النائب عن الفاعل في اللغة العربية

يحذف الفاعل من مثل: كَسَرَ زيدٌ البابَ، فتقول: كُسِرَ البابُ، إذا كنت لا تعرف الفاعل، أو كنت تعرفه ولكنك خِفتَ عليه أو منه، وقد يحذف لأغراض أخرى.

وما ينوب عن الفاعل تلزمه أحكامُ الفاعل السابقة من الرفع والتقديم والتأخير، كما يلزم الفعل الإفراد والتذكير والتأنيث؛ تقول: في فَتَحَ الرجلُ الصندوقَ: فُتِحَ الصندوقُ، وفي اشترى زيد كتابين: اشْتُرِيَ كتابان، وفي استقبل أخوك المسافرين: استُقبِلَ المسافرون، وفي ألَّفَ زيدٌ رسالةً: أُلِّفَتْ رسالةٌ، وفي وجَدت المرأة درهمًا: وُجِدَ درهمٌ.

وإذا بني الفعل للمجهول فحذف الفاعل وجب أمران:

1- تغيير الفعل، فيضم أول الماضي ويكسر ما قبل آخره، تقول في كَتَبَ: كُتِبَ، وفي هَذَّبَ: هُذِّبَ، أما المضارع فيضم أوله ويفتح ما قبل آخره، تقول في يَكتُب: يُكتَبُ، وفي يقاتِلُ: يقاتلُ.

وإذا كان أول الفعل همزة وصل ضُمَّ الحرف الثالث أيضًا؛ تقول في اقتَصَدَ: اُقتُصِدَ، وفي استَخرج: اُستُخرِج.

وإذا كان أوله تاء زائدة ضُمَّت التاء والحرف الذي بعدها تقول في تَعَلَّمَ: تُعُـلِّمَ، وفي تَقَرَّبَ: تُقُرِّبَ.

وإذا كان الماضي ثلاثيًّا أجوفَ؛ (أي: معتلَ الوسط)؛ مثل: قال وباع وخاف، فالأفصح عند البناء للمجهول أن يُكسر الحرف الأول ويُقلَب حـرف العلة يـاءً[1]، فتقول: قِيلَ وبِيعَ وخِيفَ.

2- إقامة شيء مقام الفاعل، فإذا كان الفعل متعديًا إلى مفعول به واحد، فهو نائب الفاعل، تقول في فتح زيد البابَ: فُتِحَ البابُ، وإذا كان الفعل متعديًا إلى مفعولَين فنائب الفاعل هو المفعول الأول، ويبقى الثاني منصوبًا، تقول في أعطيتُ الفقير درهمًا: أُعْطِيَ الفقيرُ درهمًا. وإذا كان الفعل متعديًا إلى ثلاثة مفاعيل، فنائب الفاعل هو الأول ويبقى ما عداه منصوبًا، تقول في أخبرتُ زيدًا القطارَ قادمًا: أُخْبِرَ زيدٌ القطارَ قادمًا.

وإذا لم يوجد مفعول به ناب عن الفاعل الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر، مثل: اُُعْتُكِفَ يومُ الخميسِ، وسُوفِرَ إلى بغدادَ، وانطُلِقَ انطلاقٌ سريعٌ.

ويُشترط في الظرف والمصدر[2] إذا نابا عن الفاعل أن يكونا مختصين متصرِّفين.


موضوعات ذات صلة:

والمختصّ ما اختص بنوع اختصاصٍ من إضافة أو وصف أو غيرهما؛ مثال ذلك (للظرف): زمن الاجتماعِ ومكانٌ واسعٌ، ومثال ذلك (للمصدر): ضَرْب المُنْتَقم وضربٌ شديدٌ، فلا يصح أن يُقال: صِيمَ زمنٌ وجُلِسَ مكان، وضُرِبَ ضربٌ، لعدم الاختصاص.

والمتصرِّف من الظروف ما استعمل في الظرفية وغيرها كما في الأمثلة السابقة، وغير المتصرف ما لم يستعمل إلا في الظرفية مثل (إذا)، فلا يصح أن تنوب عن الفاعل.

والمتصرِّف من المصادر ما استعمل في المصدرية وغيرها كما في الأمثلة السابقة، وغير المتصرف ما لم يستعمل إلا في المصدرية مثل: (سبحانَ)، فلا يصح أن ينوب هذا عن الفاعل.

المصدر كتاب: توضيح قطر الندى
تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس

 


[1] لسكونها وكسر ما قبلها، وهذه قاعدة صرفية.

[2] لم يذكر صاحب القطر شرطًا للجار والمجرور الذي ينوب عن الفاعل مع أنه يُشترط فيه أن يكون حرف الجر غير ملازم لمجرور معين، أمَّا الملازم لذلك كحروف القسم التي يجب أن يكون المجرور مُقسمًا به، وكذا (ربَّ) التي يجب أن يكون مجرورها نكرة، و(مُذ) التي يجب أن يكون مجرورها زمانًا، فلا تنوب المذكورات عن الفاعل، ومثل مذ منذ.

ترك تعليق