: “موجود”.