أسماء الاستفهام

كل الكلمات التي تستعمل في الاستفهام أسماء، فيما عدا كلمتين، هما:
هل والهمزة، فهما حرفان، وهذان الحرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب كما سبق.
أما أسماء الاستفهام فهي كلها مبنية أيضا فيما عدا كلمة واحدة وهي “أي” لأنها تضاف إلى مفرد، فتقول:
أي رجل جاء؟
أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف.
رجل: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
جاء: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
أي كتاب قرأت؟
أي: اسم استفهام مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
كتاب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
قرأت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
أما الأسماء الأخرى فنعربها على النحو التالي:
1- مَنْ: تعرب حسب موقعها في الجملة؛ فقد تكون في محل رفع أو نصب أو جر، مثل: مَن جاء؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ “والجملة الفعلية بعده خبر”.
مَن خلقه كريم؟ مَن مبتدأ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر.

من هذا؟ من اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم، واسم الإشارة في محل رفع مبتدأ مؤخر “لأن الإجابة: هذا زيد”.
من رأيت اليوم؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به “للفعل بعده”.
أبو مَن هذا؟ أبو: خبر مقدم مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، من اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه “واسم الإشارة مبتدأ مؤخر”.
2- ما: مثل من، فتقول:
ما جاء بك؟ مبتدأ والجملة الفعلية خبر.
ما في نيتك؟ مبتدأ وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر.
ما هذا؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم “واسم الإشارة مبتدأ مؤخر”.
ما فعلت اليوم؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به “للفعل بعده”.
ملحوظة: نلاحظ أن إعراب “من وما” يجري على النحو الآتي:

1- إذا كان بعدهما جملة اسمية أو شبه جملة فهما مبتدأ.

2- إذا كان بعدهما جملة فعلية فهما مبتدأ أو مفعول به.

3- إذا كان بعدهما اسم فهما خبر مقدم.

وإذا كانت “ما” مسبوقة بحرف جر ألغيت ألفها وجوبا، فتقول:
لِمَ، بِمَ، عَمَّ … فإذا وقفت عليها عوضت عن الألف المحذوفة هاء السكت، فتقول:
لمه، بمه، عمه.
لِمَ فعلت هذا؟

اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
ما اسم استفهام مبني على السكون على الألف المحذوفة، في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلق بالفعل الآتي.
– ماذا: تستطيع أن تعربها على ثلاثة أوجه:
أ- أن تجعلها كلمة واحدة فتكون حسب موقعها من الإعراب، مثل: ماذا في يدك؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ “والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر”.
ماذا فعلت؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به “للفعل الآتي” … وهكذا.
ب- أن تجعل “ذا” زائدة لا محل لها من الإعراب، وتكون “ما” حسب موقعها من الكلام، فتقول:
ماذا في يدك؟
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وذا زائدة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
جـ- أن تجعل “ذا” اسم موصول خبرا عن “ما”، فتقول:
ماذا في يدك؟
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ذا: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب.
هذا ما يقوله بعض النحاة والمعربين، ونرى ترك الوجه الثاني؛ إذ لا معنى للقول بزيادة “ذا”. والأقرب إلى الدقة اللغوية الوجه الثالث؛ لأن “ماذا” تختلف عن “ما”؛ إذ لا يتساوى: “ماذا قرأت؟ ” و”ما قرأت؟ “، وأرى السؤالين لا يطلبان إجابة واحدة؛ إذ السؤال بـ”ماذا”

أي: ما الذي؟ يطلب شيئا محددا معرفا. فتقول: قرأت كتاب النحو، أو قرأت الكتاب الذي اشتريته أمس. أما السؤال بـ”ما” وحدها فالأغلب أنها تطلب نكرة؛ ولذلك لا تستعمل “ماذا” مع اسم مفرد خبرا مقدما، فلا تقول:
– ماذا زيد؟
– ماذا هذا؟
بل تقول: ما زيد؟ ما هذا؟
والإجابة: زيد طبيب. هذا كتاب.
تنبيه: يشيع بين الناس استعمال ضمير الغائب بين “من وما” حين تقعان خبرا مقدما واسم مفرد يقع مبتدأ مؤخرا، وهو استعمال غير صحيح؛ إذ يقولون:
– من هو زيد؟ – من هي فاطمة؟ – من هم الخوارج؟
– ما هو النحو؟ – ما هي الكلمة؟
إذ لا تعرف العربية كل هذا، وليس لهذا الضمير هنا وظيفة؛ ولذلك يجب أن نقول:
من زيد؟ من فاطمة؟ من الخوارج؟
ما النحو؟ ما الكلمة؟
نعم، ويستخدم الضمير إذا جاء وحده بعدهما، فتقول:
من أنت؟ من هم؟ ما هو؟ ما هي؟
3- أين: تعرب ظرف مكان دائما، مثل:
أين ذهب علي؟
اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان “للفعل الآتي”.
أين بيتك؟

اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان، “وهو متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ المؤخر”.
4- متى: تعرب ظرف زمان دائما، مثل:
متى جاء علي؟
اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان “للفعل الآتي”.
متى السفر؟
اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان “وهو متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ المؤخر”.
5- أيان: تعرب ظرف زمان دائما للدلالة على المستقبل، مثل:
أيان تسافر؟
اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان “الفعل الآتي”.
ملحوظة: يتضح لك أن اسم الاستفهام الدال على الظرف له إعرابان ليس غير:
1- إذا كان بعده اسم فهو متعلق بمحذوف خبر مقدم.
2- إذا كان بعده فعل فهو ظرف متعلق بهذا الفعل.
6- كيف:
تعرب خبرا في نحو:
كيف أنت؟
اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم. أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر.
كيف كنت؟
اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان.
ب- تعرب حالا، مثل:

كيف جئت؟

اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
لـ”كيف” إذن إعرابان ليس غير:
1- تكون حالًا إذا كان بعدها فعل تام.
2- تكون خبرًا مقدما إذا كان بعدها اسم أو فعل ناقص.
7- كم: وهي اسم استفهام مبهم، يحتاج إلى ما يوضح إبهامه؛ ولذلك يأتي بعدها تمييز مفرد منصوب، وتعرب على الوجه التالي:
كم طالبًا حضر؟
اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
طالبًا تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة “والجملة الفعلية في محل رفع خبر”.
كم مالك؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم “للمبتدأ المؤخر”.
ملحوظة: هذه الجملة مستعملة في العربية، والنحاة يقدرون لها تمييزًا محذوفًا؛ أي: كم جنيهًا؟ أو كم بيتًا؟ أو كم فدانًا مالك؟
كم كتابا قرأت؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به “للفعل الآتي”.
كم ساعة قرأت؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان “للفعل الآتي”.
كم ميلًا سرت؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان “للفعل الآتي”.
كم ضربة ضربتَه؟ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق “للفعل الآتي”.
من هذا الإعراب يتضح لك أن “كم” يعرف موقعها من التمييز الذي بعدها؛ لأنها اسم مبهم كما بينّا، ومما ييسر لك معرفة هذا الموضوع يمكنك أن تجيبعن السؤال، فتدلك الكلمة التي أحللتها -في الإجابة- محل “كم” على موقعها الإعرابي.
– تمييز “كم” مفرد منصوب كما سبق ولا يجوز جره مطلقا، إلا إذا جرت “كم” بحرف جر، وفي هذه الحالة يجوز نصب تمييزها، وهو الأكثر ويجوز جره، ويكون هنا مجرورا بمن مضمرة وجوبا، لا بالإضافة، فنقول:
بكم قرشًا اشتريت هذا؟
الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بالباء.
قرشا: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
بكم قرشٍ اشتريته؟
الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر.
قرش: اسم مجرور بمن مضمرة وجوبا.
تنبيه: يشيع بين الناس استعمال “كم” مع كلمة “عدد” فيقولون:
كم عدد الطلاب الذين نجحوا؟
وهي جملة غير صحيحة؛ لأن “كم” تطلب تمييزا مفردا منصوبا:
“كم طالبا …؟ “، وإذا اضطررت إلى استخدام كلمة “عدد” فليس أمامك إلا “ما”، فتقول: ما عدد الطلاب الذين نجحوا؟

تدريب: أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح:

1- {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}.

2- {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ}.

3- {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}.

4- {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}.

5- {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.

6- {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}.

7- {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.

المصدر: التطبيق النحوي للدكتور عبده الراجحي

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق