يدخل كتاب أزاهير الفصحى في دقائق اللغة في دائرة اهتمام المتخصصين في علوم اللغة العربية وآدابها تحديدًا والباحثين في الموضوعات ذات الصلة بوجه عام؛ حيث يقع كتاب أزاهير الفصحى في دقائق اللغة ضمن نطاق تخصص علوم اللغة ووثيق الصلة بالفروع الأخرى مثل الشعر، والقواعد النحوية، والصرف، والأدب، والبلاغة، والآداب العربية.
كتاب يضم بين دفتيه من ألفاظ اللغة وتراكيبها ما يعمل على تنقيتها من الشوائب، ويقيل الأقلام من العثرات، يجد فيه كل من له ولع بلغة الكتاب الحكيم بغيته، فهو يسدى إليه من المعلومات خير ما اتفقت عليه آراء الثقات من رجالات الفصحى، كما أنه يكفيه مئونة التنقيب فى مختلف الكتب والمراجع.
حول الغلط والفصيح على ألسنة الكتاب
المؤلف تأليف أحمد أبو الخضر منسي. .
الناشــر مكتبة دار العروبة،القاهرة :.
أخذ من العوام في النطق بكلمات العربية يتكاثر منذ النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة ، مما دفع الكسائي مؤسس مدرسة النحو الكوفية وأحد القراء السبعة المشهورين للقرآن الكريم يؤلف كتابه : « ما تلحن فيه العوام » لكي يصلحوا ما حدث في ألسنتهم من تحريف الكلام الفصيح . وظل أئمة العربية بعده يعنون بالتأليف في هذا الموضوع ، وتوالت مؤلفاتهم في القرن الثالث الهجري ، ومن أهم ما طبع منها إصلاح المنطق لابن السكيت وأدب الكاتب لابن قتيبة وكتاب الفصيح الثعلب.
طرأ العديد من التغيُّرات على لغتنا العربية وقواعدها، واختفت بعض الكلمات نظرًا لقِلة استخدامها أو استبدالِ كلماتٍ جديدة مُحدثة بها، متأثرة بالاختلاط الأعجمي. وقد تجلَّى أثرُ هذه التغيُّرات اللُّغوية في كتابة الجرائد والصحف والمجلات. ولما كانت الجرائد اليومية من أهم الوسائل التي تُؤثر بصورةٍ مباشرة في ثقافة العامة، فإن الاهتمام بسلامة اللغة التي تُكتب بها أمرٌ ضروري؛ فأثر تلك اللغة لا يقف عند حد قراءتها، بل تصاحب الناس في أحاديثهم ونقاشاتهم اليومية. ويأتي «إبراهيم اليازجي» ليَلفتَ الأنظارَ إلى زُمرةٍ من الأخطاء الشائعة في «لغة الجرائد»؛ سعيًا للإسهام في تنقيتها وتقويمها.
“تراكم” الأخطاء اللغوية في مجال الإعلام خاصة، هو في الحقيقة “تأسيس” لقواميس مُغالطة سيكون لها أثرها السالب على “اغتراب” الأجيال القادمة عن لغتها الصحيحة والسليمة. وإصرار الإعلاميين والكتّاب على “ارتكاب” الأخطاء هو نوع من الإجرام في حق اللغة.. لن يقبل “الكثيرون” إذا قلنا: أن المُشتغل بالكتابة والإعلام يُفترض به أن يكون لغويا قبل ذلك، وواقع الحال أن أكثر من يسيؤون للغة هم المُشتغلون بها. في هذا الكتاب “محاولة” للوقوف على الأخطاء اللغوية الشائعة عند الكتّاب والإذاعيين ومكتبة خالدية تضع هذا الكتاب لعله يثير انتباه المعنيين بخطورة الأمر، فاللغة هي مفتاح “الدين” و”الفكر” و”الذّوق”.. وعلينا أن نتخيّل أجيالا تتربى على الأخطاء اللغوية كيف ستفهم دينها وتاريخها وكيف تتذوق الأدب .
إنَّ كلامَ العربِ الفُصحاءِ يُعدُّ مَصدراً مِن مَصادرِ الاحتِجاجِ فقد استَقرأَهُ أهلُ اللغة والنَّحو، وسَعَوا إلَيهِ فِي مَوطنهِ بِالباديةِ عِندَ القبائِلِ العربيَّةِ، أو التقَوا بِأهلِهِ في الحواضِرِ ونقلُوهُ بأمانةٍ وصِدقٍ، وصحَّحُوا الشَّواهِدَ الكثيرةَ مِن هؤلاءِ الأعرابِ.
من أمثلة ذلك أن سيبويه حين حمل (إلا) على معنى (لكن) لا لشيء إلا لصحة المعنى، وقد جاء ذلك في باب ترجم له بقوله:” هذا باب يختار فيه النصب؛ لأن الآخر ليس من نوع الأول
الامتحان التحريري:- في النحو العربي الوظيفي التطبيقي، ويكون بطلب الضبط الكامل لِبُنى الكلمات في عبارات كاملة متعددة متنوعة (أدبية – تجارية – علمية – سياسية).
موقفٌ بديعٌ طريفٌ جرى لي مع طفلي الصَّغير أحمـد حينما كان ابنَ سنتين من العمر، فيه آيةٌ من آياتِ الله سبحانه السَّاطعةِ، الدالَّةِ دلالةً جليَّةً واضحةً على إعجاز كتابه الكريم القُرآن، فقد نشأ أحمـد يكتسبُ اللسانَ العربيَّ المُبين، اكتسابًا فطريًّا؛ وذلك أنني كنتُ أخاطبه به مُذ أقبل إلى الدُّنيا، مطبقًا في ذلك نظريةَ أستاذنا الرَّائد د.عبد الله الدنَّـان حفظه الله، ومتبعًا طريقتَه في تعليم الأطفال اللغة الفُصحى بالفِطرة، وقد نجحت الطريقةُ نجاحًا عظيمًا باهرًا، وكان من أعظم ثمارها تعلُّقُ أحمـد الشديدُ بالقُرآن العظيم كتاب الله المُعجِز، فكان كثيرَ الأُنس به، تطمئنُّ نفسُه بالاستماع إليه والإصغاء لترتيله، لا يفتأُ يطلب إليَّ وإلى أمه أن نقرأَ له من آياته وأن نتلوَه على مِسْمَعَيه .
إنَّ تَعدُّدَ اللهَجَاتِ ظَاهِرةٌ طَبيعيةٌ فِي جَميعِ اللُّغاتِ، ومِن اللافتِ حقًا أنَّ بعضَ اللُّغاتِ لها جذورٌ مُتأصِلةٌ منذُ القِدمِ، وما سأوُرِدُهُ من إحدى اللُغاتِ ( الوَتْم ).