الغاز وطرائف نحوية (9)
 
كان أبو علقمة من المتقعرين في اللغة وكان يستخدم في حديثه غريب الألفاظ، وفي أحد الأيام قال لخادمه: أصقعت العتاريف؟ فأراد الخادم أن يلّقنه درسا،
فقال له كلمة ليس لها معنى وهي: زيقيلم، فتعجب أبو علقمه، وقال لخادمه: يا غلامما زيقيلم هذه؟ فقال الخادم: وأنت، ما صقعت العتاريف هذه؟
فقال أبو علقمة: معناها: أصاحت الديكة؟ فقال له خادمه: وزيقيلم معناها: لم تصح.
 
نــــــحوي ورجــــل يلحن:
قال رجل لسعيد بن عبد الملك الكاتب: تأمر بشيئا؟
قال نعم بتقوى الله وإسقاط ألف شيء
 
قصد رجل الحجاج بن يوسف فأنشده:
أبا هشام ببابك قد شم ريح كبابك
فقال ويحك لم نصبت أبا هشام؟
فقال الكنية كنيتي إن شئت رفعتها وإن شئت نصبتها.
 
قال أحد النحاة:
رأيت رجلا ضريرا يسأل الناس يقول
ضعيفا مسكينا فقيرا…
فقلت له: ياهذا… علام نصبت (ضعيفا مسكينا فقيرا)
فقال: بإضمار ارحـــمـــوا….
قال النحوي: فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته إياه فرحا ً بما قال.
 
وهذا نحوي مزارع مر بزرعه الجراد فأنشأ يقول:
مر الجراد على زرعي فقلت له ألمم بخير ولا تلمم بإفساد
فقال منهم عظيم فوق سنبلة إنا على سفر لا بد من زاد
 
كان أعرابيان يطوفان بالبيت. فكان أحدهما يقول:
اللهم هل لي رحمتك، فاغفر لي فإنك تجد من تعذبه غيري، ولا أجد من يرحمني غيرك.
فقال الآخر: اقصد حاجتك ولا تغمز بالناس.
 
كان الإمام يقرأ في سورة طه {فإذا هي حية تسعى}
ثم تلعثم وبدأ يتأتئ فقد رأى أمامه حية حقيقية تسعى.. وخاف منها، فأُغلق عليه… ففتح عليه مَن وراءه ” قال خذها ولا تخف.”
فردّ الإمام: تعال خذها أنت… وولّى هارباً.
 
الوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
الغريب فيه..أنك تستطيع قراءته أفقيا ورأسيا
 
عن الحسين بن السميدع الإنطاكي، قال: كان عندنا بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق. فغرق في البحر ( شلنديتان ) من مراكب المسلمين التي يقصد بها العـدو، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب يخبره:
بسم اللـه الرحمن الرحيـــم.
اعلم أيها الأمير أعزه اللـه تعالى أن شلنديتين أعني مركبين قد صفقا من جانب البحـر إي: غرقا من شدة أمواجه فهلك من فيهما أي: تلفوا. قال: فكتب إليه أمير حلـــب: بسـم اللـه الرحمن الرحيم، ورد كتابك أي: وصل وفهمناه أي: قرأناه أدب كاتبك أي: اصفعه واستبدل به أي: اعزله فإنه مائق أي: أحمق والسلام أي: انقضى الكتاب.
 
نصيحة نحوي لمحتضر
عن أبي العيناء عن العطوي الشاعر
أنه دخل على رجل عندنا بالبصرة وهو يجود بنفسه،
فقال له‏:‏ يا فلان قل‏ لا إله إلا الله،
وإن شئت فقل‏‏ لا إلهًا إلا الله،
والأولى أحب إلى والأولى أحب إلى سيبويه
اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق