المؤلف: الخليل بن أحمد الفراهيدي (المتوفى: ١٧٠هـ).
المحقق :د. فخر الدين قباوة
قَوْلهم يَا رجلا فِي الدَّار وَيَا غُلَاما ظريفا ونصبت لِأَنَّك ناديت من لم تعرفه فوصفته بالظرف وَنَحْوه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى فِي يس﴿ يَا حسرة على الْعباد ﴾.
وَقَالَ الشَّاعِر:
فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن … نداماي من نَجْرَان أَن لَا تلاقيا
وَقَالَ آخر
(يَا ساريا بِاللَّيْلِ لَا تخش ضلة … سعيد بن سلم ضء وكل بِلَاد)
وَقَالَ آخر
(أدَار بحزوى هجت للعين عِبْرَة … فماء الْهوى يرفض أَو يترقرق
وَقَالَ آخر
(فيا موقدا نَارا لغيرك ضوءها … وَيَا حَاطِبًا فِي غير حبلك تحطب)
فنصب رَاكِبًا وساريا وموقدا ودارا لِأَنَّهَا نِدَاء نكرَة مَوْصُوفَة.
وَأما قَول الْأَعْشَى:
(قَالَت هُرَيْرَة لما جِئْت زائرها … ويلي عَلَيْك وويلي مِنْك يَا رجل)
وَقَول كثير
(لَيْت التَّحِيَّة كَانَت لي فأشكرها … مَكَان يَا جمل حييت يَا رجل)
فَرفع رجلا وَهُوَ نكرَة وَإِنَّمَا رَفعه لِأَنَّهُ قَصده فَسَماهُ بِهَذَا الِاسْم فَكَأَنَّهُ جعله معرفَة
وَأما قَول الآخر:
(سَلام الله يَا مطر عَلَيْهَا … وَلَيْسَ عَلَيْك يَا مطر السَّلَام)
فَإِنَّهُ نون مَطَرا اضطرارا ويروى بِالنّصب منونا
وَأما قَول الآخر:
(إِنِّي وأسطارا سطرن سطرا … لقَائِل يَا نصر نصرا نصرا)
فَإِنَّهُ أَرَادَ أَعنِي نصرا وأدعو نصرا وَقَالَ بَعضهم كَأَنَّهُ قَالَ يَا نصر نصرا كَمَا تَقول صَبر وحديثا أَي اصبر وَحدث ويروى وأسطار بالخفض على الْقسم.