كتبه: ابن الحاجب المالكي
المحقق: الدكتور صالح عبد العظيم الشاعر
الأفعال (1)
الفعل: ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثّلاثة.
ومن خواصّه دخول (قد)، والسّين، و (سوف)، والجوازم، ولحوق تاء (فعلت)، وتاء التّأنيث ساكنة.
[الفعل الماضي]:
الماضي: ما دلّ على زمان قبل زمانك، مبنيّ على الفتح مع غير ضمير المرفوع المتحرّك والواو.
[الفعل المضارع]:
المضارع: ما أشبه الاسم بأحد حروف (نأيت) لوقوعه مشتركا، وتخصيصه بالسّين و (سوف).
فالهمزة للمتكلّم مفردا، والنّون له مع غيره، والتّاء للمخاطب وللمؤنّث والمؤنّثين غيبة، والياء للغائب غيرهما.
وحروف المضارعة مضمومة في الرّباعيّ، ومفتوحة فيما سواه.
ولا يعرب من الفعل غيره، إذا لم يتّصل به نون التّأكيد، ولا نون جمع المؤنّث.
وإعرابه: رفع ونصب وجزم.
فالصّحيح المجرّد عن ضمير بارز مرفوع للتّثنية والجمع، والمخاطب المؤنّث، بالضّمّة والفتحة لفظا والسّكون، مثل: (يضرب).
والمتّصل به ذلك بالنّون وحذفها، مثل: (يضربان)، و (يضربون) و (تضربين).
والمعتلّ بالواو والياء بالضّمّة تقديرا، والفتحة لفظا، والحذف.
والمعتلّ بالألف بالضّمّة والفتحة تقديرا، والحذف.
ويرتفع إذا تجرّد عن النّاصب والجازم، نحو (يقوم زيد).
[نواصب الفعل المضارع]:
وينتصب ب (أن)، و (لن)، و (إذن)، و (كي).
وب (أن) مقدّرة بعد (حتّى)، ولام (كي)، ولام الجحود، والفاء، والواو، و (أو).
ف (أن) مثل: (أريد أن تحسن إليّ)، ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾[1] والّتي تقع بعد العلم هي المخفّفة من المثقّلة، وليست هذه، نحو:
(علمت أن سيقوم) و (أن لا يقوم)
والّتي تقع بعد الظّنّ ففيها الوجهان.
و (لن) مثل (لن أبرح) ومعناها نفي المستقبل.
و (إذن) إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها، وكان الفعل مستقبلا مثل: (إذن تدخل الجنّة)، وإذا وقعت بعد الواو والفاء فالوجهان.
و (كي) مثل (أسلمت كي أدخل الجنّة)، ومعناها السّببيّة.
و (حتّى) إذا كان مستقبلا بالنّظر إلى ما قبلها بمعنى (كي) أو (إلى) مثل (أسلمت حتّى أدخل الجنّة)، و (كنت سرت حتّى أدخل البلد)، و (أسير حتّى تغيب الشّمس).
فإن أردت الحال تحقيقا، أو حكاية كانت حرف ابتداء، فيرفع وتجب السّببيّة، مثل:
(مرض فلان حتّى لا يرجونه)، ومن ثمّ امتنع الرّفع في (كان سيري حتّى أدخلها) في النّاقصة، و (أسرت حتّى تدخلها؟).
وجاز في التّامّة (كان سيري حتّى أدخلها)، و (أيّهم سار حتّى يدخلها).
ولام (كي) مثل (أسلمت لأدخل الجنّة).
ولام الجحود: لام تأكيد بعد النّفي ل (كان)، مثل: ﴿ وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ﴾ [2].
والفاء بشرطين:
أحدهما: السّببيّة، والثّاني: أن يكون قبلها أمر، أو نهي، أو استفهام، أو نفي، أو تمنّ، أو عرض.
والواو بشرطين: الجمعيّة، وأن يكون قبلها مثل ذلك.
و (أو) بشرط معنى (إلى أن)، أو (إلا أن).
والعاطفة إذا كان المعطوف عليه اسما.
ويجوز إظهار (أن) مع لام (كي) والعاطفة، ويجب مع (لا) في اللاّم.
[جوازم الفعل المضارع]:
وينجزم ب (لم) و (لمّا)، ولام الأمر، و (لا) في النّهي، وكلم المجازاة وهي: (إن)، و (مهما)، و (إذما)، و (حيثما)، و (أين)، و (متى)، و (ما)، و (من)، و (أيّ)، و (أنّى).
وإما مع (كيفما) و (إذا) فشاذّ، وب (إن) مقدّرة.
ف (لم) لقلب المضارع ماضيا ونفيه، و (لمّا) مثلها، وتختصّ بالاستغراق، وجواز حذف الفعل.
ولام الأمر: اللاّم المطلوب بها الفعل.
و (لا) النّهي: المطلوب بها التّرك.
وكلم المجازاة تدخل على الفعلين لسببيّة الأوّل ومسبّبيّة الثّاني، ويسمّيان شرطا وجزاء.
فإن كانا مضارعين، أو الأوّل فالجزم.
وإن كان الثّاني فالوجهان.
وإذا كان الجزاء ماضيا بغير (قد) لفظا أو معنى لم يجز الفاء.
وإن كان مضارعا مثبتا أو منفيّا ب (لا) فالوجهان، وإلا فالفاء.
ويجيء (إذا) مع الجملة الاسميّة موضع الفاء، و (إن) مقدّرة بعد الأمر والنّهي والاستفهام والتّمنّي والعرض إذا قصد السّببيّة نحو: (أسلم تدخل الجنّة) و (لا تكفر تدخل الجنّة)، وامتنع (لا تكفر تدخل النّار) خلافا للكسائيّ، لأنّ التّقدير: إن لا تكفر.
المصدر: الكافية في علم النحو