الفضلات (المفعولاتُ 1)
تعريفها:
جمعُ فَضْلَة، وهي: ما يأتي من الأسماء تتميماً للكلامِ، ويمكِنُ الاستغناءُ عنه غالباً في بناءِ الجملةِ.
أنواعها:
المفعولاتُ: (المفعولُ به [ويندرجُ تحته: المنادَى]، المفعولُ المطلَقُ، المفعولُ له، المفعولُ فيه، المفعولُ معهُ)، الحالُ، التَّمييزُ.
ويتبعُ ذلكَ تتمَّةً للكلامِ في المنصوباتِ: الاستثناءُ.
١ – المفعول به
تعريفه:
هو: ما وقعَ عليهِ فِعْلُ الفاعِلِ.
نحو: (قرأَ سَعْدٌ القُرآنَ).
أحكامه:
1- منصوبٌ دائماً.
2- الأصْلُ فيه التَّأخُّرُ عن الفِعْلِ والفاعِلِ، نحو: ﴿ وكلَّمَ اللهُ موسى ﴾، لكنَّه قدْ يتقدَّمُ على كُلِّ منهُما.
فأمَّا تقديمُهُ على الفاعِلِ فسَبَقَتْ أحكامُهُ في مبحَثِ (الفاعِل).
وأمَّا تقديمُهُ على الفِعْلِ فيقعُ:
[١] جَوازاً، نحو: ﴿ فَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَريقاً تَقْتُلُونَ ﴾.
[٢] وُجوباً، وذلكَ في حالاتٍ:
1- إذا تضَّمَنَ شَرْطاً، أو أُضيفَ إلى شَرْطٍ، نحو: (مَنْ تُكْرِمْ أُكْرِمْهُ)، ﴿ أيَّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الأسماءُ الحُسْنى ﴾، (رأْيَ مَنْ تأخُذْ أَأْخُذْ)، الشَّرطُ له صدرُ الكلامِ.
2- إذا تضمَّنَ استفهاماً، أو أُضيفَ إلى استفْهامِ، نحو: (مَنْ رَأَيْتَ؟)، (سَيَّارةَ مَن اشتَرَيْتَ؟)، الاستفهامُ له صَدْرُ الكلامِ.
3- إذا نَصَبَهُ جوابُ (أمَّا)، نحو: ﴿ فَأمَّا اليَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ﴾.
4- إذا نَصَبَهُ فِعْلُ أمْرٍ دخَلَتْ عليهِ الفاءُ، نحو: ﴿ اللَّهَ فَاعْبُدْ ﴾، (النِّعْمَةَ فاشْكُرْ).
وَهَذِهِ الفاءُ تُسَمَّى (فاء الفَصيحَة)، وتُعْرَبُ عاطِفَةً، أو زائِدَةً.
٢ – المنادَى
تعريفه:
هو: الاسمُ الَّذي يطْلُبُ المتكلِّمُ إقبالَهُ، كانَ عاقِلاً، نحو: ﴿ يا موسَى ﴾، أو غيرَ عاقِلٍ، نحو: ﴿ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ﴾.
حروفه:
النِّداءُ يَكونُ بحروفٍ مخصوصةٍ، أكثرُها استعمالاً: (يا)، ويُنادى بـ: (الهمزةِ، أَيْ، أَيَا، وا).
على أنَّ هذه الأخيرةَ إنَّما تُستعْمَلُ للنداءِ قليلاً، نحو قولِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه: (واعَجباً لكَ يا ابْنَ العاصِ).
والغالبُ فيها أن تُسْتعْمَلَ للنُّدْبةِ.
أحكامه:
١ – يأتي الاسمُ المنادَى مُعرَباً ومبنيًّا:
[١] الإعرابُ، وهو النَّصْبُ، ويقعُ في ثلاثِ حالاتٍ:
١ – إذا كانَ مُضافاً، نحو: (يا رَسولَ اللهِ).
٢ – إذا كانَ شَبيهاً بالمضافِ، وهو: ما اتَّصلَ به شيءٌ من تمامِ معناهُ.
نحو: (يا حَسَناً وَجْهُهُ)، (يا ناطِحاً جَبَلًا)، (يا رَفيقاً بالعِبادِ).
٣ – إذا كانَ نكرةً غيرَ مقصودةٍ، نحو قولِ الأعمى: (يا رَجُلًا خُذْ بيَدِي).
[٢] البِناءُ، ويُقالُ في صفةِ إعرابِهِ: منادَى مَبنيٌّ على ما يُرْفَعُ به في محلِّ نَصْبٍ، ويقعُ:
١ – غيرَ مُضافٍ، نحو: ﴿ يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا ﴾.
٢ – غيرَ شَبيهِ بمُضافٍ، نحو: (يا راحِلونَ غَداً).
٣ – نَكِرةً مَقصودَةً، نحو: (يا رجُلُ اتَّقِ اللهَ) تُنادِي رجُلًا مُعيَّناً، ﴿ يا جِبالُ أَوِّبي ﴾.
