كتبه: محمد مكاوي
ملاحظة: مرر الماوس على الأسهم في الأسفل لعرض المقال كاملاً
تنقسم الواو قسمين:
أولًا: الواو الاسمية:
وهي واو الجماعة، وهي ضمير بارز يتصل دائمًا بالفعل الماضي (كَتَبوا) والمضارع (يكتبون) والأمر (اكتبوا) ولها ثابت إعرابي:
أي: واو جماعة تُعرب: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع [فاعل – نائب فاعل – اسم كان]
في محل رفع فاعل – إذا كان الفعل مبنيًا للمعلوم، مثل: (كَتبوا)
في محل رفع نائب فاعل، مثل (كُتبوا) – أي مع الفعل المبني لما لم يُسمَّ فاعلُه.
في محل رفع اسم كان أو إحدى أخواتها، مثل: (كانوا).
اقرأ أيضا:
– من أثر علم النحو العربي في الوقف والابتداء (1) الواو العاطفة نموذجًا
ثانيًا: الواو الحرفية:
ولها أنواع كثيرة أهمها ستة أقسام:
1- واو العطف:
هي الحرف الذي يدل على الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في حكم واحد وفي نفس الإعراب جمعًا مطلقًا؛ فلا تفيد ترتيبًا ولا تعقيبًا.
أمثلة للواو العاطفة:
– حضر محمد وعليٌّ.
نستفيد من المثال السابق أن محمدًا وعليًا يشتركان في حكم واحد وهو الحضور، سواء حضر محمد قبل علي أو العكس، أو جاءا معًا، أو كان هناك مهلة بين مجيئهما أو لم يكن، وكذلك يأخذ (علي) نفس إعراب (محمد).
والواو العاطفة، قد تعطف جملة على جملة أو تعطف مفردًا على مفرد.
أما عن عطف المفردات فمثل الأمثلة السابقة، وأما عطف الجمل؛ فمثل عطف قوله تعالى: ﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ﴾ [سورة طه: 27] على قوله:﴿ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴾ [سورة طه: 26]
* وإعرابها: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
2- واو المعية:
وهي لا تفيد اشتراك ما قبلها وما بعدها في الحكم بل تدل على المصاحبة، والاسم بعدها يكون منصوبًا دائمًا على أنه مفعول معه.
إذا استطعنا حذف الواو ووضع مكانها (مع) فهي واو المعية.
مثال: سرتُ وَالنيلَ. أي: سرتُ مع النيل.
وإعرابها: واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
3- واو الإشباع:
هي الواو الواقعة بعد ضمير الرفع (تم) أو بعد ضمير النصب (كم)، أو بعد ضمير النصب (هم)، وهي تأتي إشباعًا للضمة وتم اختيار الواو لأنها الصوت المناسب للضمة.
ومثالها في القرآن: ﴿ أَنُلْزِمُكُمُوهَا ﴾ – ﴿ يَسْأَلْكُمُوهَا ﴾
واو الإشباع في الآيتين: هي الواو الواقعة بعد الميم.
وإعرابها: واو الإشباع: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
– أنلزمكموها – أنلزمهموها – كتبتموها.
4- واو القسم:
نستخدمها في القسمِ، وهي من حروف الجر، وتُعرب دائمًا (حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب)، والاسم الذي بعدها يُعرب (اسم مجرور بواو القَسَمِ وعلامة جره [على حسب نوع الاسم]).
ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ ﴾ – ﴿ والضحى ﴾ – ﴿ وَالشَّمْسِ ﴾ – ﴿ والعصر ﴾ – ﴿ وَاللَّيْلِ ﴾ – ﴿ وَالنَّجْمِ ﴾، فكلُّ الواواتِ هنا تُعرب (حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب)، والأسماء التي بعد الواو كلها تُعرب: (اسم مجرور بواو القَسَمِ وعلامة جره الكسرة الظاهرة، إلا (الضحى) فعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر).
5ـ- واو الاستئناف:
وقد تُسمى بواو الابتداء، وهي الواو الواقع بعدها جملة لا علاقة لها بما قبلها لا معنى وإعرابًا، ومثال ذلك:﴿ ثم قضى أجلا وأجلٌ مسمى ﴾، فليس هناك علاقة بين الجملتين ﴿ ثم قضى أجلًا ﴾، ﴿ وأجلٌ مسمى عنده ﴾ لا معنى ولا إعرابًا.
وفي المثال السابق نُعرب (أجل): مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
6- واو الحال:
وهي الواو الداخلة على جملةٍ اسميةٍ نحو قوله تعالى: ﴿ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ ﴾، أو فعليةٍ نحو قوله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) ﴾ [سورة طه: (125)]؛ لتبين حالها، وتكون إجابة لسؤال بكيف؟
وشرح ذلك: أن تأتي جملة تامة، ثم واو، ثم بعد الواو جملة اسمية أو فعلية.
وتكون علاقة الجملة الثانية بالجملة الأولى أنها تكشف حال الفاعل أو المفعول به.
ومن ثوابت الواو الحالية في القرآن الكريم:
كل جملة تامة، جاء بعدها واو، وجاء بعد الواو (قد) ثم (فعل ماضٍ)، وكانت الجملة الثانية تبين حال الفاعل أو المفعول به في الجملة الأولى؛ فإن الواو تكون حالية، ومثال ذلك من سورة (طه): ﴿ وَقَدْ خابَ ﴾، ﴿ وَقَدْ آتَيْنَاكَ ﴾، ﴿ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴾.
ومثال لواو الحال مع الجملة الاسمية قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾. الجملة الأولى: ﴿ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ﴾، والجملة الثانية: ﴿ وَهُمْ أُلُوفٌ ﴾.
نلاحظُ أنَّ الجملة الثانية تبين حال الفاعل في الجملة الأولى. فإذا سألنا سؤالًا وقلنا: كيف كان حال هؤلاء حين خروجهم من ديارهم؟ فتكون الإجابة: خرجوا وهم ألوف.