روت كتب الأدب والتراجم على سبيل اليقين أن هذا العلم كان يسمى بالعربية في عصر أبي الأسود، قال ابن سلام في الطبقات: “وكان أول من استن العربية وفتح بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسها، أبو الأسود الدؤلي”.
وقال ابن قتيبة في المعارف: “أول من وضع العربية أبو الأسود” وقال ابن حجر في الإصابة: “أول من ضبط المصحف ووضع العربية أبو الأسود” فالتسمية بالنحو بعد عصره، إلا أنها لم تتجاوز الطبقة الثانية، فقد اشتهرت عنها مؤلفات اتسمت بأنها نحوية، وصرح فيها باسم النحو، كما ستقف على ذلك في الطبقات إن شاء الله تعالى.
فما يذكر في كتب التراجم من نسبة التسمية بالنحو إلى أبي الأسود مبني على التسامح، ويلاحظ فيه انسحاب التسمية الطارئة بالنحو بعدُ على ما كان من أبي الأسود ضرورة أن ما وضعه أبو الأسود أساس ما سموه بالنحو، ولو عنى أصحاب التراجم بتعيين صاحب التسمية وقتها لأغنونا عن تنازع الظنون.
سبب التسمية بالنحو:
اسم العلم من وضع أهله ومصطلحهم لمقتضى الملابسات المناسبة في نظرهم، وقد سلف أن أبا الأسود لما عرض على الإمام علي ما وضعه فأقره بقوله: “ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت” فآثر العلماء تسمية هذا العلم باسم النحو استبقاء لكلمة الإمام التي يراد بها أحد معاني النحو اللغوية؛ والمناسبة بين المعنيين: اللغوي والاصطلاحي جلية.