إنّ البحث في جمع المؤنث السالم وتفاصيله للوصول إلى علامات إعراب جمع المؤنث السالم يحتاج من الباحث جهدًا ووقتًا وتركيزًا ليميز بين الجموع في اللغة العربية أولًا، وليعرف شروط كل منها وطريقة صياغتها ثانيًا، ثم يمكن أن يعرف ببساطة علامات إعراب جمع المؤنث السالم، وعلامات إعرابه، والتي هي:[1]

الضمة في حالة الرفع

جمع المؤنث السالم اسم من عائلة الأسماء في اللغة العربية، وقد يأتي مرفوعًا، وفي هذه الحالة تكون علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، مثال: المهندساتُ مثابراتٌ، حيث إنّ جمع المؤنث السالم في هذا المثال هو كلمتا “المهندسات”، “مثابرات”، وتُعرب الكلمتان بحسب موقعهما كالآتي:

المهندسات: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

مثابرات: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظاهر على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

الكسرة في حالة النصب

لمّا كان جمع المؤنث السالم من الأسماء فهذا يعني أنه قد يكون منصوبًا أيضًا، وله موقع إعرابيّ في النصب، وعلامة نصبه الكسرة بدلًا من الفتحة، مثل: رأيتُ الخرّيجات، حيث إنّ جمع المؤنث السالم في هذا المثال هو كلمة “الطالبات”، وتُعرب الجملة بحسب موقعهما كالآتي:

رأيتُ: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدّرة على الألف منعًا من ظهورها التعذّر، والتاء: ناء التأنيث، ضمير متصّل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.

الخرّبجات: مفعول به منصوب وعلامة نصبِه الكسرة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

الكسرة في حالة الجر

قد يأتي جمع المؤنث السالم مجرورًا في سياق الكلام، وعندها تكون علامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، ومن أمثلته: أحضرت الوسائل التعليمية لتُعرَضَ على الطالباتِ، حيث إنّ جمع المؤنث السالم في هذا المثال هو كلمة “الطالبات”، وتُعرب الجملة بحسب موقعهما كالآتي:

على: حرف جرّ لا محلّ له من الإعراب.

الطالبات: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

يُستنتح ممّا سبق أنّ علامات إعراب جمع المؤنث السالم تشبه علامات إعراب الاسم العادي، وهي تختلف فقط في حال النصب، فيكون منصوبًا بالكسرة بدلًا من الفتحة، ولكن بشرط أن تكون الألف والتاء مزيديتين، فمثلًا كلمة “أموات” ليست جمع مؤنث سالم، بل هي جمع تكسير فلا تشملها هذه القاعدة.

أمثلة على إعراب جمع المؤنث السالم

المثال الأوّل: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[2]

إنّ جمع المؤنث السالم في الآية الكريمة هو: “المحصنات”، “الغافلات”، “المؤمنات”، وتُعرب الكلمات الثلاثة بحسب موقعها في الجملة كالآتي:

المحصنات: مفعول به منصوب وعلامة نصبِه الكسرة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

الغافلات: نعت أوّل منصوب وعلامة نصبِه الكسرة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

المؤمنات: نعت ثانٍ منصوب وعلامة نصبِه الكسرة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

المثال الثاني: قوله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[3]

إنّ جمع المؤنث السالم في الآية الكريمة هو:

“الصالحات”، “قانتات”، “حافظات”، وتُعرب الكلمات الثلاثة بحسب موقعها في الجملة كالآتي: الصالحات: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

قانتات: خبر أوّل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظاهر على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

حافظات: خبر ثانٍ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظاهر على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

المثال الثالث: قول عروة بن حزام:[4]

تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها *** وما لي بزفراتِ العشيِّ يدانِ

إنّ جمع المؤنث السالم في الآية الكريمة هو: “زفرات”، وتُعرب الجملة بحسب موقعها في الجملة كالآتي: تحملت: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بتاء التأنيث، والتاء: ناء التأنيث، ضمير متصّل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.

زفرات: مفعول به منصوب وعلامة نصبِه الكسرة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

ما يجمع جمع مؤنث سالم

هل يجوز أن نصوغ من أيّ كلمة جمعًا مؤنثًا سالمًا؟

– اسم العلم المؤنث مثل: روان، ومريم، وعائشة، فهي كلها أسماء علم تستخدم للمؤنث.

– الاسم المختوم بتاء مربوطة، وقد ورد أن التاء تحذف وتضاف ألف وتاء مبسوطة، مثل: وردة، وتفاحة، وطلحة، وعبيدة.

– صفة الاسم المؤنث المنتهية بتاء، مثل ناصحة: ناصحات، وجميلة: جميلات، أو اسم التفضيل مثل كبرى: كُبريات.

– صفة المذكر غير العاقل، مثل قولهم: بيت عالٍ: بيوت عاليات، وصف مرتب: صفوف مرتبات. المصدر الذي يزيد عدد حروفه عن ثلاثة، ولا يؤكد مؤكدًا لفعله، مثل إقبالات، وتسليمات.

– مصغر الاسم المذكر غير العاقل، مثل: دُريهم: دريهمات، وقد جاز جمعه؛ لأن المصغر فيه شيء من معنى الصفة.

– الاسم المنتهي بألف تأنيث ممدودة وبعدها همزة، مثل: شقراء: شقراوات، صحراء: صحراوات.

– الاسم المختوم بألف التأنيث المقصورة، مثل: صغرى: صغريات، وحبلى: حُبليات.

– كل اسم أجنبي أعجميّ لا يعرف له جمع آخر في اللغة العربية، مثل: التّلفون، والتلغراف، والتلفزيون.

يُستنتج ممّا سبق أنّ جمع المؤنث السالم يقتصر على أسماء معيّنة دون غيرها؛ إذ لا يمكن لأي اسم في اللغة العربية أن يجمع جمعًا مؤنثًا سالمًا، بل لهذا الأمر معايير محدّدة[5]، أما ما ورد من جموع انتهت بألف وتاء غير ما ورد ذكره فهو سماعي غير قياسي، مثل: السماواتِ والأرَضاتِ والأمهاتِ والأُماتِ والسِّجلاتِ والأهلاتِ والحماماتِ والإصطبلاتِ والثّيباتِ والشَمالاتِ. ومن ذلك بعض جموعِ الجمعِ كالجمالاتِ والرِّجالاتِ والكلاباتِ والبُيوتاتِ والحُمراتِ والدُّوراتِ والدياراتِ والقُطُراتِ.[6]

 

 


[1] الدرس السابع من دروس شرح متن قطر الندى.”، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
[2] سورة النور، آية: 23.
[3] سورة النساء، آية: 34.
[4] خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
[5] جمع المؤنث السالم، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
[6] منصور حسن الغول، النحو التطبيقي الوافي الميسر، صفحة 97 – 98. بتصرّف.

المصدر: موقع سطور