س وج على شرح المقدمة الآجرومية (3/44)

أسئلة على علامات الاسم

س18: ما هي علاماتُ الاسم؟

الجواب: علاماتُ الاسم هي: الخفْض، والتنوين، ودخولُ الألِفِ واللام، وحروف الخفض.

س19: ما معنَى الخفض لغةً واصطلاحًا؟

الجواب:

الخفض لغةً: ضد الرفع، وهو التَّسَفُّلُ.

وفي اصطلاح النُّحاة: تغييرٌ مخصوص، علامتُه الكسرة، التي يُحدِثها العامل، أو ما نابَ عنها.

س20: ما هو الفَرْق بين الخفْض والجر؟

الجواب: الخفْض هو اصطلاح الكوفيِّين، والجرُّ هو اصطلاح البصريِّين، وأمَّا من جِهة المعنى فلا اختلافَ بينهما، وكما قيل: لا مُشاحةَ في الاصطلاح.

س21: ما هو التنوين لغةً واصطلاحًا؟

الجواب: التنوين لغةً هو: التصويت، يقال: نوَّنَ الطائرُ، إذا صوَّت، وفي اصطلاح النحاة: نُونٌ ساكنة تَلْحَق آخرَ الاسم لفظًا، وتفارقه خطًّا ووقفًا، ويكون بضمَّتين أو فتحتين أو كسرتين، نحو: كتابٌ، رجلاً، كليةٍ.

ولحَاقُ التنوينِ الكلمةَ يَقْطَع باسميتها، فالفِعل والحرف لا يُنَوَّنان.

س22: ما هي أنواعُ التنوين التي يختصُّ بها الاسم، والتي لا يختصُّ بها؟

الجواب: أنواعُ التنوين سِتَّة، يختصُّ الاسم بأربعةٍ منها، وهي:

1- تنوين التمكين: وهو الذي يَلْحق الأسماء ليدلَّ على شِدَّة تمكُّنها في بابِ الاسمية، وهذا التنوين يلْحَق الأسماءَ المُعرَبة المنصرِفة، نحو: محمَّدٌ، رَجلٌ، مدرسةٌ، عليٌّ.

2- تنوين التنكير: وهو الذي يَلْحَق بعضَ الكلمات المبنية للدلالةِ على تنكيرها، فهو يفرِّق بينها حالَ كونِها معرفةً أو نكرة.

فبعض الكلمات المبنِيَّة إذا لم تنوَّنْ كانتْ معرفةً، وإذا نُوِّنت دلَّت على التنكيرِ والعموم، كقولك: هذا سيبويهِ، وذاك سيبويهٍ آخَر.

فكلمة “سيبويه” مبنية غير منوَّنة في المثال الأوَّل، ومنوَّنة في المثال الثاني، وهي مَعرفةٌ في المثال الأول، حيث تدلُّ على “سيبويه” معيَّن، أمَّا الكلمة نفسها في المثال الثاني فنَكِرَة تدلُّ على شخصٍ ما يُدْعى “سيبويه”، ليس مُحدَّدًا.

وهذا التنوين يَلْحَق الكلماتِ المختومةَ بكلمة “ويه”، نحو: عَمْرَوَيْه، نفطويه، سيبويه.

كما يَلْحَق أسماء الأفعال: مثل: صَه، وأُفّ، وهو قياسٌ في النَّوْع الأوَّل، وسماعيٌّ في النَّوع الثاني.

3- تنوين المقابلة: وهو التنوين الذي يلحق آخر الأسماء المجموعة جمع مؤنثٍ سالمًا، نحو: فاطماتٌ، مسالماتٌ، عابداتٌ.

ويُسَمَّى هذا التنوين بذلك – في رأى بعض النحاة – لأنَّه موضوعٌ في مقابلةِ النون في جمْع المذكَّر السالِم، نحو: مسلمون، كاتبون.

4- تنوين العِوَض: ويُسمَّى أيضًا تنوين التعويض، ويَرِدُ عِوضًا عنِ الأمور الآتية:

أ- عِوَض عن حرْف: ويكون ذلك في كلِّ جمع تكسير، معتل الآخِر، على وزن “فواعل” في حالتي الرفْع والجر فحسبُ، وذلك صيغة مُنْتهى الجموع الممنوعة مِن الصرف، نحو: جَوارٍ، غَوَاشٍ، عَوَارٍ.

فأصلُ الكلمات السابقة قبلَ الحذف والتعويض: جواري، غواشي، عواري، بإثبات الياء فيها، ثم اسْتُثْقِلَت الضمَّةُ والفتحةُ النائبة عن الكسرةِ على الياء، فحُذِفتَا، ثم حُذفت الياء للتخفيف، ثم جاء التنوينُ للتعويض عن الياءِ المحذوفة.

ب- عوض عن كلمة: وذلك يكون في بعضِ الكلمات الملازمة للإضافةِ إلى المفرَدِ إذا قُطِعتْ عن الإضافة، نحو: كلٌّ، بعضٌ، أي.

مثال ذلك: قال – تعالى -: ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].

وقال – تعالى -: ﴿ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الفرقان: 39].

