أخطاء الإِسناد

 

لاحظت وجود ست حالات كثر فيها الزلل عند إسناد الأفعال إلى الضمائر، وهي:

1- إسناد الفعل الثلاثي المجرد المقصور إلى ألف الاثنين.

2- إسناد الفعل الناقص الواوي إلى نون النسوة.

3- إسناد الفعل المقصور إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة.

4- إسناد الفعل المقصور المؤنث بالتاء إلى ألف الاثنين.

5- إسناد فعل الغائب إلى نون النسوة.

6- إسناد الماضي المضعف إلى ضمائر الرفع المتحركة.

 

1- إسناد الفعل الثلاثي المجرد المقصور إلى ألف الاثنين:

القاعدة في هذا النوع من الأفعال أن ترد الألف في الواوي إلى الواو، مثل: غزوا، وفي اليائي إلى الياء، مثل: رميا.


وقد وجدت في لغة الإعلام أمثلة كثيرة خرجت على هذه القاعدة، حيث ردت فيها الألف الواوية إلى الياء، كما يبدو من الأمثلة الآتية:

وبذلك ساوت لغة الإعلام بين هذا النوع، وما كانت ألفه يائية مثل قضى: “قضيا دينهما” وسقى: “سقياه لبنًا”.

2- إسناد الفعل الناقص الواوي إلى نون النسوة:
القاعدة الصرفية في هذا النوع من الأفعال مثل: يسمو، ويدعو، ويرجو، أن تظل الواو كما هي وتزاد النون على الفعل دون تغيير فيقال: النساء يسمون … ويدعون … ويرجون.


ولكن الذي لاحظته أن لغة الإعلام تبدل الواو ياء بتأثير الوهم أن الصيغ السابقة خاصة بالمسند إلى واو جماعة. ولذا لفت نظري في الفعل يشكو مجيئه في لغة الإعلام على النحو التالي:
أ- السيدات اللاتي تشكين “هنا خطأ آخر سيأتي التعرض له فيما بعد” من العقم يواجهن الحقيقة المؤلمة.

ب- طالبات الفرقة الثانية يشكين من طول منهج الرياضيات.


والصواب في الاثنتين: يشكون. وهي صورة تتشابه مع المسند إلى واو الجماعة في مثل: الطلاب يشكون. ولكن الفرق بينهما يظهر في التحليل[1]. أو في حالتي النصب والجزم كما يبدو من المثال التالي:
الطلاب لم يشكوا من الامتحان.
الطالبات لم يشكون من الامتحان.

3- إسناد الفعل المقصور إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة:
القاعدة في ذلك أن تحذف الألف وتبقى الفتحة قبل واو الجماعة أو ياء المخاطبة، للدلالة على الألف المحذوفة، كما في الأمثلة الآتية:
استدعى: استدعَوْا.
استولى: استولَوْا.
يرضى: يرضَوْن- ترضَيْن.
يسعى: يسعَوْن- تسعَيْن.


ولكنني لاحظت على المذيعين حتى المحنكين منهم: “أمثال أحمد سمير ومحمود سلطان وكمال خليل” أنهم يضمون ما قبل واو الجماعة “جميع الأمثلة كانت من هذا النوع”.


ومن الغريب أن أسمع بعض الحالات العكسية أي التي كان يجب فيها ضم ما قبل واو الجماعة، ولكنه فتح، كما يبدو من الأمثلة الآتية:
ولعلهم قاسُوا على ما جاء في نشيد “الله أكبر”:
فإذا فَنَيْتُ فسوف أفنيه معي
ولكن صحة الإنشاد: فَنِيتُ.

ولكن الأسوأ منها أن يحدث توهم مشابه في كلمات من المضعف أو السالم ليس فيها سوى ضم ما قبل واو الجماعة.


4- إسناد الفعل المقصور المؤنث بالتاء إلى ألف الاثنين:
القاعدة الصرفية أنه إذا أسند فعل مقصور إلى ألف الاثنين فإن كانت الألف ثالثة ردت إلى أصلها، وإن كانت رابعة فصاعدا أبدلت ياء.


وهناك قاعدة أخرى تقضي بحذف ألف المقصور عند تأنيث الفعل بالتاء، مثل اقتدى، اقتدت، اعتدى، اعتدت.


ويظل الحكم كما هو -أي بحذف الألف- إذا أسند الفعل بعد تأنيثه إلى ألف الاثنين[2]، خلافا لما وجدته عدة مرات في لغة الإعلام.


5- إسناد فعل الغائب إلى نون النسوة:
القاعدة الصرفية أنه إذا أسند فعل الغائب إلى نون النسوة يبقى حرف المضارعة ياء، ولا يبدل تاء[3]، ولكن شاع في لغة الإعلام إبدال هذه الياء تاء ظنا أنها تاء المؤنث مع أنها تاء الخطاب، وتاء الخطاب لا تأتي مع الغائب[4].


والأمثلة الآتية توضح ما أقول، وقد أخذتها جميعا من لغة الإعلام:
وأمثال الأفعال السابقة تأتي مع المخاطبات مثل:
– “أنتن تفعلن ذلك من باب الدلال”.
– “أنتن تزرن مصر”.
ونحو ذلك.


6- إسناد الفعل المضعف إلى ضمائر الرفع المتحركة:
يشيع نوعان من الخطأ في هذا النوع من الأفعال عند إسناده إلى ضمائر الرفع المتحركة[5]، وهما:
1- إبقاء التضعيف في الفعل، وزيادة ياء بعده، والواجب فك التضعيف، والأمثلة الآتية أخذتها من لغة الإعلام.


2- ضبط عين الماضي الثلاثي المجرد ضبطًا خاطئًا بعد فك إدماغه حين يكون من باب “فرح”.

 

المصدر: أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتّاب والإذاعيين

 


[1] في: الطالبات يشكون: الواو هي لام الفعل، والنون نون النسوة. وفي: الطلاب يشكون: الواو هي واو الجماعة، والنون نون الرفع.

[2] وشاهده قوله تعالى: ﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ﴾ .

[3] فيما عدا قراءة شاذة وردت في البحر “7/ 508″، وهي تكاد السموات تتفطرن.

[4] ربما نشأ هذا الوهم من أن التاء قد تأتي للتأنيث: الفتاة تذاكر وقد تأتي للخطاب: أنت تذاكر، ولكن يغني عن تاء التأنيث نون النسوة في الجمل السابقة، ولا تكون التاء إلا للخطاب.

[5] هي تاء المتكلم أو المخاطب، ونون النسوة، ونا المتكلمين.

ترك تعليق