مقدمة: ونحن نؤمن بضرورة تدريس النحو في جامعاتنا في مظانه القديمة إلى جانب الدرس التطبيقي، ومن الإيمان بضرورة تدريب الطلاب على درس النحو درسا تطبيقيا، نقدم هذه السلسلة وقد قسمناه: أولهما عن الكلمة، وثانيهما عن الجملة، ثم ألحقنا به قسما خاصا عن بعض المتفرقات التي لها استعمالات معينة بالإضافة إلى نماذج إعرابية.

البناء وانواعه (2)

الفعل المضارع:
1- يبنى على السكون عند اتصاله بنون النسوة، فتقول:
الطالبات يكتبْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.

تنبيه:
عند إسناد المضارع إلى نون النسوة يكون حرف المضارعة مع الغائبات ياء لا تاء، فلا نقول:

الطالبات تكتبن. بل: الطالبات يكتبن.


ولا يتغير الفعل، إنما تزاد عليه النون فقط:
يَكْتُب – يَكْتُبْنَ
يمشي – يمشِين
يدعو – يدعون
قال تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ ﴾.

 

2- ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة، أي لم يفصل بينها وبينه بفاصل، سواء أكانت النون ثقيلة أم خفيفة، مثل:
والله لَيُفْلِحَنَّ المجدُ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.


لأَسْعَيَنَّ في الخير: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.


أما إذا لم تكن النون مباشرة؛ لوجود فاصل بينها وبين الفعل، مثل ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، فلا يكون الفعل مبنيا، بل يكون معربا، وذلك على النحو التالي:

لتنجحن أيها المجدون:
أصله: تنجحون + ن؛ اجتمعت ثلاث نونات؛ الرفع، ونون التوكيد الثقيلة المكونة من نونين؛ الأولى ساكنة والثانية متحركة:
تنجح + و + نَ + نْ + نَ


حذفت نون الرفع؛ فصار الفعل:
تنجح + و + نَّ


فالتقى ساكنان؛ واو الجماعة والنون الأولى من نون التوكيد، فحذفت الواو لدلالة الضمة السابقة عليها، فصار: تَنْجَحُنَّ، ونقول في إعرابه:
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل مبني على السكون في محل رفع، والنون حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.


لَتَنْجَحِنَّ أيتها المجدة:
أصله: تنجحين + ن، اجتمعت ثلاث نونات، فحذفت نون الفعل، فصار: تنجحين.

فالتقى ساكنان؛ ياء المخاطبة والنون الأولى من التوكيد، فحذفت الياء لدلالة الكسرة السابقة عليها، ونقول في إعرابه:
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والياء المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل مبني على السكون محل رفع، والنون حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.


تنبيه:
المضارع المسند إلى ألف الاثنين لا تحذف ألفه مع وجود ساكنين حتى لا يلتبس بالمفرد؛ ومن ثَمَّ نبقيها ونحرك نون التوكيد بالكسر، فنقول:

لتنجحانِّ أيها المجدان.


تدريب: أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح:
﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ .
﴿ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ .
﴿ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾ .
﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ ﴾ .
﴿ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴾ .
﴿ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ ﴾ .
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾.

 

النوع الثالث: الأسماء المبنية:
سبق أن عرفت أن النحويين يقسمون الاسم إلى متمكن وغير متمكن، وأن المتمكن ينقسم إلى متمكن أمكن ومتمكن غير أمكن:
المتمكن الأمكن: هو الذي لا يشبه الفعل ولا الحرف، وهو الاسم المعرب المصروف، أي الذي يقبل التنوين حين يكون نكرة؛ ولذلك يسمى هذا التنوين تنوين التمكين.


المتمكن غير الأمكن: هو الذي يشبه الفعل مثل: أحمد ويزيد وتعز، فهذه الأسماء يمكن أن تكون أسماء ويمكن أن تكون أفعالا، وحيث إن الفعل لا ينون ولا يجر، عوملت هذه الأسماء معاملة الأفعال، وهي الأسماء الممنوعة من الصرف:
حضر أحمدُ، رأيت أحمدَ، مررت بأحمدَ.


غير المتمكن: هو الذي يشبه الحرف:

أ- من حيث البنية؛ كأن يكون مكونا من حرف واحد أو من حرفين مثل تاء الضمير ومثل من، فكل منهما يشبه حرف الجر الباء وحرف الجر من مثلا.


ب- من حيث المعنى؛ لأن الحرف ليس له معنى في ذاته وإنما يشير إلى معنى في غيره، فكذلك أسماء الإشارة والأسماء الموصولة مثلا؛ ليس لها معنى في ذاتها وإنما وظيفتها الإشارة والوصل، وحيث إن الحرف مبني فإن الاسم الذي يشبه الحرف يكون مبنيا كذلك.

والأسماء المبنية يمكن ترتيبها على النحو التالي:

1- الضمائر.

2- أسماء الإشارة.

3- الأسماء الموصولة.

4- أسماء الأفعال.

5- أسماء الاستفهام.

6- أسماء الشرط.

7- الأسماء المركبة.

8- اسم لا النافية للجنس “في بعض المواضع”.

9- المنادى “في بعض المواضع”.

10- أسماء متفرقة.