أحكام العدد وأخطاؤه

الشكوى من باب العدد قديمة، والخطأ في ضبط قواعده شائع، وقديمًا قال أبو جعفر النحاس المصري “القرن الرابع الهجري”: وقد شكا الكُتاب فيما مضى أرغب الناس في علم النحو، وأكثرهم تعظيمًا للعلماء حتى دخل فيهم من لا يستحق هذا الاسم، فصعب عليه باب العدد، فعابوا من أعرب الحساب.

♦♦♦♦♦♦♦

ومع ذلك فباب العدد ليس عصيًّا على الفهم كما يتصور الكثيرون، ويمكن تلخيص أهم قواعده فيما يأتي:

أحكام العدد:
 1- أحكام العدد من حيث التذكير والتأنيث:
أ– العدد 1، 2 لا يأتيان منفردين في شكل عدد يحتاج إلى تمييز، ولكنهما يستخدمان صفة، فنحن لا نقول: واحد كتاب، ولا اثنان كتاب، ولكن نقول كتاب واحد، وكتابان اثنان. ماداما صفة فهما يطابقان الموصوف تذكيرًا وتأنيثًا.

ب الأعداد 3- 10 تخالف المعدود التمييزفي التذكير والتأنيث، فنحن نقول: ثلاثة طلاب، وثلاث طالبات.

ج العددان 11، 12 كل منهما مركب من جزأين وكلا الجزأين يطابق المعدود تذكيرًا وتأنيثًا، فنحن نقول: أحد عشر رجلا، اثنا عشر رجلا، إحدى عشرة امرأة، اثنتا عشرة امرأة.

د الأعداد 13- 19 أعداد مركبة كذلك. لكن الجزء الأول من كل منها يخالف “العدد3-9″، وهي نفس قاعدة العدد من 3- 9 إذا استعمل منفردًا. أما الجزء الثاني، وهو العشرة فيطابق. ولذا فنحن نقول اشتريت ثلاثة عشر كتابًا، وقرأت خمس عشرة قصة.

هـ العشرات “20- 90” والمئات والألوف وما فوق تلزم حالة واحدة مع المذكر والمؤنث.

و– العددان 1، 2 إذا استعملا في أي عدد مركب أو معطوف يلتزمان المطابقة فنحن نقول: أحد عشر كتابًا، وواحد وعشرون مشروعًا، إحدى عشر قصة، وإحدى وعشرون طالبة. وكذلك اثنا عشر كتابًا واثنان وعشرون كتابًا، اثنتا عشرة قصة، واثنتان وعشرون قصة.

ز الأعداد 3-9 إذا استعملت في عدد مركب “ثلاثة عشر” أو معطوف “ثلاثة وعشرون” فإنها تلزم المخالفة تذكيرًا وتأنيثًا، فنحن نقول: ثلاثة عشر كتابًا، وثلاث عشرة قصة، ثلاثة وعشرن كتابًا، وثلاث وعشرون قصة.

♦♦♦♦♦♦♦


 -2أحكام العدد من حيث الإعراب:
لا مشكلة في هذا إلا في الأعداد التالية:
أ العدد المركب، وهو 11-19 يكون مبنيًّا على فتح الجزأين في جميع حالاته الإعرابية رفعًا أو نصبًا أو جرًّا ماعدا العدد 12.

ب العدد 12 يعرب نصفه الأول كالمثنى بالألف رفعًا، والياء نصبًا وجرِّا، ويبقى نصفه الثاني مبنيًّا على الفتح.

ج ألفاظ العقود من 20- 90 تعرب إعراب جمع المذكر السالم.

♦♦♦♦♦♦♦


3- أحكام التمييز “المعدود” من حيث الإفراد والجمع ومن حيث الإعراب:
أ تمييز الأعداد 3- 10 جمع مجرور على الإضافة.

ب تمييز الأعداد 11- 19 مفرد منصوب على التمييز.

ج تمييز العقود 20- 90 مفرد منصوب على التمييز.

د تمييز المئات والألوف مفرد مجرور بالإضافة.

♦♦♦♦♦♦♦


4- قواعد أخرى متفرق:

أ ينصح الكاتب باستخدام الرخصة بجواز تأخير العدد 3- 9 وإعرابه نعتًا، مثل: كتب ثلاث، وقصص أربعة أو كتب ثلاثة، وقصص أربع لإمكانية إجراء المطابقة وعدمها.

ب الوصف من العدد يطابق ما قبله مطلقًا، فنحن نقول: الحلقة الرابعة، الحلقة الثالثة عشرة، الحلقة الحادية والعشرون … إلخ.

ج الوصف من العدد المركب يبني على فتح الجزأين كالعدد المركب سواء بسواء، فنحن نقول: مر القرن التاسع عشر.

د إذا دخلت الألف واللام على العدد المضاف أدخلت على المضاف إليه وليس على المضاف فنحن نقول ثلاثة الرجال، لكن يجوز على قلة إدخالها على المضاف، وإدخالها على الطرفين مثل: الثلاثة رجال، الثلاثة الرجال. ويبدو إدخالها على المضاف أكثر: استساغة مع المئات والألوف، مثل: المائة يوم، الألف كتاب.

هـ إذا أريد تعريف العدد المعطوف أدخلت الألف واللام على جزأيه، فنقول: جاء الثلاثة والعشرون رجلا.

و إذا أدخلت الألف واللام على العدد الذي له تمييز منصوب دخلت الألف واللام على العدد، مثل: العشرون رجلا.

ز إذا كان العدد مركبًا دخلت “أل” على الجزء الأول منه مثل: حضر التسعة عشر طالبًا.

ح إذا كان التمييز جمع مؤنث سالمًا “مع 3- 10” يراعى- عند تذكير العدد أو تأنيثه حال المفرد، فنقول: ثلاثة مستشفيات، وثلاث مصحات، وأجاز بعض النحاة اعتبار حال الجمع والتزام التذكير فنقول: ثلاث مستشفيات وثلاث مصحات.

المصدر: أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتّاب والإذاعيين

 

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق