الأخطاء النحوية الشائعة [6]
الأخطاء النحوية الشائعة [1]
الأخطاء الشائعة استعمالات مخالفة لقواعد اللغة العربية، والاهتمام بالأخطاء الشائعة هنا نابع من الإدراك بأن الطالب قد درس اللغة العربية وقواعدها على مدار اثنتي عشرة سنة وأصبح يعرفها بعمومها ويدرك الكثير من قواعدها، ويستعملها استعمالا صحيحا بنسبة كبيرة، لكنه قد يقع في أخطاء صغيرة تتكرر منه دون أن يدركها، وهنا محاولة لحصر بعض هذه الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظم الناس، فبعد هذه المرحلة من الوعي من الممكن أن تسهل دراسة اللغة العربية بمعرفة جوانب النقص، ولعل في ذلك لملمة لشتاتها المتناثر واختصارا للطريق بوضع اليد على الجرح وموطن الداء.
(1) إعراب المثنى:
يعرب المثنى بالألف في حالة الرفع:
فنقول: “اجتهد الطالبان”، وبالياء في حالتي النصب والجر، إذ نقول: “أعطيت الطالبين نصيحة غالية”، و”مررت بالطالبين المجتهدين”.
– خبر صحفي: “تزوج فلان من فلانة ورزق منها بولدان”! وهذا شائع في الصحف والإذاعات[2].
(2) إعراب خبر “إن”:
تنص قاعدة “إن وأخواتها” على نصب المبتدأ الذي يسمى بعد ذلك: “اسم إن المنصوب“، وعلى رفع الخبر الذي يسمى بعد ذلك: “خبر إن المرفوع”، من ذلك: “إن الحقُّ منتصرٌ”.
جمل مستمدة من بحث طالب جامعي:
– “إذا نظرنا في البحث وجدنا أن الباحث ملما بخطوات البحث”.
– “قدم الناقد القصيدة على أنها عملا شعريا متميزا”[3].
(3)- إعراب الاسم المنقوص:
الاسم المنقوص هو كل اسم ينتهي بياء لازمة ما قبلها مكسور، وإعراب الاسم المنقوص له قاعدة خاصة، فإذا وقعت الأسماء المنقوصة مرفوعة أو مجرورة ولم تكن مضافة ولا معرفة بـ (ال) حذفت منها الياء، وجيء بدلا منها بتنوين، مثل:
– أنا ماضٍ في تحقيق هدفي.
– ما أنت بساعٍ إلى ما أراد لك أبوك.
فكلمتا (ماض) و(ساع) أصلهما: (ماضي) و(ساعي)، وهما اسمان منقوصان، جاءت الأولى خبرا للمبتدأ (أنا)، والثانية مجرورة بحرف الجر (الباء). وقد كانت الكلمتان هنا غير معرفتين بال وغير مضافتين، ولذلك وجب حذف الياء منهما، والإتيان بتنوين الكسر عوضا عنها.
عبارات يرددها الطلبة:
– كان كاتب المقالة غير راضي عن عمله.
– يحتوي أسلوب الإغراء على معاني ضخمة.
– لم أحصل على معدل عالي.
– نجح: فعل ماضي[4].
(4) إعراب اسم (كان) وأخواتها حين يتأخر:
– الأصل في ترتيب الجملة الاسمية في العربية أن يتقدم المبتدأ ويليه الخبر، مثل: “الوطن منتصر بإذن الله“.
– ولكن يجوز أن يتقدم الخبر على المبتدأ إذا تعين المبتدأ والخبر بدليل من السياق، أو كانت للمتحدث عناية خاصة بالخبر، كما في قوله تعالى: “سلام هي…“، والعبارة: “في الكتاب الجواب”، مع إمكانية وضع الجملة وفق الترتيب الأصلي، فيمكن القول: “هي سلام“، و”الجواب في الكتاب”.
