أخطاء الاستثناء


لاحظت وقوع أخطاء متكررة في مسائل معينة من باب الاستثناء أعرض أهمها فيما يأتي:
أ- إيقاع الجار والمجرور بعد سوى:
المعروف أن سوى اسم استثناء يضاف إلى ما بعده. ولكنني لاحظت كثرة الخروج على هذا النمط في أجهزة الإعلام، وذلك عن طريق إيقاع الجار والمجرور بعدها خلافا للاستعمال العربي. وأمثلة ذلك كثيرة:
1-“لا يقضى سوى على بعض أغراضه”.
2- لم يسفر الانفجار سوى على فجوة صغيرة.
3- لم تجد مكانًا سوى في الشريط الأخضر.
4- لم يصب سوى بخدوش.
5- لم تكن فصولها سوى من نسج الخيال.
والصواب فيها جميعها وضع “إلا” مكان سوى.
ب- الاستثناء المفرغ بإلا:
حين تكون جملة الاستثناء منفية وحذف منها المستثنى منه يسمى الاستثناء مفرغًا، ويمكن إعراب ما بعد إلا بحسب وظيفته في الجملة. ولكن أجهزة الإعلام لا تتنبه إلى هذا دائمًا فنجد بعض الكتاب والمحدثين ينصبون ما بعد إلا مطلقًا مما يخالف القاعدة السابق ذكرها، كما يبدو في الجدول الآتي:

ج- استعمالان خاطئان لـ”عدا”:
المعروف أن عدا أداة استثناء، ومعنى الاستثناء إخراج شيء من شيء، فهو عملية طرح لا جمع. ولكنني لاحظت استعمال عدا في جملة لا تعنى فيها الإخراج والإنقاص، وإنما الإضافة والزيادة، وهذا عكس معناها اللغوي. والأمثلة الآتية توضح هذا الاستعمال الخاطئ:
ألفّ عشرين كتابًا عدا مئات المقالات.
والصواب: بالإضافة إلى مئات المقالات.
وشاهد الاستعراض عشرون ألف متفرج عدا الذين شاهدوه من أسطح منازلهم.
والصواب: بالإضافة إلى الذين شاهدوه من أسطح منزلهم.
وهناك استعمال آخر لـ عدا يتشابه مع الاستعمال السابق، وهو إتباعها بحرف الجر عن، في مثل العبارة: يتسم بقصر النظر عدا عن أنه مكلف جدا. والواجب في مثل هذه الحالة حذف “عن” وتغيير العبارة لتفيد معنى الإضافة “لا الحذف”، فتصبح: بالإضافة إلى أنه مكلف جدًّا.

د- إيقاع ضمير الرفع المنفصل بعد “سوى”:
الاسم بعد سوى لا يكون إلا مجرورًا بالإضافة، وعلى هذا لا يصح إيقاع ضمير الرفع بعدها. فلا يصح أن يقال كما سمعت من إذاعة القاهرة:
– لن يقوم بتحقيق طموحاتنا سوى نحن.
– لن يحافظ على نظافة بدلنا سوى نحن.
ولتصحيح العبارتين ينبغي القول:
لن يقوم بتحقيق طموحاتنا إلا نحن “فيكون الضمير مرفوعًا”.
أو لن يقوم بتحقيق طموحاتنا سوانا “بإيقاع ضمير الجر المتصل”.
ومثل هذا يقال في الجملة الثانية:
هـ- انتفاض النفي بعد ما بـ “إلا”:
يجوز نصب الخبر بعد ما المسماة بما الحجازية، كما في قوله تعالى: {مَا هَذَا بَشَراً} . ولكن عمل “ما” يبطل إذا انتقض النفي بإلا: كما في قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} . وعلى هذا فقد أخطأ الكاتب في قوله:
ما إطلاق سراحهم إلا تصحيحًا لهذا العمل غير الأخلاقي.
والصواب: إلا تصحيحٌ

و الجر بعد “ما عدا”:
أجاز النحاة الجر والنصب بعد “عدا”. ولكنهم أوجبوا النصب بعد “ما عدا”، وعلى هذا فقد أخطأ القارئ حين قال:
فيما عدا فتاةٍ واحدةٍ.
والصواب: فتاةً واحدةً.
وينصح من يصادف عدا أو ما عدا بالاتجاه إلى النصب دائمًا، فهو جائز في حالة وواجب في حالة أخرى، وبذلك يخلص نفسه من الوقوع في الخطأ.

تدريبات على الاستثناء:
التدريب الأول:
اضبط ما بعد أداة الاستثناء بالشكل:
1- لن يقربك من الله إلا التزام طاعته.
2- نجح جميع الطلاب سوى طالب واحد.
3- ليس أمامك إلا صديقك ليساعدك.
4- ما بقي من النسخ إلا نسخة واحدة.
5- ما بقيت النسخ إلا نسخة واحدة.
6- لم يعرف عن القضية إلا النزر اليسير.
7- أثمرت جميع الأشجار ما عدا شجرة واحدة.
التدريب الثاني:
الجمل الآتية وردت في لغة الإعلام، صحح ما بها من أخطاء:
1- لم يسقط لقوات الحلفاء اليوم سوى طائرتان.
2- لم يبق من الكتاب إلا صفحتين.
3- يعد تسريب النفط في الخليج كارثة اقتصادية، هذا عدا عن تلويثه للبيئة.
4- لم يبق على العمليات العسكرية لطرد العراق من الكويت إلا يومين.
5- لم يستيقظ سوى وهو في المستشفى.
6- نجح جميع الطلاب ما عدا أخوك.

7- لم يبق على الهجوم البري سوى أسبوعان.
8- لم يعرف التعليم المختلط في جامعة أكسفورد سوى في العشرينيات من هذا القرن.
9- لن يحل مشكلات وطننا سوى نحن.
10- ما تهديدات صدام حسين إلا استمرارا لعدوانه على الكويت.

المصدر: أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتّاب والإذاعيين

 

اضغط على ايقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق