النقوش وأولية اللغة العربية

إنه من المستحيل في أي لغة أن تحدد بدايتها أو نهايتها، فلا يستطيع أحد أن يجزم في أي وقت بدأت اللغة – سواء اللغة بعامة، أو أية لغة محددة – تمامًا كما لا يمكن تحديد بداية الأجيال أو نهايتها، فلا يمكن – بالمنهج العلمي – تحديد أول ظهور لأول كلمة عربية، أو جملة عربية، أو متى تَم انفصال اللغة العربية عن اللغة السامية الأم؟ فمهما أُوتينا من وسائل، أو مناهج علمية، فإنه لا يمكن تحديد ذلك الأمر؛ إذ إنه من قبيل البحث في ميتافيزيقا اللغة.

ورغم ذلك نجد اللغويين العرب القدماء يخوضون في أولية اللغة العربية، ويختلفون في أول من تحدث بالعربية؟ ومتى تحدث بها؟ فها هو محمد بن سلام الجمحي (ت 232 هـ) يقول:

“قال يونس بن حبيب: أول من تكلم بالعربية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام؛ أخبرني مسمع بن عبدالملك أنه سمع محمد بن علي يقول – (لا أدري رفعه أم لا، وأظن قد رفعه) – أول مَن تكلم بالعربية ونَسِي لسان أبيه إسماعيل عليه السلام”[1].

وليس عند ابن سلام أو عند أحد غيره ما يدل دلالة قاطعة على أن أول من تكلم بالعربية هو إسماعيل عليه السلام، بل إن الأدهى من ذلك أن يذكر السيوطي عدة آراء عن ذلك الذي كان أول مَن نطق بالعربية، ويسوق لنا أحاديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخبرنا فيها عن ذلك، ولا شك أن تلك أحاديث ضعيفة، وهي لا تَرقى إلى التحقيق العلمي السليم، فإذا كان إسماعيل عليه السلام قد كان أول مَن تكلم باللغة العربية، فكيف نطق بها؟ وما هي أول جملة قالها، أو أول كلمة، أو أول مورفيم قاله؟ وهل كان هناك مَن يفهمه؟ إذ كيف يتحدث إنسانٌ ما بلغةٍ لم يسبق إليها؟ بل إنه هو مُخترعها أو مُتلقنها، ومَن الذي أخذ عنه اللغة؟ وماذا كانت ألفاظه؟ ومَن نقل هذا الخبر إلينا؟

مئات من علامات الاستفهام، مئات من الأسئلة والتساؤلات، ولا يوجد تحقيق علمي سليم في ذلك الموضوع!

أما ما وصَلنا من اللغة العربية في أقدم عصورها – ولا نقول: أوليتها أو بدايتها – فهو نوعان:

1- الشعر الجاهلي.

2- النقوش.

1- الشعر الجاهلي:

إن أقدم نصوص وصلت من الشعر الجاهلي في تلك الفترة التي سبقت الإسلام، والتي عُرِفت بعصر الجاهلية – لا تتعدى مائة سنة تقريبًا، لذلك اعتبر كثير من الدارسين أن فترة الجاهلية هي فترة عاش فيها العرب قبل الإسلام بمائة أو مائة وخمسين عامًا؛ أي: إن هؤلاء الشعراء الجاهليين – الذين نُقِل إلينا شعرُهم – كانوا يعيشون أول القرن السادس الميلادي؛ أي: قبل الهجرة بمائة سنة تقريبًا.

ولكن كيف وصل إلينا شعرهم؟ وكيف عرَفنا شعراء؛ مثل: “امرئ القيس، والنابغة الذبياني، وعنترة بن شداد، والأعشى، وعمرو بن كلثوم، وطرفة بن العبد، ولبيد بن ربيعة، وزُهير بن أبي سلمى”؟!

لقد كانت لغة الإنسان العربي قبل الإسلام هي شغله الشاغل؛ فهو يحبها، ويستخدمها في حياته – في الحرب والهجاء، والمدح والثأر .. إلخ – وذلك في شكل الشعر، فكان الشعر عندهم سيد الفنون جميعها، وكان إذا نبغ من القبيلة شاعر أقاموا الولائم، وحرَّروا بعض عبيدهم ابتهاجًا بذلك، ومِن ولعِهم بالشعر أنهم كانوا يتخيَّرون مواسمَ معينة للأدب، في أماكن معينة هي ذي المجاز ومجنة وعكاظ، وسُمِّيت أسواقًا لهم، وهي أسواق تشبه المؤتمرات والمهرجانات الأدبية في أيامنا هذه، فكانوا يتناشدون الشعر وينقدونه، وما يُعجبهم منه أكثر يُعلقونه على أستار الكعبة بعد كتابته، وهو ما يُسمى بالمعلَّقات.

وبعد الإسلام تشاغل العرب بالفتوحات الإسلامية، ثم لَمَّا عادوا إلى لغتهم وشعرها، لم يجدوا أكثره مكتوبًا، فتناقلوه عن طريق الرواية الشفوية، وهذا الذي رَووه كان عبارة عن شعر وأمثال وحكم وخطبٍ، وقد شك بعض الدارسين في هذا الشعر الجاهلي؛ ومنهم: المستشرق مرجليوث Margaliouth، وتابَعه في ذلك د. طه حسين؛ أي: إنهما ومَن تبِعهما من الباحثين والدارسين قد نفوا وجود الشعر الجاهلي بأسْره، وقالوا: إنه شعر إسلامي كتبه الرواة الإسلاميون؛ من أمثال: حماد الراوية (ت 156 هـ)، وخلف الأحمر (ت 180 هـ)، والمفضل الضبي (ت 170 هـ)، ثم نحلوه للجاهليين، تلك قضية كبرى في النقد الأدبي القديم، عُرِفت باسم: (قضية الانتحال)، والمقام هنا لا يتسع لسردها أو التعقيب عليها، بل هو مجاله كتب النقد والأدب[2].

المهم أن نعلم أن الشعر الجاهلي كان موجودًا فيما قبل الإسلام، وكان له شعراؤه الموقَّرون، وقد وصل إلينا شعرهم عن طريق الرواية بعد الإسلام، وأن الرواة قد نقلوا هذا الشعر إلينا – سواء تزيَّدوا فيه أو نقصوا – وكان هذا الشعر ديوان العرب والسبيل الأفضل لمعرفة فترة من فترات اللغة العربية قبل الإسلام.

وقد انقسم هؤلاء الرواة إلى مدرستين – كما في النحو واللغة – هما:

1- مدرسة الكوفة، وعلى رأسها المفضل الضبي صاحب المفضليات.

2- مدرسة البصرة وعلى رأسها حماد الراوية، وهؤلاء هم رجال الطبقة الأولى.

ثم جاء رجال الطبقة الثانية والثالثة، ومنهما: ابن الكلبي ت 206 هـ، وابن الأعرابي ت 225 هـ، ابن السكيت ت 245 هـ، وابن الأنباري 271 هـ، وثعلب291 هـ.

أي: إن المدة بين تأليف هذا الشعر وتدوينه حوالي مائتي عام، وهي مدة كافية للتغيير فيه أو النقص، مهما يكن من أمر الرواة، ومع ذلك لم يستوعب هذا الشعر الجاهلي كلَّ اللهجات الموجودة في العربية القديمة كما سنرى فيما بعد [3].

2- النقوش:

إلى جانب الشعر الجاهلي – كما هو مدوَّن أوائل القرن الثاني للهجرة – نجد مجموعة نقوش تفيد في البحث عن مشاكل اللغة العربية قبل الإسلام، وهي النصوص الموجودة في النقوش، واكتشفها العلماء مؤخرًا في شمال الجزيرة العربية، ولهذه الكتابات ميزة كبرى؛ إذ إنها تعد شواهدَ مباشرة باقية – كما كانت – إذ لم يضر بها مرور الزمن، ولم يُغيرها أحد عن طريق الرواية، كما أن لها عيوبًا؛ منها: نقص الحركات الدالة على المعاني؛ إذ يسكت نوع الخط المكتوب به، ويقف عاجزًا أمام كثير من المعلومات التي نحتاجها عن اللغة التي يُعبر بها بتلك الكتابات المنقوشة على الصخور[4].