– ولكن هناك حالات يجب فيها تقديم الخبر على المبتدأ، عندما تؤلف الجملة من شبه جملة “ظرف أو جار ومجرور” هو الخبر، واسم نكرة هو المبتدأ في مثل القول: “لدي سؤال”، و”لكم حقوق”، و”عليكم واجبات”، ويستحيل هنا تقديم المبتدأ فلا نقول: “سؤال لدي” و”حقوق لكم”… وإن صحّ هذا التركيب فهو لا يعدّ جملة مكتملة ويصبح في حاجة إلى تفسير، لأن شبه الجملة يصبح هنا في مقام الصفة التي تجعل المبتدأ مختصا أو متعينا، فإن السامع في هذه الحالة يتوقع خبرا يكمل الجملة كقولنا: “سؤال لدي يدل على دقة استنتاجي..”.
– فإن كانت الجملة الاسمية مما يجب فيه تقديم الخبر على المبتدأ وأدخلنا عليها (كان) أو إحدى أخواتها قلنا: “كان لدي سؤال”، أو “أصبح لكم حقوق“، وتكون كلمة (سؤال) مرفوعة، وهي المبتدأ في الأصل، لأنها صارت هنا: ( اسم كان المرفوع)، وكلمة (حقوق) مرفوعة لأنها صارت هنا: (اسم أصبح المرفوع)؛ على الرغم من تأخرها في الظاهر. ويكون مهما في هذه الحالة تعيين الاسم والخبر من غير التسليم ببساطة لواقع ترتيب الجملة وما فيه من تقديم وتأخير .
من مواد الصحف والمجلات:
– ونأمل أن يكون لدينا -بإذن الله ثم برعاية المسئولين- ناديا للمعوقين يقدم لهم الخدمات والترفيه.
– لقد كانت في رأسه خططا من أجل بناء البيت[5].
(5) إعراب جمع المذكر السالم:
– يعرب جمع المذكر السالم بالواو في حالة الرفع كقولنا: “أيها المؤمنون القابضون على الجمر في زمن التحديات“، وبالياء نصبا، كقولنا: “كونوا مصرين على حقكم”، وبالياء جرا، كقولنا: “لا تنسوا حظكم من صلاة الأوابين“.
من عبارات الصحف:
– البدو مقبلين على الدنيا مثل الحضر.
– قام أفراد من المستوطنون بالاعتداء على… [6].
(6) تعريف المضاف بإدخال (الـ) عليه:
– يتعرف المضاف في العربية بالمضاف إليه، فإذا كانت كلمة “كتاب” نكرة تصح أن تطلق على كل كتاب، فإن قولك: “كتاب تفسير” عرّف الكتاب، فاكتسب بكلمة المضاف إليه “تفسير” تخصيصا، وجعل المتلقي يبعد من ذهنه عند سماعه هذا التعبير ما كان كتابا في التاريخ أو الطب أو الفلسفة أو غيرها، لكنه يبقى متسعا لكل كتاب في التفسير، فإن قلت: “كتاب سيبويه” أصبح متعينا لا يدخل فيه سواه.
– لكن البعض يخطئ بتعريف المضاف من خلال إدخال (الـ) التعريف إليه ، كالقول: “…على امتداد العشر سنوات الأخيرة”، أو “فالعشر سنوات التي بقيت من عمره تبرع بها”، والصواب: “فعشر السنوات التي بقيت من عمره تبرع بها “، و”على امتداد عشر السنوات الأخيرة”.
(7) الفصل بين المتضايفين:
– تعمد العربية في تركيب الإضافة إلى ذكر المضاف ثم المضاف إليه كقولك: “جيل المصاحف – بناة المستقبل”، فإذا تعددت المضافات إلى المضاف إليه الواحد جئت بالمضاف الأول وأتبعته بالمضاف إليه، وعطفت المضاف الثاني على الأول على أن تتبعه بضمير المضاف إليه، من ذلك: “يد الرجل – قدم الرجل”؛ تقول فيهما: “يد الرجل وقدمه”، لا “يد وقدم الرجل”.
عبارات تكثر في الإذاعة والتلفاز:
– في أحسن وأفضل الحالات… .
– مهتم بمشاكل وظواهر العصر… .
– بواعث ووسائل الانتفاضة…[7].
(8) إعراب الفعل المضارع المعتل الآخر:
يعرب الفعل المضارع المعتل الآخر في حالة الرفع بالضمة المقدرة؛ سواء أكان بالألف: “يسعى، ترضى“، أم بالياء: “يمشي، تجري“، أم بالواو: “ينمو، تسخو“.
ويعرب في حالة النصب بالفتحة مقدرة فيما كان آخره ألف: “لا يمكن أن ترضى بالظلم”، وبالفتحة الظاهرة فيما كان آخره الواو والياء: “أقسمت عليك أن تدعوَه كي ترضيَه“.
فإذا جاء الفعل المضارع المعتل الآخر مجزوما جرى إعرابه بحذف حرف العلة، ويكون حذف حرف العلة علامة إعرابه في حالة الجزم، من ذلك قوله تعالى: “ولا تقفُ ما ليس لك به علم”.
من أخطاء الباحثين:
– أريد أن أمح خطأي بالاعتذار.
– لم يبقى لي مجال.
– لم ينسى الباحث تعزيز وجهة نظره بآراء… [8].
(9) إعراب الأفعال الخمسة:
الأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، وترفع بثبوت النون: “يريدان، أو تريدان – ويريدون أو تريدون – وتريدين”، وتنصب وتجزم بحذف النون، من ذلك النصب بلن: “لن يريدا، أو لن تريدا- ولن يريدوا، أو لن تريدوا – ولن تريدي”، ومن ذلك الجزم بلم: لم يريدا…”.
من أخطاء بعض التربويين:
– كان المعلمون يقدموا لنا ما عندهم من معلومات.
– كانوا يتخيلوه دائما رجلا طويلا… .
– هل تستعملي الألفاظ الأجنبية في كلامك؟[9].
(10) العطف بالواو:
شاع سرد المسميات دون عطف بالواو والاكتفاء بوضع حرف العطف الواو قبل المعطوف الأخير، مثل قولهم: “تكونت لجنة المجلة من: رئيس التحرير، مدير التحرير، المشرف الفني، وثلاثة طلاب”.
ولعل هذا التركيب وفد من الترجمة عن الإنجليزية، لأنها تتبع في قواعدها هذه الطريقة، والصواب هو ربط عناصر التركيب جميعها بالواو، فنقول: “تكونت لجنة المجلة من رئيس التحرير، ومدير التحرير، والمشرف الفني، وثلاثة طلاب”، وإذا كتبت على هيئة قائمة أمكن المجيء بها متتابعة دون واو، كالقول:
تكونت لجنة المجلة من:
– رئيس التحرير
– مدير التحرير
– المشرف الفني
– ثلاثة طلاب.
(11)-التسكين:
شاعت العامية في الحياة، وقوامها في الغالب تسكين أواخر الكلمات، وبقى تأثير هذا السلوك في العربي حتى بعد أن يتعلم الفصحى، ومن هنا جاءت ظاهرة التسكين في موضع حقه الحركة وفقا لأحكام الإعراب.
من أخطاء المثقفين:
-هذا ليس صحيح لعدة أسباب
-الطلبة يعانون ضعف في اللغة العربية.
-أسلوبه جاء سهل قوي واضح فصيح.
-سوف أتناول كل منهما على حدة….[10]
الأخطاء اللغوية الشائعة:
وقد قام علماء اللغة بالتعاون مع مجامع اللغة العربية بجهد كبير، في إحصاء المفردات والتراكيب وتصويبها، وسوف نعرض لنماذج من الأخطاء اللغوية الشائعة، ورد معظمها في “معجم الأخطاء الشائعة” للأديب الفلسطيني محمد العدناني – رحمه الله- منها:
1- قولنا: لم أزره أبدا
والصواب: لن أزوره أبدا
لأن (أبدا) ظرف زمان للمستفبل والاستمرار، ولا يأتي في سياق الماضي، بدليل قول الله تعالى: “قالوا يا موسى إنا لن تدخلها أبدا”.
2- قولنا: أثمرت الحرب نصرا
والصواب: أثمرت الحرب
لأن أثمر فعل لازم وليس متعديا، مثل قولنا: أورق الشجر
وقد أخذ اللغويون على الشاعر علي بن الجهم قوله:
كفيك يا بن عم رسول الله… أنشأتني وأورقت عودي
فقالوا: أورق فعل لازم وقد جعله الشاعر متعديا.
3- قولنا: نشك بنجاح فلان،
والصواب: نشك في نجاح فلان
لأن الفعل “شك” يتعدى بـ (في) وليس بالباء، بدليل قوله تعالى: “أفي الله شك فاطر السموات والأرض”.
4- علم أن ستعودَ فلسطين
والصواب: علم أن ستعودُ فلسطين
لأن (أن) ليست ناصبة للفعل المضارع المقترن بالسين، بدليل قوله تعالى: “علم أن سيكون منكم مرضى”.
5- قولنا لا زال أخي مريضاً.
والصواب: ما زال أخي مريضاً.
لأن ما زال من أفعال الاستمرار الماضية التي تُنفى بـ (ما) وليس بـ (لا).
6- قولنا: قرأت عن شتى المذاهب.
والصواب: قرأت عن مذاهب شتى.
لأن “شتى” يجب أن تأتي في نهاية الجملة صفة للموصوف أو نصبا على الحالية.
7- قولنا: احتج العمال على سوء معاملتهم، وكذلك قولنا: احتجت الدولة، واحتج الشعب… وهكذا مما لا تكاد تخلو منه صحيفة أو جريدة، وهو استخدام خاطئ لأن الاحتجاج في اللغة الإدلاء بالحجة والدليل، يقول الشاعر:
واحتج خصمي واحتججت بحجتي … ففلحت في حججي وخاب الأبعد
8- قولنا: أحلف بهذا اليمين.
واليمين للقسم فنقول: “عن يمين الإنسان”، وهى ضد يساره، ذلك أنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل واحد يمين صاحبه، واليمين لليد مؤنثة مطلقاً، والتذكير لليمين منبعث من الذهاب به إلى القسم، وهذا لا يسوغ إخراجه عن التأنيث.
9- قولنا: أنا شغوف بهذا الأمر.
والصواب أنا مشغوف به.
بدليل قول الشاعر:
وإني لمشغوف من الوجد والهوى… وشوقي إلى وجه الحبيب عظيم
10- قولنا: بقي حوالي مائة درهم
والصواب: زهاء أو نحو.
ذلك أن حوالي إنما تقع ظرفا مكانيا عند العرب، نقول: قعدوا حوالي محمد، أي حوله، وفي الأثر: “حوالينا لا علينا”.
11- قولنا: اذهب إلى فلان وقل له كذا.
والصواب: اذهب إلى فلان فقل له كذا.
إذ لا بد من العطف بإلغاء بدليل قوله تعالى:” اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا”.
12- قولنا: اختر بين هذين الأمرين.
وإنما يقال: اختر أحد الأمرين، أو اختر من الأمرين ما تشاء.
لأن استعمال “بين” مع الاختيار غير معروف.
13- قولنا: أذن له بالسفر.
والصواب: أذن له في السفر.
لأن أذن بالشيء علمه، وأذن في الشيء: أباحه، بدليل قوله تعالى: “فأذنوا بحرب من الله ورسوله”، أي: اعلموا بهذه الحرب.
14- تزعم فلان المجموعة، بمعنى صار لهم زعيما.
وهذا خطأ لأن التزعم الكذب، من ذلك قوله تعالى : { فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ }، ومنه قول جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا… أبشر بطول سلامة يا مربع
[1] ينظر: الموسى؛ نهاد، اللغة العربية1، 1995، 163-192.
[2] الصواب هنا “بولدين”.
[3] الخطأ هنا واضح في نصب “ملما” و”عملا” وصفتها” شعريا” و”متميزا”، إذ حقها جميعا الرفع لأنها أخبار للحرف “أن” من أخوات” إن”.
[4] الصواب هنا في الجمل على الترتيب: (راض – معان – عال – ماض).
[5] الصواب هنا: (نادٍ – خطط) .
[6] الصواب هنا: (مقبلون – المستوطنين).
[7] الأفضل هنا: (في أحسن الحالات وأفضلها)، و(مهتم بمشاكل العصر وظواهره)، و(بواعث الانتفاضة ووسائلها).
[8] الصواب هنا: (أمحو) و(يبق) و(ينس).
[9] الصواب هنا: (يقدمون)، (يتخيلونه)، (تستعملين).
[10] الصواب هنا: (صحيحا)، و(ضعفا)، و(سهلا قويا واضحا فصيحا)، و(كلا).
اخترنا لكم