الإطناب

تعريفه: كل كلام زادت ألفاظه على معانيه لفائدة؛ كقوله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا [مريم: 4]؛ أي: كبرت.

فان لم تكن الزيادة لفائدة سُميت تطويلًا أو حشوًا؛ كقول زهير:

وأَعْلـَمُ مَافِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ *** وَلكِنَنِـي عَنْ عِلْمِمَافِي غَدٍ عَـمِ

أنواعه:

1- ذكر الخاص بعد العام:

للتنبيه على فضل الخاص وتميزه؛ كقوله تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة: 238].


موضوعات ذات صلة:

2- ذكر العام بعد الخاص:

لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر: 87].

3- التفصيل بعد الإجمال:

وغرضه التشويق، وتوضيح المعنى وتقريره؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ [الحجر: 66]، فلفظ (الأمر) مجمل فُصل بجملة (أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين).

4- التكرار:

للتأكيد، وتقرير المعنى في النفس؛ كقوله تعالى: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [التكاثر: 3، 4].

أو لطول الفصل؛ كقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [النحل: 110].

أو للتلذذ بذكره؛ كقول الشاعر:

سقى الله نجدًا والسلامُ على نجدِ *** ويا حبذا نجدٌ على القرب والبُعدِ

أو لقصد الاستيعاب, نحو: قرأتُ الكتابَ بابًا بابًا، وفهمتُه كلمةًً كلمةً.

5- الاعتراض:

وهو أن يُؤتى في أثناء الكلام بكلمة أو أكثر، ويكون الغرض منه:

أ- الدعاء؛ كقوله:

إنَ الثَمانينَ وبُلِغْتَها *** قد أحْوَجَتْ سَمعي إلى تَرْجُمانْ

ب- التنزيه؛ كقوله تعالى: ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ [النحل: 57].

ج- الاحتراس: وهو أن يؤتى بعد كلام يُوهِم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الإيهام؛ كقوله تعالى: ﴿ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى [طه: 22]، لدفع أن يكون البياض لمرض ونحوه.

6- التذييل:

وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدًا لها؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا [الإسراء: 81].

ويَحسُن الإطناب في:

الخطب، والمواعظ العامة، والدعاء، وتأكيد قضية معينة، وشرح الموضوعات للطلاب ونحو ذلك.