وقال – تعالى -: ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110].

ومثل:

النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَحَاضِرَةٍ
بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُوا خَدَم

والتقدير: وكلُّهم في فلكٍ يسبحون، وكلَّ إنسان ضربْنا له الأمثال – حذف “إنسان” وأتى بالتنوين عوضًا عنه – وأي اسمٍ تدْعون به فلَه الأسماء الحسنى، بعضُهم لبعضهم وإنْ لم يشعروا خَدَم.

فحين قُطِعت الكلمات: كل – أي – بعض، عن الكلمات المفردَة المضافة إليها في الأمثلةِ السابقة نُوِّنت، وكان تنوينُها هذا عِوضًا عن المضافِ إليه.

جـ – عِوَض عن جُملة: وذلك التنوين اللاحِق لكلمة “إذ” عوضًا عن الجُملةِ التي تُضاف إليها، نحو قوله – تعالى -: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم: 4].

فالتقدير في الآية: ويوم إذ يَغْلِب الرُّومُ أعداءَهم يفْرَح المؤمنون.

فلمَّا قُطِعت كلمة “إذ” عنِ الإضافة إلى الجُملة نُوِّنت؛ عوضًا عن هذه الجملة.

وهذه الأنواع الأربعة تختصُّ بالاسم، وهناك نوعانِ لا يختصان بالاسم، بل يدخُل كلٌّ منهما على الاسم والفِعل والحرْف، وهما تنوين الترنُّم والتنوين الغالي، ولمزيدٍ مِن التفصيل انظر شرْحَنا للألفية 1/57 – 64 يسَّر الله طبعَه.

س23: وضِّح نوع التنوين فيما يأتي:

قال الله – تعالى -: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون ﴾ [يس: 40].

وقال – تعالى -: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم: 4].

وقال – تعالى -: ﴿ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ [الأعراف: 41].

وتقول: يُحسِن الطلابُ بعضُهم إلى بعض.

وتقول: هذا طالبٌ نبيلٌ، وهؤلاءِ طالباتٌ مجدَّاتٌ، لا يقتصرْنَ على ناحيةٍ مِن الثقافة، بل يشتغلْنَ بنَواحٍ متعدِّدة.

الجواب:

كلٌّ: تنوين عوض عن كلمة، فَلَكٍ: تنوين تمكين.

يومئذٍ: تنوين عوض عن جُملة، غواشٍ: تنوين عوض عن حرْف.

بعضٍ: تنوين عوض عن كَلِمة، طالبٌ: تنوين تمكين.

نبيلٌ: تنوين تمكين، طالباتٌ: تنوين مقابَلة.

مجدَّاتٌ: تنوين مقابلة، ناحيةٍ: تنوين تمكين.

نواحٍ: تنوين عوض عن الحَرْف، متعدِّدةٍ: تنوين تمكين.

س24: تقول مررت بسيبويهِ العالِم، وسيبويهٍ آخَرَ، بيِّن لماذا وصِفَ الأوَّل بمعرفة، ووُصِفَ الثاني بنَكِرة؟

الجواب: أمَّا كون الأوَّل وُصِف بمعرفة؛ فلأنَّه معرفةٌ، بدليل أنه لم يُنوَّن تنوينَ التنكير، وإذا كان معرفةً فإنَّه لا بدَّ أن تكون صفتُه أيضًا معرفة؛ لأنَّ الصِّفة تَتْبَع الموصوفَ في التعريفِ والتنكير.

وأمَّا كون الثاني وُصِف بنكرة؛ فلأنَّه نكرةٌ، بدليل أنَّه نُوِّن تنوينَ التنكير، وإذا كان نكرةً فإنَّه لا بدَّ أن تكون صفتُه أيضًا نكرة؛ لما سَبَق مِن أنَّ الصفة تتبع الموصوفَ في التعريف والتنكير.

س25: هل هناك فرقٌ بين أن تقول لمحدِّثك: صهٍ – بالتنوين – وأن تقول له: صَهْ – بدون تنوين –؟ وما الفرق؟

الجواب: نعم، هناك فرق بينهما.

وقبل إيضاح ما هو الفرقُ بينهما أحبُّ أن أُبيِّن أمرين:

أولاً: صَهْ مِن أسماء الأفعال، وهي اسمُ فِعْل أمر، بمعنى: اسكُت.

ثانيًا: أنَّ التنوينَ الموجود فيها حالَ تنوينها هو تنوينُ التنكير، وتنوين التنكير – كما سبَق – يلحَق بعضَ الكلمات المبنية للدلالةِ على تنكيرها، والفرق بينها حال المعرفة والنَّكِرة.

فبعضُ الكلمات المبنية – إذا لم تُنوَّن – كانتْ معرفةً تدلُّ على شيء معيَّن، وإذا نُوِّنت دلَّت على التنكير والعموم.

وأظنُّ الآن بهاتين المقدِّمتين قد تبيَّن الفرق بين: “صهٍ” بالتنوين، و”صَهْ” من غير تنوين.

