دروس في النقد والبلاغة

الدرس السابع: الخبر والإنشاء

(1) عَاَدَ المصلون من أداء صلاةِ الجمعة.

(2) المساواة واجبة بينَ الرجال والنساء.

(3) الأسرة مجتمع صغير.

(4) الأرض تدور حولَ الشمسِ.

(5) نَمْ مبكرًا واستيقظ مبكرًا.

(6) لا تؤخِّر عمَل اليومِ إلى الغدِ.

(7) هل حَاَنَ موعد الامتحان؟

في النموذج الأوَّل يبلغ المتكلم خبرًا هو عودة المصلين، وفي الثاني يعبر عَن رأيهِ في المُطالبة بالتسوية بينَ الرجال والنساءِ في الحقوقِ، وفي الثالثِ يتحدَّث عَن بناءِ الأسرةِ، وفي النموذج الرابع يُشير إلى حقيقة علميَّة.


إقرأ أيضا: دروس في النقد والبلاغة الدرس الثالث: السجع


والمعنى المشترك بينَ هذه النماذج الأربعة هو الإبلاغ أو الإفادة، وطورًا يكون موضوع الإفادة حادثًا مِنَ الأحداثِ، وطورًا يكون رأيًّا شخصيًّا أو مسألة علمية، وفي كل حالٍ من هذه الأحوال يكون الكلام مُطابقًا للواقع أو مجانبًا له، ففي وسعنا أَن نتحقَّق بأساليب مختلفة من صدق المُخبر بعودَةِ المُصلين، وأَن نمحص تمحيصًا علميًّا رأي المتكلم في موضوعِ المساواةِ بينَ الرجال والنساء.

يستبين لَنَا من هذا أَنَّ النماذج الأربعة الأولى تفيدنا حكمًا يُسميه البلاغيونَ (خبرًا)، فالخبر إذًا كل قضيَّة أو جملة يعبر فيها المتكلم عن حدَثٍ أو رأي أو حقيقة علميَّة.

أَمَّا النماذج الثلاثة الأخيرة، فقوامها الأمر والنهي والاستفهام (على الترتيب).

ويُسمي البلاغيونَ التعبير الذي يقدم على واحد من هذه الأساليب (إنشاء).

وفي الإنشاء لا يثبت المتكلم أمرًا أو ينفيه، وإِنَّما يطلب حصول شيءٍ أو ينهي عنه، أو يرجو فهمه، وكل أولئك لا علاقة له بتقرير معني من المعاني تقريرًا يصح أن يُقاس خطؤه أو صوابه.

وَمِنَ الواضحِ أَنَّ الكلام الذي نستعمله لا يمكن أن يجاوز هذين الضربين: الخبر والإنشاء، وبهما نقضي حاجات مادية ونقيم شؤون الحياةِ المعتادة المتكررة ونعبر عن المعاني العلمية.


إقرأ أيضا: دروس في النقد والبلاغة الدرس الأول: الأسلوب


 

ترك تعليق