المحقق: د. شعبان عبد الوهاب محمد

مسائل نحوية متفرقة

كل اسم جمع هو لما لا يعقل فقط فهو مؤنث، وكل اسم جمع يقع على المذكر ممن يعقل فالأعم فيه التذكير، وكل اسم إذا لحقته الهاء كان شخصا واحدا، وإذا عري منها كان أكثر، فيحتمل أن يراد به الجنس فيكون مذكرا وأن يراد به الجمع فيكون مؤنثا، وربما غلبوا عليه أن يراد به الجمع، فجاء مؤنثا لا غير كالنخل والبط والبقر، وربما كان بالعكس كالقمح والعنب، وبحسب استعمالهم للاسم من جميع هذا يكون العدد الذي ذلك الاسم تفسيرا له إذا وليه.

كم الخبرية كالاستفهامية في أنها مبنية على الوقف، وأنها لا يعمل فيها لفظ ما قبلها، وأنا مفتقرة إلى التفسير، وأنه يجوز

حذف التفسير، إلا أن مفسر الاستفهامية لا يكون إلا مفردا، ومفسر الخبرية يجوز فيه الأمران.

والأصل في مفسر الاستفهامية أن ينصب وفي مفسر الخبرية أن يجر بإضافتها إليه، وقد تحمل كل واحدة منهما على الأخرى فيما هو الأصل في مميزها من الإعراب، ولا يكون ذلك في الاستفهامية إلا إذا انجرت، ويختار ذلك في الخبرية إذا فصل بينها وبين مميزها بالظرف، بل يجب في مقتضى كلام سيبويه إلا في الشعر، ولا يجوز الفصل بغير الظرف وإبقاء الجر عنده البتة، ويونس رحمه الله تعالى يجيز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في غير الشعر.

فإن لم يكن بعدها فعلٌ فهي مبتدأة، وإن كان بعدها فعلٌ نظر فيه على نحو ما تقدم في مَنْ.

ضمير الفصل صيغته صيغة المضمر المرفوع المنفصل، وشرطه أن يكون بين المبتدأ والخبر أو ما أصلهما كذلك معرفتين كانا أو نكرتين لا يقبلان الألف واللام، لا لأنهما مضافتان أو معرفة ونكرة كذلك، ومجانسا لما هو المبتدأ في الحال أو في الأصل في الغيبة والحضور والمرتبة.

ولا موضع له من الإعراب عند الخليل، وفائدته التوكيد، وأن يعلم السامع أن ما يأتي به المتكلم بعده لا يكون إلا نعتا، وإنما تثبت فصليته نصا في باب كان وظننت مُعمِلة، وأعملت وما

الحجازية ولا أختها، ويحتمل في باب المبتدأ وإنَّ ولا النافية للجنس.

حروف النداء:

أي والهمزة وهما للقريب المصغي إليك، ويا وأيا وهيا ووا وهي للبعيد مسافةً أو حكما.

وقد تقع باقي المرتبة الأولى ولا يقع الموضوعتان فيها في مرتبتها، ولا تقع وا إلا في باب الندبة، وتقع فيه معها يا، ولا يقع في باب الاستغاثة سوى يا، فيا أعمُّها فلذلك هي أم الباب.

وشرط الاسم الذي تدخل عليه هذه الحروف في الأعم الأعرف ألا يكون فيه الألف واللام.

ولا يحذف حرف النداء عن اسم يصح أن يوصف به أيْ في النداء أو قبل النداء في الأمر العام.

والمنادى إن كان نكرة فهو منصوب لفظا، وإن كان معرفة ليس مضافا ولا مشبها بالمضاف ولا مستغاثا به فهو مبني على الضم، سواء تعرف بالنداء أو قبل النداء، وإن كان مضافا أو مشبها به فهو منصوب لفظا، وإن كان مستغاثا به فهو مجرور لفظا.

وما أردت نداءه مما فيه الألف واللام توصلت إليه بأي وبنيته على الضم وعوضته مما يضاف إليه هاء التنبيه ووصفته بالذي أردت أن تناديه ولما لزمت الألف واللام في اسم الله تعالى قالوا في الأكثر اللهم، فعوضوا في الآخر، وقد جاء في الشعر:

يا اللهما

وفي حال السعة يا ألله، وشبه به الشاعر فقال:

من اجلك يا التي تيمت قلبي

ويختص المندوب بجواز لحاق الألف في آخره لمد الصوت، وأما الهاء بعد الألف فللسكت، وكل منادى فهو منصوب في المعنى.

المصدر: المقدمة الجزولية في النحو

ترك تعليق