يقول ولفنسون عن هذه النقوش: “لقد يكون عقيمًا أن نجعل قصائدَ قديمة لم تكن معروفة ومدوَّنة قبل نهاية العصر الأموي – أساسًا لبحثنا اللغوي في نشأة اللغة العربية؛ لأن هذه القصائد لا تصل بنا إلى ما نريد.

نحن نؤثر عليها تلك الآثار العربية التي نُقِشت قبل نزول القرآن الكريم على الصخور والكهوف في نواحي شمال الحجاز وطور سيناء وأطراف سوريا.

لم تكن الكتابة منتشرة في بلاد العرب، بل كان لا يعرف القراءة والكتابة منهم إلا القليل النادر، فكانوا من أجل ذلك لا يُدوِّنون أخبارهم العظيمة، ومنتجات قرائحهم البارعة، فطبيعي ألا يصلَ إلينا ما نستطيع به أن نَعرف لهجاتهم، ونستكشف أصل لغتهم إلا بقايا ضئيلة من هذا النادر القليل؛ مما يجعل مهمة الباحث في هذا الموضوع شاقة صعبة، ويضطره إلى أن يحتاط في استنتاجه، ويبذل أقصى ما يستطيع من الجهود؛ ليصل إلى نتائج بريئة من الخطأ جهد الطاقة والإمكان، لذلك كان لهذه النقوش التي كُشِفت في شمال الحجاز شأنٌ عظيم وقيمة كبيرة في نظر الباحثين[5].

وهذه النقوش عبارة عن كلام خال من الحركات الطويلة أو القصيرة، مكتوب على الأحجار والقبور؛ أي: إنه منقوش على هذه الصخور، وقد وُجِدت هذه النقوش مكتوبة بخط يُشبه الخط العربي، فيما بين القرن الرابع قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي، وهي ثلاثة أقسام:

1- النقوش الصفوية:

وسُمِّيت بذلك نِسبةً إلى مكان وجودها في شمال شبه الجزيرة العربية في المنطقة الواقعة بين جبال الدروز وتلول أرض الصفاة؛ أي: في جنوب سوريا وشمال فلسطين، وجنوب شرق لبنان، وبها نُقوش قد تُقرأ من اليمين للشمال، وأخرى تقرأ من الشمال لليمين، وأخرى تُقرأ من أسفل إلى أعلى.

2- النقوش اللحيانية:

وسُمِّيت بذلك نِسبةً إلى قبائل لحيان التي استوطنت شمال شبه الجزيرة العربية وغربها، وفي شرق سيناء، وبها نقوش تقرأ من اليمين للشمال، وأخرى تُقرأ من الشمال لليمين.

3- النقوش الثمودية:

وسُمِّيت بذلك نِسبةً إلى قبيلة ثمود التي كانت تسكن جنوب مكة إلى تهامة العسير، ونقوشها موجزة جدًّا، حتى ليكاد المعنى يَخفى على القارئ تمامًا، ويصبح عرضة لتأويلات شتى[6].

نموذج من النقوش الثمودية:

وتحل رموزه بالفونيمات العربية كما يلي: ( ذن – ل ق ض – ب ن ت – ع ب د – م ن ت)؛ أي: (ذن لقيض بنت عبد مناة).

وتعني (هذا قبر لقيض بنت عبد مناة).

وقد عرَف المستشرقون – بعد دراستهم له – أنه مكتوب في القرن الرابع الميلادي[7].

نموذج من النقوش الصفوية:

ل ب ر د – ب ن – أ ص ل ح – ب ن – أ ب ج ر – و ش ت ي – هـ د ر – و ز ب ح – ف هـ – ل ت س ل م.

مع ملاحظة أن هذا النقش يقرأ من الشمال إلى اليمين، ومعناه كما قال بذلك المستشرق ليتمان: (لبردين أصلح من أبجر، وشتى في هذا المكان وذبح ذبيحة، يا ألله أُقدِّم لك السلام)، (وشتى؛ يعني: أقام في الشتاء)، (هدر؛ بمعنى: هذا الدار وهذا المكان)[8].

وقد اكتشف العلماء الكثير من هذه النقوش، وبخاصة المستشرقون: ليتمان Letmann وبلينوس Bolonious وبطليموس Batlimons.

وهي في غالبها بعيدة عن الخط العربي؛ لوجودها شمال شبه الجزيرة العربية، وتأثُّرها باللغة الآرامية الموجودة آنذاك.

وهناك أربعة نقوش جاهلية قريبة من الخط العربي ومن الكتابة العربية في أسلوبها، وهي مدونة بالخط النبطي المتأخر كثيرًا، وهي نقوش ساعدت العلماء في الكشف عن اللغة العربية ومراحلها الأولى، وهي نقوش النمارة وزيد وحران وأم الجمال، وأقدم هذه النقوش هو نقش النمارة، والنمارة قصر صغير للروم، بُنِي في الحرة الشرقية لجبل الدروز، ووُجِد في مدفن امرئ القيس بن عمرو، وهو مكتوب عام 328 م.

نص النقش:

وحل رموز هذا النقش هو:

السطر الأول: تي نفس مر القيس بر عمر وملك العرب كله ذو أسرالتج.

السطر الثاني: وملك الأسدين ونزوا وملوكهم وهرب مذ حجو عكدى وجا.

السطر الثالث: بزجى في حجج نجرن مدينة شمر وملك معد ونزل بنية.

السطر الرابع: الشعوب ووكلهن فوسولروم فلم يبلغ ملك مبلغه.

السطر الخامس: عكدى هلك سنة 223 يوم 7 بكسلول بلسعد ذو ولده.

أما قراءته وفقًا للغة العربية الفصحى، فهو:

السطر الأول: هذا امرئ القيس وملك العرب كلهم الذي حاز التاج.

السطر الثاني: وملك الأسدين ونزار وملوكهم، وهزم مذحج بقوته (عكدى).

السطر الثالث: وجاء إلى نزجى (أو بزجى) في حيج نجران مدينة شمر وملك معدا، وأنزل (قسم) بين يديه.

السطر الرابع: (أرض) الشعوب، ووكله الفرس والروم، فلم يبلغ ملك مبلغَه.

السطر الخامس: في الحول (عكدى) هلك سنة 223 يوم سبعة من الول (كانون الأول)، ليسعد الذي ولده (الذين خلفهم).

ونأتي هنا إلى كلمة (عكدى) التي لم يحلها ليتمان أو ولفنسون، بل نقل ولفنسون عن ليدزبارسكي:Lidzbarski أنه قال: (كلمة تدل على القوة)[9].

وقد قال فيشر: إنها أصل كلمة (حتى)، واستشهد بالفحفحة التي هي قلب الحاء عينًا [10]، فقال:

“ومن الواضح أن كلمة (عكدى) هذه تساوي (حتى) في العربية، وكذلك نفس الكلمة في كتابة أخرى بالخط الحِميري، وجدت بالعلى – (موضع في الشام) – في الشمال الغربي من الجزيرة العربية، إلا أنها تجيء فيها بشكل مقلوب، وهو (عكدى)، معناها (حتى) أيضًا، وهذا (هو الشكل الأصلي لكلمى (حتى)[11].

ونأخذ نقشًا آخر من هذه النقوش الأربعة الأخيرة، وهو نقش (حران)، وهو مكتوب باللغة اليونانية واللغة العربية، ووجد في منطقة تسمى (حران اللجا) شمالي جبل الدروز، وهذا النقش وُجِد على حجر فوق باب كنيسة، وقد كُتِب حوالي 463م، ونص هذا النقش:

وقراءة هذا النص بالعربية هي: أنا شرحيل بن ظلمو (ظالم)، بنيت ذا المرطول سنت (سنة) 463 بعد مفسد خيبر بعم (بعام) [12].

ملاحظات على تلك النقوش:

يرى أستاذنا الدكتور رمضان عبدالتواب أن هذه النقوش “غير كافية”، لأسباب أهمها: أنها مزيج من ظواهر عربية، وأخرى غير عربية.

وثانيًا: لأن مادة هذه النقوش ضحلة؛ لأنها عبارة عن لوحات على حجارة وُضِعت فوق المقابر، وفوق الأبنية التي شُيِّدت قبل الإسلام كالكنائس مثلاً [13].

ثم يضرب لنا مثلاً قريبًا، فيقول: “ولكي تعلم مقدار ما في هذه المادة من ضآلة، تصور نفسك وقد ذهبت إلى إحدى القرافات، وأخذت تجمع النقوش على شواهد القبور، فإنك سترى المادة اللغوية ضئيلاً لا يكاد تتجاوز صفحة”[14].

ويتفق مع أستاذنا في هذا الرأي المستشرق شبيتالرSpitaler A .، ود. إبراهيم أنيس حين يقول [15]:

“وحين نسلم جدلاً أن لغة هذه النقوش تمثل مرحلة من مراحل اللغة العربية، يجب أن نعترف أن نصوصها ضحلة، لا تقنع الباحث لتلقي ضوءًا كاشفًا على حال اللغة العربية في تلك العهود، فهي في مجموعها لا تكاد تعادل سِفرًا صغيرًا من أسفار العهد القديم، هذا إلى أن كثيرًا من كلماتها عبارة عن أعلام لأشخاص، ولا تكاد تجدي مثل هذه الأعلام في البحث اللغوي، وفوق هذا وذاك، تعرض هذه النقوش لأمور متشابهة – كتسجيل تاريخ كنيسة أو قبر – مما جعل كثيرًا من عباراتها وألفاظها يتكرر، ويجعل نصوصها قليلة القدر، لا تكفي في بحث لغوي جدي، ولكنها ربما تفيد بعض الفائدة في البحث التاريخي”[16].

ورغم قلة قيمة هذه النقوش، فإنها قد حظِيت بنصيب وافر عند معظم الدارسين والباحثين الذين تعرَّضوا لفقه اللغة العربية وتاريخها الطويل، واللغات السامية واللهجات.

وهذه نقوش بها الخصائص التالية:

1- وجود كلمة (بر) بمعنى كلمة (أين)، وهي كلمة سريانية هي brā.

2- استخدام الضمير الإشاري (ذا) للمفرد المذكر، وهو استخدام عربي فصيح.

3- وجود بعض أسماء الأعلام التي كانت شائعة عند العرب قبل الإسلام؛ مثل: (امرؤ القيس وشراحيل وظالم).

4- استخدام كلمة المرطول بمعنى الكنيسة، وهي كلمة غير موجودة في المعاجم العربية.

5- استخدام كلمة (ذو) ضميرًا موصولاً بمعنى الذي، وهي لهجة طائية معروفة.

6- استخدام أداة التعريف العبرية حرف الهاء [17]، وهكذا نجد أن ما وصلنا من اللغة العربية قبل الإسلام إنما كان عن طريق ثلاثة اتجاهات:

الأول: الشعر الجاهلي المروي من طريق رواة القرن الثاني والقرن الثالث للهجرة.

الثاني: الأخبار المثبوتة داخل كتب اللغة والنحو عن لغات القبائل (لهجاتها) من حِكم وأمثال وتسميات.

الثالث: النقوش التي وُجِدت على الأحجار في القبور والكنائس.


[1] طبقات فحول الشعراء، 9، 10.

[2] انظر في هذه القضية: في الأدب الجاهلي، وفي الشعر الجاهلي، ومصادر الشعر الجاهلي، والعصر الجاهلي، وقضية الانتحال، ودراسة في مصادر الأدب وفصول في فقه العربية.

[3] انظر ص من هذا الكتاب وفي اللهجات العربية 36 40.

[4] من بحث للمستشرق الألماني فيشر عنوانه: “اللغة العربية قبل الإسلام”.

[5] تاريخ اللغات السامية 170.

[6] انظر: المرجع السابق 171 – 183.

[7] انظر: تاريخ اللغات السامية 178.

[8] المرجع نفسه 184.

[9] تاريخ اللغات السامية 190.

[10] انظر ص من هذا الكتاب.

[11] وذلك في بحث له بعنوان: (اللغة العربية قبل الإسلام).

[12] انظر: تاريخ اللغات السامية 192، وفي اللهجات العربية 34، 35، واللغة العربية قبل الإسلام: محاضرة للمستشرق فيشر، وفصول في فقه العربية 41، 42.

[13] فصول في فقه العربية 46.

[14] المرجع نفسه 46.

[15] المرجع نفسه 46.

[16] في اللهجات العربية 35، والنص موجود في فصول في فقه العربية 46.

[17] انظر المراجع السابقة في هامش رقم 1 ص 97 من هذا الكتاب.

ترك تعليق