٢ – إذا كانَ المنادَى مُضافاً إلى ياءِ المتكلِّمِ، جازَ في آخِرهِ لُغاتٌ معَ بقاءِ إعرابهِ منصوباً:
[١] إثباتُ الياءِ وتَسْكينُها، نحو: (يا أوْلادِيْ اتَّقوا اللهَ في أُمِّكُمْ).
[٢] حَذْفُ الياءِ وإبقاءُ الكَسْرةِ دَليلًا عليها، نحو: ﴿ يا عِبادِ فَاتَّقونِ ﴾.
[٣] إثباتُ الياءِ وفَتْحُها، نحو: ﴿ يا عِبادِىَ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ أرْضِي واسِعَةٌ ﴾.
[٤] حَذْفُ الياءِ وقَلْبُ الكَسْرَةِ فتحةً، ثُمَّ قَلْبُ الفَتحةِ ألِفاً، نحو: ﴿ يا أَسَفا على يوسُفَ ﴾.
[٥] كالَّتي قبْلَها، لكن بحَذْفِ الألِفِ وإبقاءِ الفَتْحةِ دليلًا عليها، تقولُ: (يا أَسَفَ).
تنبيه: إذا كانَ المضافُ إلى ياءِ المتكلِّمِ كلمتَي: (أُمّ، أَب) جازَ لكَ أن تقولَ: (يا أَبيْ، يا أُمِّيْ، يا أَبِ، يا أُمِّ، يا أَبُ، يا أُمُّ، يا أَبيَ، يا أُمِّيَ، يا أَبا، يا أُمَّا، يا أَبَ، يا أُمَّ، يا أَبَتِ، يا أُمَّتِ، يا أَبَتَ، يا أُمَّتَ).
٣ – يجوزُ في تابعِ المنادَى المعرَّفِ بـ (أل) الرَّفْعُ والنَّصْبُ إذا كانَ المنادى مبنيًّا، نحو: (يا خالِدُ البَطَلُ)
المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف(ص: ٩٣)
و (البَطَلَ)، ومنه: ﴿ يا جِبالُ أوِّبي معَهُ والطَّيرَ ﴾، وقُرىءَ شاذًّا: ﴿ والطَّيْرُ ﴾ بالرَّفْعِ.
وإذا لم يكن تابعُ المنادَى معرَّفاً بـ (أل) فهوَ منصوبٌ فقط، نحو: “يا فاطِمَةُ بِنْتَ محمَّدٍ”.
٤ – إذا نادَيْتَ العَلَمَ الموصوفَ بـ (ابن) في نحو: (زَيْدُ بنُ ثابِتٍ) فالقاعِدةُ أن تقولَ: (يا زَيْدُ بنَ ثابتٍ)، لكنْ لكَ أن تُتْبعَ المنادى حركةَ (ابن) فتقول: (يا زَيْدَ بنَ ثابتٍ).
٥ – إذا نادَيْتَ اسمَ الإشارةِ وجَبَ أن تَصِفَه، فتقولُ: (يا هذا الرَّجُلُ)، (يا هذا الَّذي جاءَ بالأمسِ).
٦ – إذا نادَيْتَ (أيّ) بنيْتَها على الضَّمِّ، وألْحَقْتَ بها (ها) التَّنبيهِ، نحو: ﴿ يا أيُّها النَّبيُّ ﴾، ﴿ يا أيُّها الإنْسانُ ﴾.
ويُعْرَبُ ﴿ النَبيُّ ﴾ ﴿ الإنْسانُ ﴾ عطْفَ بَيانٍ.
٧ – يجوزُ حذْفُ حرفِ النِّداءِ اختصاراً، نحو: ﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا ﴾، ﴿ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا ﴾.
توابعه:
١ – المرخَّمُ، من التَّرخيمِ، وهو: حذْفُ آخِرِ المنادَى تخفيفاً، تقولُ في نحو (يا عائِشَةُ): (يا عائِشَ) و (يا عائِشُ)، والفتحُ إبقاءً لحركةِ الحرفِ الأصليَّة، وتكونُ علامةُ الإعرابِ مقدَّرةً، والضَّمُّ على نقْلِ حركةِ المحذوفِ إلى آخِرِ الكلمة بعْدَ التَّرخيمِ.
٢ – المستَغاثُ به، من الاستغاثةِ، وهي: نِداءُ شَخْصٍ لدَفعِ ضَرَرٍ أو تخليصٍ من شِدَّة، نحو: (يا لَلَّهِ لِلْمُسْلمينَ)، ويُلاحَظُ أنَّ المستَغاثَ به يُجَرُّ بلامٍ مفتوحةٍ، والمستَغاثَ له بلامٍ مكسورةٍ.
٣ – المتعجَّبُ منه، وهو ما أثارَ إعجابَكَ من شيءٍ، تقولُ مثلاً: (يا لَلْجَمالِ!)، (يا لَلْخُضْرةِ!)، (يا لَلطَّبيعةِ الخلَّابَةِ!)، ويُلاحَظُ جَرُّ المتعجَّبِ منه بلامٍ مفتوحةٍ كالمستغاثِ به.
٤ – المندوبُ، من النُّدْبةِ وهي: التَّفجُّعُ على شيءٍ، أو التَوجُّعُ منه، ويُستعمَلُ بـ (وا) غالباً، وقلَّما استُعْمِلَ بـ (يا) لمعنى النُّدبةِ.
نحو: (وا زَيْدُ)، ويجوزُ إلحاقُهُ الألفَ فتقولُ: (وا زَيْدا)، وتجوزُ زيادَةُ هاءِ السَّكْتِ، فتقولُ: (وا زَيْداهْ)، ومنه: (وا أَبَتاهْ، وا كَرْباهْ، وا رَأْساهْ).
٣ – المفعول المطلق
تعريفه:
هو: مَصْدَرٌ تَسلَّطَ عليهِ عامِلٌ من لَفْظِهِ أو معناهُ فنَصَبَهُ.
والعامِلُ واحِدٌ من ثلاثةِ أشياءٍ:
١ – الفِعْلُ، ويكونُ من لفظِ المصدَرِ، نحو:
﴿ وَكَلَّمَ اللهُ موسى تَكليماً ﴾، أو من معنى المصدَرِ، نحو: (قَعَدْتُ جُلوساً)، فالقُعودُ والجُلوسُ واحِدٌ في المعنى.
٢ – المصدَرُ، فيعملُ في مَصْدَرٍ بنفْسِ لفظِهِ، نحو: ﴿ فإِنَّ جَهَنَّمَ جزاؤكُمْ جزاءً موفوراً ﴾.
فـ ﴿ جَزاءً ﴾ مفعولٌ مُطلَقٌ عَمِلَ فيه مصدَرُ ﴿ جَزاؤكُمْ ﴾.
٣ – الوَصْفُ، ويكونُ من لفْظِ المصدَرِ، كاسمِ فاعِلٍ، نحو: ﴿ والذَّارياتِ ذَرْواً ﴾، ﴿ والصَّافَّاتِ صَفَّا ﴾، واسْمِ مفعولٍ، نحو: (البَيْضُ مَسلوقٌ سَلْقاً).
نائب المصدر:
ينوبُ عن المصدَرِ ويأخُذُ حُكْمَهُ في النَّصبِ على أنَّه مفعولٌ مُطلَقٌ:
١ – (كُلِّ) و (بَعْض) وما أدَّى معناهُما، نحو: ﴿ فَلا تَميلُوا كُلَّ الميلِ ﴾، ﴿ ولَوْ تقوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الأقاوِيلِ ﴾.
ومِثالُ ما أدَّى مَعناهما: ﴿ وَلا تَضرُّونَهُ شَيئاً ﴾، ﴿ لا أُعذِّبُهُ أحَداً من العالَمينَ ﴾، ﴿ والنَّازِعاتِ غَرْقاً ﴾ فالنَّزْعُ يكونُ بالإغراقِ وغيرِهِ والإغراقُ بَعْضٌ منه، ونحو: (رَجَعْتُ القَهْقَرى) نوعٌ من الرُّجوع وليسَ كُلُّ رُجوعٍ قَهْقَرَى، و (قَعَدْتُ القُرْفُصاءَ) نوعٌ من القُعودِ.
٢ – العَدَد، نحو: ﴿ فَاجْلِدوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً ﴾، فـ ﴿ ثَمانِينَ ﴾ مفعولٌ مطْلَقٌ.
٣ – أسماءُ الآلاتِ المستعملةِ للفِعْلِ، نحو: (ضَرَبْتُهُ سَوْطاً).
حذف العامل:
قَدْ يُحْذَفُ العامِلُ في المصْدَرِ، نحو قولِكَ: (اعترافاً)، والتَّقديرُ: (أَعْترِفُ اعترافاً)، وتقولُ: (أفْعَلُهُ رَغْماً)، التَّقديرُ: (أفْعلُهُ وإِنْ رَغِمَ أنْفُهُ رَغْماَ)، وتقولُ: (طلَّقَها البتَّةَ) أي: قَطْعاً، فكأنَّكَ قُلْتَ: (طلَّقها قائلاً: بتَتُّكِ البتَّةَ).
٤ – المفعول له
تعريفه:
هو: مَصْدَرٌ مُعلِّلٌ لحدَثٍ مُشارِكٍ له في الزَّمانِ والفاعِلِ واقِعٍ في جوابِ (لماذا؟)، منصوبٌ.
ويُسمَّى: (المفعولَ لأجْلِهِ).
نحو: (جاءَ خالِدٌ رَغْبةً في الخَيْرِ)، فكأنَّكَ أجَبْتَ مَن قال: (لماذا جاءَ خالِدٌ؟)، وكانتْ رَغْبةُ خالدٍ في الخيرِ حاصِلةً وقْتَ مجيئهِ، وليسَ الحديثُ عن رغبتِهِ في الخيرِ في وَقْتٍ آخَرَ، وكذلكَ ففاعِلُ المجيءِ والرَّغبةِ واحِدٌ، وهو خالِدٌ.
وهكذا في نحوِ قولهِ تعالى: ﴿ يجعَلونَ أصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ من الصَّواعِقِ حَذَرَ الموتِ ﴾، وقولِكَ: (ضَرَبْتُ ابْني تأديباً).
المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف