الغاز وطرائف نحوية (8)

ذكر أخبار أبي زيد:

قال أبو العباس محمد بن يزيد: أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري صليبة من الخزرج. قال أبو العباس: كان أبو زيد عالماً بالنحو ولم يكن مثل الخليل وسيبويه وكان يونس من باب أبي زيد في العلم باللغات وكان يونس أعلم من أبي زيد بالنحو. وكان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنحو أعنيه والأصمعي وأبا عبيدة وكان يقال أبو زيد النحوي وله كتاب في تخفيف الهمز على مذهب النحو وفي كتبه المصنفة في اللغة من شواهد النحو عن العرب ما ليس لغيره وكانت حلقته بالبصرة ينتابها الناس. وذكر أبو العباس قال حدثني أبو بكر القرشي شيخ من أهل البصرة مولى لقريش قال سمت قوماً يذكرون أبا زيد في حلقة الأصمعي فساعدهم على ذلك ثم قال الأصمعي: رأيت خلفاً الأحمر في حلقة أبي زيد.

وكان أبو زيد كثير السماع من العرب ثقة مقبول الرواية، وأخبرنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم قال قال لي أبو زيد الأنصاري سألني الحكم بن قنبر عن: تعاهدت ضيعتي أو تعهدت. فقلت: تعهدت لا يكون إلا ذلك. قال فقال لي: فاثبت لي على هذا إذا سألك يونس فقل نعم. وكان الحكم بن قنبر سأل يونس فقال تعاهدت. قال فلما جئت سأله فقال يونس فقال: تعاد. فقال أبو زيد فقلت: لا. وكان عنده ستة من الأعراب الفصحاء فقلت: سل هؤلاء فبدأ بالأقرب إليه فالأقرب فسألهم وقد أفاد سيبويه الكثيرين بعلمه، حتى وصل علمه إلى عامة الناس الذين أخذوا عنه، وتعلموا منه الفصاحة.. يحكي أن رجلاً قال لسماك (يبيع السمك) بالبصرة: بكم هذه السمكة؟ قال: بدرهمان.. فضحك الرجل مستهزئًا من السماك لأنه رفع المجرور.

فقال السماك: ويلك أنت أحمق، لقد سمعت سيبويه يقول: ثمنها درهمان!!

وقد أصيب سيبويه بمرض قبل وفاته، وفي أثناء مرضه، وجده أخوه -يومًا- متعبًا قد اشتد عليه المرض، فبكى وتساقطت دموعه على وجه سيبويه، فرآه سيبويه فأنشد يقول:

يَسُرُّ الفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقَى

إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الذي هُوَ قَاتِلُهْ

وعند مماته أخذ ينصح أصحابه ومن حوله قائلاً:

يُؤمِّــــل دُنْيَا لِتَبْقَى لَـــــهُ

فَمَات المؤَمِّلُ قَبْلَ الأَمَــلْ

حَثِيثًا يُرَوِّي أُصُولَ النَّخِيلِ

فَعَاشَ الفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ

ومات سيبويه سنة 180هـ بعد

موضوع: قصيدة في النحو السبت

وقال أبو غَسَّان ” رَفيع بن سَلَمة ” تلميِذ أبي عُبيدة ” المعروف بدَمَاذ، يخاطب أبا عثمان النحويَّ المازنيّ “:

تَفكَّرْتُ في النَّحو حتى مَلِل = تُ وأَتعبتُ نفسي له والبَدنْ

وأتعبْت بَكْراً وأصحابَه = بكلّ المَسائل في كلّ فَن

سِوَى أنَّ باباً عليه العَفا = ءُ لِلْفاء ياليتَهُ لم يَكُن

فكنتُ بظاهره عالماً =وكنتُ بباطِنه ذا فَطَن

وللواو بابٌ إلى جَنْبه = من المَقْت أحسبُهُ قد لُعن

إذا قلتُ هاتُوا لما يُقا = ل لستُ بآتيك أو تَأتين

” أَجِيبُوا لما قِيلَ هذا كذا = على النَّصب قالُوا لإضمارِ أن

وما إنْ رأيتُ لها مَوْضعاً = فأَعْرفَ ما قِيلَ إلاّ بفن

فقد خِفْتُ يا بكرُ من طُولِ ما = أُفكِّر في أَمْر ” أَن ” أو أُجَن

واو الثمانية:

قال تعالى: ﴿ سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة ( و ) ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحداً ﴾ من سورة الكهف: 18 / الآية 22

وقع الخلاف بين النحويين في إعراب حرف الـ ( واو ) الواقع بين قوسين في النص الكريم ما بين أن يكون حرف عطف، أو استئناف.

ولما كان للعطف ضوابط، وللاستئناف قواعد، والوا هنا لا يدخل ضمن هذه الضوابط والقواعد صمت النحويون في وجه النص الكريم وسبحان اللـه.

وقد ( تملص ) النحويون من الاستشهاد بهذا النص الكريم في أي موضع من مواضع النحو العربي على إطلاقها، ولم يذكروها في مصنفاتهم، حتى جاء ابن هشام الأنصاري ( 761 هج ) في كتابه: ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) الذي سمى هذا الحرف في إعرابه ( واو ) الثمانية

وقال اليزيد في الكسائي وأصحابه.

كنا نقيس النحو فيما مضى على لسان العـرب الأول

فجاءنا قـوم يقـيسـونـه على لغى أشياخ قطربـل

فكلهم يعمل في نقص مـا به يصاب الحـق لا يأتـل

إن الكسـائي وأشـياعـه يرقون في النحو إلى أسفل

سارة مقدم

هذا البيت لا يتحرك اللسان بقراءته

آب همي و هم بي أحبابي همهم ما بهم وهمي مابي

وهذا البيت لا تتحرك الشفتان بقراءته

قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق

قصيدة شعرية عجيبة، نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ رحمه الله ـ والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحا، وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذما.

وإليكم بعضا من هذه القصيدة:

من اليمين إلى اليسار… (في المدح):

طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ

وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ **** سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ

جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا

من اليسار إلى اليمين… (في الذم ):

رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ **** حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا

عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا **** خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا

كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ **** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا

قصيدة غريبة تستطيع قراءتها أفقياً ورأسياً

ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال

صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال

وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال

محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال

وهذه قصيده عباره عن مدح لنوفل بن دارم

اذا اكتفيت بقراءة الشطر الاول من كل بيت

فإن القصيده تصبح هجـــــاء

قصيدة المدح:

إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم

وجــدته أظلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الدراهم

وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم

لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم

ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم

يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم

قصيدة الذم:

إذا أتيت نوفل بن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـــالم

وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم

ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما…رقصت على جثث الأسود كلاب

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها…تبقى الأسود أسودا والكلاب كلابا

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق