المَعْرِض وليس المَعْرَض

يقولون: أُقِيمَ اليومَ مَعْرَضٌ (بفتح الرّاء) للكتابِ. والصّوابُ أن يُقالَ: مَعْرِضٌ (بكسرها)، وِزان مَسْجِدٌ. وبذا ضُبِطَ في كلٍّ من:

1. لسان العرب (7 /180).

2. العين (1 /272 باب العين والضّاد والرّاء معهما).

3. المصباح المنير (ص240 ع1 وص 415 الخاتمة).

(والعِلّة في ذلك أنّ اسمَ الزّمان والمكان[1] يُؤتَى[2] بهما من الفعل الثلاثيّ على وزن مَفْعِل، إذا كان الفعلُ صحيحًا مكسورَ العَين في المضارع، نحو: عَرَضَ يَعْرِضُ مَعْرِضٌ، أو إنْ كان الفعلُ مِثالاً واوِيًّا، نحو: وَعَدَ يَعِدُ مَوْعِدٌ)[3].

هذا ما قرَّرَهُ الحريريُّ في دُرّة الغوّاص؛ معتبرًا ذلك من أوهام الخواص. وتَبعَهُ العدنانيّ في معجم الأخطاء الشّائعة (ص167 رقم 688)، وأصحابُ الفضيلة في المعجم الوسيط (ص595 ع1).

وقال الفيُّوميّ في المصباح المنير (ص415 الخاتمة): (فصلٌ: إذا كان الفِعْلُ الثُّلاثيّ على فَعَلَ يَفْعِلُ، وِزان ضَرَبَ يَضْرِبُ، وهو سالمٌ[4]؛ فالمَفْعَلُ منه بالفتح، مصدرٌ للتّخفيف، وبالكسر اسمُ زمانٍ ومكان، نحو: صَرَفَ مَصْرَفًا بالفتح، أي صَرْفًا، وهذا مَصْرِفُه أي زمانُ صَرْفِهِ، ومكانُ صَرْفِهِ. والكسر إمّا لِلْفَرْقِ، وإمّا لأنّ المضارعَ مكسورٌ؛ فأُجْرِي عليه الاسمُ، وفي التّنزيل: ﴿ وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ [الكهف: 53]، أي مَوْضِعًا يَنصرِفون إليه [5].

وقد يُشكِلُ على ما سبق ما جاء في:

1- تهذيب اللّغة (1/ 466 عرض)[6] و(1/ 296 عرض)[7]: (والمَعْرَض[8] المكان الّذي يُعرَض فيه الشّيءُ)، وعلّق عليه.

محقّقه بقوله في الهامش3: (كذا في النّسختين واللّسان والتّاج، ضبطه الأخير بالحروف كمقعَد).

2- تاج العروس (18/ 428): (والمَعْرَض كمَقْعَدٍ المَكَانُ الّذِي يُعْرَضُ فيه الشَّيْءُ).

أمّا ما في تاج العروس فيُرجّح أنّ المؤلِّف قد نقله من تهذيب اللّغة؛ لأنّه من مظانّ كتابه هذا.

وما في لسان العرب فهو ضبط – أحسب – أنّ طبعة بولاق 1301هـ (9 /42 عرض) انفردت به، فقد ورد النّصُّ فيها كما يلي: (والمَعرَضُ[9] المكان الّذي يَعْرِضُ[10] فيه الشّيء)، مخالِفة بذلك كلاًّ من طبعة:

أ- دار إحياء التّراث العربي – بيروت (9 /147 عرض).

موضوعات ذات صلة:

ب- دار صادر (7/ 180 عرض).

ج- طبعة دار المعارف (ص2893 عرض).

والّتي ورد فيها النّص: (والمَعْرِض[11] المكان الّذي يُعرَض[12] فيه الشّيءُ).

ويبقى الإشكال في منقول صاحب تهذيب اللّغة؟.

ويراجع:

1. أخطاء ألفناها (ص11).

2. غريب الحديث لابن سلاّم (3 /269).

3. فصيح ثعلب (ص98 – 99).

4. لسان العرب (7 /180).

5. مجموعة سليمان بن عبدالله النّتيقي في الأخطاء الشّائعة/ مج 7.

6. المصباح المنير (ص240 ع1).

7. معجم الأخطاء الشّائعة (ص167 رقم 688).

8. المعجم الوسيط (ص595 ع1).

المصدر: شبكة الألوكة


[1] والمرادُ باسم الزمان والمكان: الاسمُ المُشتقُّ لزمان الفعل ومكانه. وكان الأصلُ أن يُؤتَى بلفظ الفعل، ولفظ الزمان والمكان؛ فيُقال: هذا الزمان أو المكان، إيجازًا واختصارًا. – عن المصباح المنير (ص415 الخاتمة).

[2] أي: يُصاغان.

[3] درّة الغوّاص (ص257/الملحق رقم 1).

[4] من حروف العِلّة.

[5] وشذّ من ذلك المَرْجِعُ فجاء المصدر بالكسر كالاسم، قال اللّه تعالى: ﴿ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُم ﴾ أي رُجُوعُكُمْ، والمَعْذِرَة، والمَغْفِرَة، والمَعْرِفَة، والمَعْتِبَة. فيمَن كسرَ المضارعَ، وجاء بالفتح وبالكسر أيضًا المَعْجَزَة والمَعْجِزَة. – عن المصباح المنير (ص415 الخاتمة).

[6] تحقيق: عبدالسّلام محمّد هارون، الدّار المصريّة للتّأليف والتّرجمة.

[7] تحقيق: محمّد عوض مرعب، دار إحياء التّراث العربي – بيروت، ط/الأولى 2001م.

[8] كذا ضُبط، بفتح الرّاء!.

[9] بفتح الرّاء.

[10] بالبناء للمعلوم.

[11] بكسر الرّاء.

[12] بالبناء للمجهول.