فكلمة، “صَهْ” إذا نُطِقت غير منوَّنة كان المقصودُ بها الصمتَ عن حديث معيَّن، فإذا قلت: صهٍ – بالتنوين – كان المقصودُ الصمتَ عن كلِّ حديث؛ إذ التنوين فيها للتنكير.

س26: على أيِّ شيءٍ تدلُّ الحروفُ الآتية: مِنْ، اللامُ، الكافُ، رُبَّ، عَنْ، فِي؟

الجواب:

1- مِن: تدلُّ على الابتداء.

2- اللام: تدُلُّ على المِلْك والاختصاص، والاستحقاق، على التفصيل السابق ذِكرُه في الشَّرْح.

3- الكاف: تدلُّ على التشبيه.

4- رُبَّ: تدلُّ على التقليل والتكثير، حسب السِّياق.

5- عن: تدلُّ على المجاوزة.

6- في: تدلُّ على الظرفية.

س27: ما الذي تختصُّ واو القسم بالدُّخولِ عليه مِن أنواع الأسماء؟

الجواب: تختصُّ واو القسم بالدُّخولِ على الاسمِ الظاهر، دون المُضْمَر.

س28: ما الذي تختصُّ تاءُ القَسَم بالدُّخول عليه؟

الجواب: لا تدخُل التاء إلا على لفْظ الجلالة فقط، وقد سُمِعَ جرُّها لـ”رَبّ” مضافًا إلى الكعبة، قالوا: تَرَبِّ الكعبةِ: وسُمِع أيضًا “تالرحمنِ”.

س29: مَثِّل لباء القَسَم بمثالين مختلفين.

الجواب: المثال الأوَّل: قال – تعالى -: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ﴾ [الأنعام: 109].

المثال الثاني: الله أُقْسِم به.

س30: ميِّزْ الأسماء التي في الجمل الآتية، مع ذكر العَلامة التي عرفت بها اسميتها:

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1 – 2]، ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163]، ﴿ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 59]، ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162 – 163]، ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28 – 29]، ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40]، ﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ﴾ [يوسف: 72]، ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ [الليل: 1].

الجواب:

اسمِ: الخفضُ، دخولُ حرْف الخفض.

اللهِ: الخفض، دخولُ الألف واللام.

الرحمنِ: الخفْضُ، دخولُ الألِف واللام.

الرحيمِ: الخفض، دخول الألِف واللام.

الصلاةَ: دخول الألِف واللام.

الفحشاءِ: الخفض، دخول حرف الخفض، ودخول الألف واللام.

الحمدُ: دخول الألف واللام. للهِ: الخفض.

ربِّ: الخفض.

العالمين: الخفض، دخول الألف واللام.

لأنفسِكم: الخفْض، دخولُ حَرْف الخفض.

النبيُّ: دخول الألف واللام.

المنكرِ: الخفض، دخول الألِف واللام.

والعصرِ: الخفض، ودخول حَرْف القَسَم، ودخول الألِف واللام.

الإنسان: دخول الألِف واللام.

خُسْرٍ: التنوين، والخفض، ودخول حرْف الخفض.

إلهكم: علامة معنويَّة لم يَذكُرْها المؤلِّف، وهي الإسناد؛ لأنَّها مبتدأ.

إلهٌ: التنوين.

واحدٌ: التنوين.

الرحمن: دخولُ الألف واللام.

خبيرًا: التنوين.

للهِ: الخفض، ودخول حرْف الخفض.

رب: الخفْض.

العالمين: الخفْض، ودخول الألِف واللام.

المؤمنين: الخفْض، ودخولُ الألف واللام.

بعيرٍ: الخفض، والتنوين.

لأَزواجِك: الخفْض، ودخول حرْف الخفْض.

الحياة: دخول الألِف واللام.

الدنيا: دخول الألِف واللام.

سَرَاحًا: التنوين.

الله: دخول الألِف واللام.

الدار: دخول الألِف واللام.

الآخِرَة: دخول الألِف واللام.

الله: دخول الألِف واللام.

للمحسناتِ: دخول حرْف الخفْض، والخفض.

أجرًا: التنوين.

عظيمًا: التنوين.

الله: دخولُ الألِف واللام.

والليل: الخفْض، ودخول حرْف القَسَم، ودخول الألِف واللام.

ملحوظة: هناك بعضُ الأسماء لم أذكُرْها؛ نظرًا لأنَّ علامة أسميتها لم يذكُرْها المؤلِّف ولا الشارح – رحمهما الله.

س31: هل يجتمع التنوينُ والألف واللام؟

الجواب: لا يجتمعانِ، فلا يمكن أن يكون هناك اسمٌ فيه الألف واللام ثم ينوَّن أبدًا.

س32: وهل يُمكن أن تجتمع علاماتُ الاسم الأربعة في كلمة واحدة؟

الجواب: لا يمكن؛ لأنَّ التنوين والألِف واللام – كما سبَق – لا يجتمعان، وعليه فالذي يمكن أن يجتمع في كلمةٍ واحدة ثلاثُ علامات من الأربعة، كأن تقولَ: جئتُ مِن المَسْجدِ.

فـ”المسجد” اسم، فيه ثلاثُ علامات: الخفْض، ودخول حرْف الخفض، ودخول الألِف واللام.