كتبه/ سعاد عبدالعزيز فيصل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين قال تعالى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1]

إنَّ من أوائل مخلوقات الله: القلم والعرش والسموات والأرض والجنة والنار.

وعن عباد بن الصامت[1]:

(( قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟

قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة)).

وأول ما نزل على سيدنا محمد الكريم – عليه أفضل الصلاة والسلام – الآية الكريم ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1، 2]

ذلك يبين لنا أهمية القراءة. ولمَ لا وهي تفتح المدارك وترتقي بالعقول ؟1

فلولا التدوين ثم الاطلاع لأضعنا كثيرًا من ديننا وثقافاتنا وتاريخنا، وما عرفها الأجيال السابقة ولا ستعرفها الأجيال اللاحقة.

ولا غرو إذا قلنا إن الله وهبنا لغة انصهرت في بوتقتها ألفاظ ومعاني الحياة كلها وأثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة صحة قولي.

فهي أغنى لغة في المعمورة وهي اللغة التي وعتها العقول ووسعتها الصدور ويكفينا فخرًا أنَّها لغة الكتاب المبين الذي حفظ في الصدور ثم دون بالسطور واعتنى بها رسولنا الكريم والصحابة التابعين وقام عليها لغويون أكفاء؛ فاهتموا بالتنقيط والتشكيل حتى لا يلبس على القارئ بالفصحى المقاصد من النص المقروء وقال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]

فيا معشر أولياء الأمور في هذا الزمان.

زمان الانفتاح والعولمة وقد بات كثير من أعداء لغتنا ببث سمومهم ونشب أظفارهم واتحادهم وتكالبهم عليها للإطاحة بها.

ففي هذا الزمان كثرت المدارس الأجنبية والهدف الرئيس منها: إضعاف لغتنا وديننا.

فهم يجعلون مناهج الإسلام واللغة العربية شيئًا ثانويًا.

فإياكم واليأس من لغتكم وابذلوا المجهود وكثفوه للاعتناء ببراعمنا الصغيرة حتى تنشأ أجيالٌ واعية محبة للقراءة بالفصحى والتعامل بها، وتكون هذه الأجيال محافظة غيورة على لغتهم ودينهم.

ولا أخفيكم سرًا إذا قلنا: إن القراءة بالفصحى هي رياضة العقل واللسان على السواء.

ولمن أراد التمكن من القراءة بالفصحى أنصحكم من خلال تجربتي الشخصية وهي تجربة رائعة مفيدة:

– فقد قمت بالالتحاق بدورات النحو التي هي بدورها أهلتني للقراءة بالفصحى.

– ومن حسن حظي وأسجد لله شكرًا أن وضع الله في طريقي أكاديمية مكاوي للتدريب اللغوي التي ارتقت بمستواي في بضعة أشهر.

فوصلت إلى مستوى لم أكن أحلم به في يوم من الأيام فلله الحمد والمنه.

– ولتصلوا إلى هدفكم أنصحكم بالالتحاق بالأكاديمية وأن يؤخذ الأمر على محمل الجد والمواظبة على الحضور والجد والاجتهاد.

فمن طلب العلا سهر الليالي.

وأخص بالشكر أستاذي الفاضل: محمد مكاوي وجميع القائمين على هذا الصرح.

بارك الله جهودكم وأساله الله لكم التوفيق.