كتبه: محمد مكاوي
يُحكى أنه قد أمر المعلم طلابه أن يقوموا بتحضير درس لإلقائه أمامه باستراتيجية الطالب المعلم .. وبعد عدة أيام جاء الطلاب وقد قام كل طالب بتحضير درسه.
وبدأ أول طالب بالشرح، وبدأ بالبسملة ثم الصلاة والسلام على النبي محمد.
فقال الطالب: اللهم صلي وسلم على النبي محمد.
وفجأة وهو يقول: (اللهم صلي) إذا بالمعلم يغضب كثيرًا.
فتوقف الطالب عن الكلام مستفسرًا من المعلم عن سبب غضبه وهو لم يبدأ شرحه بعد.
فقال له المعلم: لعلَّك لا تفهم سبب غضبي .. ولكنك قد أخطأت خطأ شنيعًا.
فقال له الطالب: يا معلمي ما بدأت الدرس حتى أخطئ.
فقال له: لقد قلت (اللهم صلي)، وليس (اللهم صلِّ).
قال الطالب متعجبًا: وما الفرق يا معلمي ؟
قال المعلم: فرق كبير.
فعندما تقول: (صلي) بإثبات الياء، فهذا خطاب للمؤنث، وهذه الياء هي ياء المخاطبة.
وعندما تقول (صلِّ) بحذف الياء، فهذا ليس بخطاب للمؤنث.
فكأنك في قولك (اللهم صلي) تؤنث الخطاب الموجه لله .. فهل تقبل هذا على ربك ؟!
قال الطالب: حاش لله .. أستغفر الله العلي العظيم .. والله ما قصدت هذا طرفة عين.
قال المعلم: إذن. إذا أردت أن تخاطب الله فلتقل: (اللهم صلِّ على محمد)، وليس (اللهم صلي على محمد).
هنا فهم الطالب جيدًا الفرق.
وهكذا علّم الأستاذ طالبه درسًا في اللغة لن ينساه
إعراب (صلي) فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المخاطبة .. وياء المخاطبة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
إعراب (صلِّ) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنتَ.