التوابع (2)
٤ – البدل
تعريفه:
لُغةً: العِوَض، واصطلاحاً: تابِعٌ مقصودٌ بالحُكْمِ كالمُبْدَلِ منه، بلا واسِطةِ حرْفِ عَطْفٍ.
أنواعه:
1- بَدَلُ كُلِّ من كُلِّ، وهو: ما يتَّحِدُ فيه البَدَلُ والمُبدَلُ منه، نحو: {اهْدِنا الصِّراطَ المستقيمَ. صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهِمْ}، {لعلِّي أبْلُغُ الأسْبابَ. أَسْبابَ السَّمواتِ}.
2- بَدَلُ بَعْضٍ من كُلِّ، وهو: ما يدلُّ فيه البَدَلُ على بعضِ معنى المُبْدَلِ منه، نحو: (أكَلَ خالِدٌ الرَّغيفَ ثُلُثَهُ).
3- بَدَلُ اشتِمالٍ، وهو: ما يدلُّ فيه البَدَلُ على معنى
يوجَدُ في المُبْدَلِ منه، أو يَسْتَلْزِمُهُ المُبْدَلُ منه، نحو: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحرامِ قِتالٍ فيهِ؟} فـ {قِتالٍ} بدَلُ اشتِمالٍ من {الشَّهْرِ}، وذلكَ لكونِ القِتالِ إنَّما يقَعُ في الشَّهْرِ.
ونحو: {قُتِلَ أصْحابُ الأخدودِ. النَّارِ ذاتِ الوَقودِ}، فـ {النَّارِ} بدَلُ اشتِمالٍ من قولِهِ: {الأخْدُودِ} ذلكَ أنَّ النَّارَ كانَتْ فيه.
4- بَدَلُ البَداءِ (أو: الإضْرابِ)، وهو: ما لا تناسُبَ بينَهُ وبينَ المُبْدَلِ منه، إنَّما هو ناتِجٌ عن تغييرِ المتكلِّمِ رأيَهُ فيما قالَ أوَّلًا، نحو: (أتصدَّقُ بدِرْهَمٍ دينارٍ) فأبْدَلَ الدِّرْهَمَ بالدّينارِ.
5- بَدَلُ الغَلَطِ، وهو: أن تُريدَ الحديثَ عن شيءٍ فيزلَّ اللِّسانُ بغيرِهِ، فتُبادِرَ إلى إصلاحِ الغَلَطِ، نحو: (دَخَلَ عامِرٌ سُلَيمانُ)، فـ (سُليمانُ) هو المرادُ بخبرِكَ، فلما وقَعَ (عامِرٌ) غَلَطاً أبْدَلْتَهُ.
6- بَدَلُ النّسيانِ، وهو كالَّذي قَبْلَه، لكنَّه بالفِكْرِ لا باللِّسانِ، وفي الفَرْقِ بينَهما يقولونَ: الغَلَطُ باللِّسانِ، والنِّسْيانُ بالجَنانِ.
تنبيه:
كما يأتي البَدَلُ مُفرَداً يأتي جُملةً، نحو: {أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمونَ. أَمَدَّكُمْ بأنْعامِ وبَنينَ}.
…
آخر المنهاج لدراسة علم النحو
والحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه فرغ من مراجعته لهذه الطبعة مساء يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر محرم سنة ١٤٢٨هـ
الموافق للحادي عشر من شهر فبراير سنة ٢٠٠٧ م
المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف