النص وتعريفاته

يعتبر النص نقطة تلاقي العديد من المجالات المعرفية، بل لا يكاد يخلو مجال من وجود النص. إلا أن وجهة النظر، وطريقة الاشتغال، وأشكال المقاربة، تختلف من مجال إلى آخر، ومن شخص لآخر، ومن نص لآخر. ولعل ذلك راجع لما عرفه ويعرفه مصطلح النص من تعدد دلالي، تطور عبر التاريخ.

المعايير النصية: الاتساق والانسجام

إن النص ليس مجرد متواليةٍ لسانية، أو مجموعة كلمات مجتمعة كيفما اتَّفق، وبدون ترتيبٍ وتنظيم، بل هو بناء لسانيٌّ مُحكم، وكما قال برينكر brinker.H فالنص هو: “تتابُع متماسك من علامات لغوية”

دور النحو في فهم وتحليل النص الأدبي

يقول عبدالقاهر الجُرجاني موضِّحًا العلاقةَ بين ترتيب الكلمات والمعاني في النفس: “ومما يجب إحكامه بعقبِ هذا الفصلِ: الفرقُ بين قولنا: “حروف منظومة” و”كلِمٌ منظومة”؛ وذلك أنَّ نظمَ الحروف هو تواليها في النطق فقط، وليس نظمها بمقتضًى عن معنى، ولا الناظم لها بمقتفٍ في ذلك رسمًا من العقل اقتضَى أن يتحرَّى في نظمه لها ما تحرَّاه

من مستويات النص الأدبي… الاستعمال

لا تَقُومُ فائِدةٌ إلا بالاستِعمالِ، فما يَستَعمِلُهُ أهلُ اللغةِ، ويَصطلِحونَ علَيهِ هو الَّذِي يَكونُ مُفيداً دُونَ غَيرهِ، أي لا بدَّ للغةِ من المُواضَعةِ والاصطلاحِ أو التوقيفِ لمن لا يَقُولُ بالاصطلاحِ. ويَظهَرُ دورُ الاستِعمالِ في تحقِيقِ الفائِدةِ فِي الألفاظِ المستَعملةِ، وقد عُنِيَ أهلُ الُّلغةِ بتمييزِ المستَعمَلِ من المُهملِ، لأنَّهم بَنَوا عليهِ قواعِدَهُم، وقَدَّمُوا جُهُوداً رائِدةً في التحقُّقِ من السَّماعِ لِكُلِّ ما نُقِلَ من العربيَّةِ عن لِسانِ العربِ.