أدوات الإعراب
همزة الوصل
في القرآن الكريم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

همزة الوصل: هي الهمزة الزائدة في أول الكلمة التي تثبت في الابتداء وتسقط في الوصل.

س: لِمَ سميت همزة الوصل بهذا الاسم؟

ج: لأنها تُجتلب للتوصل إلى النطق بالساكن؛ لأن العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك.

لاحظ:

إذا دخلت الواو على الفعل المبدوء بهمزة الوصل صارت شديدة التعلق به فلا يجوز قراءة الفعل بدونها إلا للاختبار؛ مثل: (واتقوا).

مواضع همزة الوصل:

توجد همزة الوصل في الأسماء والأفعال والحروف.

أولًا: همزة الوصل في الأفعال وكيفية الابتداء بها:

توجد همزة الوصل في الفعلين (الماضي والأمر) فقط.

 

وحكم الابتداء بهمزة الوصل فيما تقدم من الأفعال هو: (الضم أو الكسر) فقط.



س: ما حركة همزة الوصل في الابتداء مع الأفعال؟

ج: مُترتبة على حركة الحرف الثالث من الفعل:

1) تضم إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمة أصلية. مثل: (اُنظُر) (اُدخُلوا) (اُستُحفظوا) (اُقنُتي).

2) تكسر إذا كان ثالث الفعل مفتوحًا أو مكسورًا، مثل: (اِنتَصر) (اِستَكبروا) (اِقرَأ) (اِرجِع) (اِصطَفى)، أو مضمومًا ضمة عارضة (غير أصلية) مثل: (اِقضُوا) (اِبنُوا) (اِمشُوا)، أصلها: (اقضِيُوا) (ابنِيُوا) (امشِيُوا).

س: لِمَ كسرت همزة الوصل في الفعل إذا كان ثالثه مكسورًا، وضمت إذا كان ثالثه مضمومًا، ولم تفتح إذا كان ثالثه مفتوحًا بل كسرت؟

ج: كسرت همزة الوصل إن كان ثالث الفعل مكسورًا (للمناسبة) بين أول الفعل وثالثه؛ حيث إن كسرته ثابتة، ولم يعتد بالحرف الثاني لأنه ساكن ولا الحرف الأخير لأنه متغير.

كما كسرت همزة الوصل إن كان ثالث الفعل مفتوحًا، ولم تفتح حتى لا يلتبس المضارع بالأمر، فمثلا: (انتَصَر) الحرف الثالث مفتوح ولو فتحت همزة الوصل عند الابتداء لصار مضارعا (اَنْتَصرُ).

كما ضمت الهمزة إن كان ثالث الفعل مضمومًا (للتناسب).

ملاحظة:

تعرف الضمة الأصلية والغير أصلية بالعودة للمضارع.

أ‌) إن كانت عين الكلمة مضمومة في المضارع أو مفتوحة تكون الضمة أصلية.

مثل: (ادخُلوا) المضارع منها: (يدخُلوا). مثل: (اقنُتي) المضارع منها: (يقنُت).

ب‌) وإن كانت عين الكلمة مكسورة في المضارع تكون الضمة عارضة (غير أصلية).

مثل: (امشُوا) (ابنُوا) (اتقُوا) المضارع منها: (يمشِي) (يبنِي) (يتقِي) وهكذا.

نماذج للتطبيق:

1) قال تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: 198].

2) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208].

3) قال تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} [البقرة: 259].

4) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278].

5) قال تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِيوَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 43].

6) قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [آل عمران: 51].

7) قال تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93].

8) قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].

9) قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْوَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ} [النساء: 46].

10) دقال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 50].

11) قال تعالى: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} [يوسف: 9].

12) قال تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} [الصافات: 97].

13) قال تعالى: {قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ} [غافر: 25].

اجتماع همزتي الوصل والقطع في كلمة واحدة:

تُقدم همزة الوصل على همزة القطع الساكنة (وهذه الحالة خاصة بالأفعال فقط):

إذا تقدمت ألف الوصل على همزة القطع في كلمة واحدة تسقط همزة الوصل وتثبت همزة القطع الساكنة عند وصلها بما قبلها؛ مثل: قوله تعالى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْلِي وَلَا تَفْتِنِّي}[التوبة: 49].

وإذا أردنا أن نبدأ بألف الوصل تقلب همزة القطع حرفًا من جنس حركة ألف الوصل.

مثل: قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأحقاف: 4].

(ائْتُونِي): فحركة ألف الوصل هنا عند الابتداء كسرة؛ لأن الحرف الثالث مضموم ضمة عارضة (غير أصلية)، فمع الكسر تقلب همزة القطع (ياء) لتناسب حركة ألف الوصل فتقرأ: (اِيتوني).

ومثل:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْلِي وَلَا تَفْتِنِّي}[التوبة: 49].

(ائْذَن لِي): ثالث الفعل مفتوح نبدأ بها (ايذن لي).

ومثل: قوله تعالى:{فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}[البقرة: 283].

(اؤْتُمِنَ): عند الابتداء تضم ألف الوصل؛ لأن حركة الحرف الثالث ضمة أصلية، ثم تقلب همزة القطع (واوًا) فتقرأ (اُوتمن).

ومثل: قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الجاثية: 25].

(ائْتُوا): فعند الابتداء بألف الوصل تكسر؛ لأن الضمة على الحرف الثالث غير أصلية، ثم تقلب همزة القطع (ياء) فتنطق (ايتوا).

ومثل: قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} [يونس: 15].

(ائْتِ): ثالث الفعل مكسور نبدأ بها (اِيت).

وخلاصة القول:

تقدم همزة الوصل على همزة القطع الساكنة في الأفعال.

عند الوصل

عند الابتداء

تسقط همزة الوصل وتثبت همزة القطع الساكنة.

أ‌- تثبت همزة الوصل وتحرك بناءً على حركة ثالث الفعل كما ذكرنا.

ب‌- تبدل همزة القطع بحرف مد من جنس حركة همزة الوصل حال الابتداء بها وتسمى: (قاعدة البدل).

نماذج للتطبيق:

1) قال تعالى: {قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} [يونس: 15].

2) قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} [يونس: 79].

3) قال تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [طه: 64].

19) قال تعالى: {قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الجاثية: 25].

ثانيًا: همزة الوصل في الأسماء وكيفية الابتداء بها:

عند الابتداء بهمزة الوصل في الأسماء تكسر وجوبًا.

مثل: (ابتعاد – استكبار).

مثل: (ابن – ابنة – امرؤ – امرأة – اثنان – اثنتان – اثنين – اثنتين).

ثالثًا: همزة الوصل في الحروف:

عند الابتداء بهمزة الوصل في الحروف تفتح وجوبًا؛ وذلك لا يوجد إلا في موضعين:

1) (أل) الزائدة اللازمة؛ مثل: (الذي – التي…).

2) (أل) الزائدة غير اللازمة؛ مثل: (القمر – الشمس…).

المصدر: شبكة الألوكة