جمع وإعداد:
وليد بن أحمد الحسين الزبيري،
إياد بن عبد اللطيف القيسي،
مصطفى بن قحطان الحبيب،
بشير بن جواد القيسي، عماد بن محمد البغدادي
 

من تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (1)

عناصر الموضوع:

أدم بن أحمد الأسدِي

أبان بن تَغلِب

كيف صاغ توثيق مبتدع وحدُّ الثقة العدالة والإتقان؟

تهذيب التهذيب

الأحمر البَجْلي

 

من تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة:

‌‌١ – أدم بن أحمد الأسدِي

اللغوي: آدم بن أحمد بن أسد أبو سعد الأسدي الهروي من أهل هراة.

كلام العلماء فيه:

المنتظم: “وكان أديبًا فاضلًا عالمًا باللغة .. روى عن عبد الكريم بن محمد أنه جرى بين هذا الأسدى وبين شيخنا أبي منصور الجواليقي نوع منافرة في شيء اختلفا فيه فقال له الأسدي: أنت لا تحسن أن تنسب نفسك. فإن الجواليقي نسبة إلى الجمع والنسبة إلى الجمع لا تصح”.

وفاته: (٥٣٦ هـ) ست وثلاثين وخمسمائة.

‌‌٢ – أبان بن تَغلِب

النحوي، اللغوي، المفسر: أبان بن تغلِب بن رباح -وقيل رياح- البكري الربعي الجُويري بالولاء، أبو سعد وقيل أبو أمية وقيل أبو سعيد.

من مشايخه: علي بن الحسين، ومحمد الباقر، وطلحة بن مصرف وغيرهم.

من تلامذته: شعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

معجم الأدباء: “ذكره أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مصنفي الإمامية: فقال: هو جليل القدر، ثقة عظيم المنزلة في أصحابنا .. ” أ. هـ

تهذيب الكمال: “قال أبو محمد بن عدي: له أحاديث ونسخ، عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة، وهو من أهل الصدق في الروايات، وإن كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو معروف من الكوفيين .. وهو في الرواية صالح لا بأس به” أ. هـ.

السير: “هو صدوق في نفسه، عالم كبير وبدعته (التشيع) خفيفة لا يتعرض للكبار، أ. هـ.

ميزان الاعتدال: “الكوفي شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته.

وقد وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدي، وقال: كان غاليًا في التشيع.

وقال السعدي: زائغ مجاهر.

فلقائل أن يقول: كيف صاغ توثيق مبتدع وحدُّ الثقة العدالة والإتقان؟ فكيف يكون عدلًا من هو صاحب بدعة؟

وجوابه: أن البدعة على ضربين: فبدعة صُغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف؛ فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جُملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بيِّنة.

ثم بدعة كبرى؛ كالرفض الكامل والغلو فيه، والحطّ على أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – والدعاء إلى ذلك؛ فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة.

وأيضًا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلًا صادقًا ولا مأمونًا، بل الكذب شعارُهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف نقْلُ من هذا حاله! حاشا وكلا.

المنتظم (١٨/ ٢٢)، لم أجد له ترجمة في مصدر آخر.

الفهرست للطوسي (٤٤)، معجم الأدباء (١/ ٣٨)، الكامل (٥/ ٥٠٨)، تهذيب الكمال (٢/ ٦)، السير (٦/ ٣٠٨)، الوافي (٥/ ٣٠٠)، غاية النهاية (١/ ٤)، تهذيب التهذيب (١/ ٨١)، البلغة (٤٢)، بغية الرعاة (١/ ٤٠٤)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ٣)، أعيان الشيعة (٥/ ٣٢)، معجم المفسرين (١/ ٧)، الأعلام (١/ ٢٦)، معجم المؤلفين (١/ ٧).

فالشيعي الغالي في زمان السلف وعُرفهم هو من تكلّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليًّا – رضي الله عنه -، وتعرض لسبهم.

والغالي في زماننا وعُرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرّأ من الشيخين أيضًا، فهذا ضالّ معثر ولم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلًا، بل قد يعتقد عليًّا أفضل منهما” أ. هـ.

تهذيب التهذيب:

“قلت -أي ابن حجر-: هذا قول مُنصف، وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطِّه على الكوفيين، فالتشيع في عُرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان. وإن عليًّا كان مصيبًا في حروبه، وإن خالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما، وربما اعتقد بعضهم أن عليًّا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا كان معتقد ذلك ورعًا ديّنًا صادقًا مجتهدًا، فلا ترد روايته بهذا، لا سيما إن كان غيرَ داعية. وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة.

وقال ابن عجلان: ثنا أبان بن تغلب رجل من أهل العراق من النساك ثقة. ولما خرّج الحاكم حديث أبان في “مستدركه” قال: كان قاص الشيعة وهو ثقة، وكان غاية من الغايات. وقال أحمد بن سيّار: مات سنة (٤١ هـ). وقال العقيلي: سمعت أبا عبد الله يذكر عنه عقلًا وأدبًا وصحة حديث، إلا أنه كان غاليًا في التشيع. وقال ابن سعد: كان ثقة. وذكره ابن حبان في “الثقات” وأرخ وفاته، ومنه نقل ابن منجويه. وقال الأزدي: كان غاليًا في التشيع، وما أعلم به في الحديث بأسًا” أ. هـ.

الأعلام: “من غلاة الشيعة من أهل الكوفة” أ. هـ.

قلت: ومما سبق نعلم أن أبان بن تغلب هو شيعي المعتقد خفيف البدعة كما قرر ذلك الذهبي في ميزان الاعتدال وابن حجر في لسان الميزان. وأن التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وإن عليًّا كان مصيبًا في حروبه، وهذا لا يكفي لرد روايته، لا سيما إن كان غير داعية. والله أعلم.

وفاته: سنة (١٤١ هـ) إحدى وأربعين ومائة.

من مصنفاته: “غريب القرآن” ولعله أول من صنف في هذا الموضوع، و”معاني القرآن” و “صفين”.

‌‌٣ – الأحمر البَجْلي

النحوي، اللغوي: أبان بن عثمان الأحمر بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي ويعرف بالأحمر البَجْلي مولاهم أبو عبد الله.

من مشايخه: أبي عبد الله جعفر، وأبي الحسن موسى بن جعفر وغيرهما.

من تلامدته: أبو عبيدة معمر بن المثنى، ومحمد بن سلّام الجمحي وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

* معجم الأدباء: “ذكره الطوسي في كتاب أخبار مصنفي الإمامية” أ. هـ.

* معجم الأدباء (١/ ٣٩)، ميزان الاعتدال (١/ ١٢٤)، لسان الميزان (١/ ١١٨)، الوافي (٥/ ٣٠٢)، البلغة (٤٣)، البغية (١/ ٤٠٥)، سفينة البحار (١/ ٨)، أعيان الشيعة (٥/ ٤٤)، الأعلام (١/ ٢٧)، معجم المؤلفين (١/ ١).

الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة – جـ ١(ص: ٣)

* ميزان الاعتدال: “تُكلّمَ فيه ولم يتُرك بالكلية وأما العقيلي فاتهمه .. ” أ. هـ.

* لسان الميزان: قال تعليقًا على كلام الذهبي في ميزان الاعتدال: “ولم أر في كلام العقيلي ذلك. وإنما ترجم له -وساق حديثًا- قال العقيلي: ليس له أصل ولا يروي من وجه يثبت انتهى. وقال الأزدي: لا يصح حديثه. انتهى وذكره ابن حبان في “الثقات” وقال يخطئ ويهم .. وكان أديبًا عالمًا بالأنساب. انتهى. وقال محمد بن أبي عمر: كان أبان من أحفظ الناس بحيث أنه يرى كتابه، فلا يزيد حرفًا انتهى” أ. هـ.

* أعيان الشيعة: “وعدّه الكشي من الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله (- عليه السلام -) الذين أجمعت العصابة [تعبيرًا عن أهل السنة] على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم فيما يقولون وأقروا له بالفقه ولم يُروَ فيه قدح من أحد من أهل الرجال ولا غيرهم سوى رواية ابن أبي البلاد وهي: عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: (كنت أقود أبي وقد كان كف بصره حتى صرنا إلى حلقة فيها أبان الأحمر فقال لي عمن تحدث قلت عن أبي عبد الله فقال: ويحه سمعت أبا عبد الله (- عليه السلام -) يقول: أما منكم الكذابين ومن غيركم المكذبين) .. ويعرف أيضًا بروايته عن أبي بصير وعن أبي مريم عبد الغفار .. ” أ. هـ.

* سفينة البحار: “وهو من الناووسية (١) .. وهو ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه .. ” أ. هـ.

* الأعلام: “عالم بالأخبار والأنساب. إمامي أصله من الكوفة وكان يسكنها تارة ويسكن البصرة تارة أخرى” أ. هـ.

وفاته: نحو (٢٠٠ هـ) مائتين.

من مصنفاته: له كتاب جمع فيه المبدأ والمبعث والمغازي، والوفاة والسقيفة والردة، وذكر الفيروزآبادي أن له عدة تصانيف.

فهي الناووسية: فرقة من الشيعة الجعفرية، من الغلاة الرافضة، لقبوا الناووسية إما لأن رئيسهم كان يقال له عجلان بني ناووس من أهل البصرة، ولأن لقبه ناووس. كان نسبة إلى قرية بهذا الاسم والناووسية يسوقون الإمامة إلى جعفر الصادق بنص أبيه الإمام محمد الباقر. وادعوا أن الصادق لم يمت، وأنه حي، ورووا عنه أنه قال لو رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل (وفي قول آخر عليكم من الجبل)، فلا تصدقوه فإني أنا صاحبكم، صاحب السيف.- ورووا أنه قال أيضًا إن جاءكم من يخبركم عى أنه مرضنى، وغسلنى، وكفننى، فلا تصدقوه، فإني صاحبكم، صاحب السيف.

وزعمت هذه الفرقة أن الصادق ما يزال يلي أمر الناس، وأنه المهدي المنتظر، وقال بعضهم إن الذي كان يتبدى للناس لم يكن جعفرًا، وإنما تصور للناس في الصورة.

وانضم إلى هذه الفرقة قوم من السبئية، فزعموا جميعًا أن جعفرًا كان عالمًا بجميع علوم الدين العقلية والشرعية، وكانوا إذا عرضت لهم مسألة فقهية يقولون فيها ما قال أبو عبد الله (يقصدون جعفرًا).

وقيل إن هذه الفرقة زعمت أن عليًّا باق، وستنشق الأرض عنه يوم القيامة فيملأ الأرض عدلًا”، موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية: (٣٨٩) تأليف الدكتور عبد المنعم الحفني، الطبعة الأولى (١٤١٣ هـ -١٩٩٣ م) دار الرشاد.

المصدر: الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة

ترك تعليق