التمييز (المفعولاتُ 4)

‌‌تعريفه:

هو اسمٌ فَضْلَةٌ نَكِرَةٌ جامِدٌ تُفَسَّرُ به ذاتٌ مُبْهَمَةٌ، نحو: ﴿ فاجْلِدوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً ﴾.

‌‌تقسيمه:

هو قسمان:

١ – تمييزُ مُفرَدٍ، ويقَعُ بعْدَ:

[١] المقادِير: المساحاتِ، نحو: (مَتْرٍ قِماشاً).

الكَيلِ، نحو: (صاعٍ تَمْراً).

الوَزْنِ، نحو: (غِرامٍ ذَهَباً).

[٢] العَدَدِ، نحو: ﴿ إِنِّي رأيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ﴾، ﴿ تِسْعٌ وتِسْعونَ نَعْجَةً ﴾.

ومنه تمييزُ (كم) الاستفهاميَّة، نحو: (كَمْ جُنَيْهاً تَمْلِكُ؟).

قاعدة في التفريق بين (كم) الاستفهامية والخبرية:

فرَّقَ النحويُّونَ بينَ (كَم) الاستفهاميَّة والخبريَّة بوجوهٍ، منها:

‌‌تنبيه: يُنْصَبُ تمييزاً تمييزُ الأعدادِ من (أَحَدَ عَشَرَ) إلى (تِسعةٍ وتِسعينَ)، أمَّا تمييزُ (ثلاثة) إلى (عَشْرَة) فإنَّه يكونُ مجموعاً مجروراً بالإضافةِ إلى مُميَّزِهِ، نحو: ﴿ سَبْعَ لَيالٍ وثمانيةَ أيَّامٍ ﴾، وكذلكَ (مِئة) فما فوقَها تمييزُها مُفرَدٌ مُضافٌ إليها، نحو: ﴿ مِئَةَ جَلْدَةٍ ﴾، ﴿ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾.

1- تمييزُ الاستفهاميَّة منصوبٌ، نحو: (كم ديناراً عِنْدَكَ؟)، وتمييزُ الخبريَّةِ مجرورٌ، نحو: (كَمْ دينارٍ مَلَكْتُ!).

2- تمييزُ الاستفهاميَّة لا يكونُ إلَّا مُفرداً، والخبريَّة يجوزُ مجيئهُ جمعاً، نحو: (كَمْ دنانِيرَ ملكتُ!).

3- الخبريَّةُ تدلُّ على التَّكثير بخِلافِ الاستفهاميَّة.

4- الاستفهاميَّة سؤالٌ يحتاجُ إلى جوابٍ، بخلافِ الخبريَّة.

5- الاستفهاميَّة تُستعْمَلُ للسُّؤالِ عن الأزمنةِ الثلاثةِ، تقولُ: (كمْ قَلماً اشتَرَيْتَ؟)، (كَمْ قَلَماً تُريدُ؟)، (كَمْ قَلَماً سَأَشْتَري؟)، والخبريَّة لا تكونُ إلَّا للماضِي، تقولُ: (كَمْ قَلَمِ اشْتَرَيْتُ!).

6- الخبريَّة تحتمِلُ الصِّدْقَ والكذِبَ، بِخِلافِ الاستفهاميَّة.

[٣] ما دلَّ على مُماثلةٍ أو مُغايرةٍ، نحو: ﴿ وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً ﴾، (إنَّ لَنا مِثْلَها كُتُباً)، (إِنَّ لَنا غَيْرَها كُتُباً).

٢ – تمييزُ جُملةٍ، ويأتي على قِسمَينِ:

[١] منقلاً من فاعِلٍ، نحو: ﴿ واشْتعَلَ الرَّأْسُ شَيباً ﴾، أصلُه: اشتعَلَ شَيْبُ الرَأْسِ، أو مِن مُبتدأٍ، نحو: ﴿ أنا أَكثَرُ مِنْكَ مالًا ﴾ أصلُهُ: مالي أكْثَرُ من مالكَ.

 

[٢] شَبيهاً بالمنقولِ، وهو ما يُمْكِنُ تأويلُهُ بغيرِ الحالِ في جملةٍ صحيحةٍ تُفيدُ معنى الحالِ، نحو: (امتلأَ الإناءُ ماءً) فلوْ قُلتَ: (ملأَ الماءُ الإناءَ) فالمعنى متَّحِدٌ، ونحو: (نِعْمَ بَشيرٌ أخاً)، فلوْ قُلْتَ: (نِعْمَ الأخُ بَشيرٌ) فالمعنى متَّحِدٌ.

قاعدة في العدد:

هو على ثلاثةِ أقسامٍ:

1- ما يجري على القِياسِ في التَّذكيرِ والتَّأنيثِ، فيُذكَّرُ معَ المذكَّرِ ويؤنَّثُ معَ المؤنَّث، وهو: (واحدٌ، ثانٍ، اثنانِ، ثالثٌ، رابعٌ، خامِسٌ، سادِسٌ، سابعٌ، ثامِنٌ، تاسِعٌ، عاشِرٌ) للمذكَّر، و (واحدةٌ، ثانيةٌ، ثالثةٌ) إلى (عاشرة) بإضافةِ تاء التَّأنيث، و (اثنتان) للمثنى، وهذا للمؤنَّث.

2- ما يجري على عكسِ القِياسِ دائماً، فيؤنَّثُ معَ المذكَّرِ ويُذكَّرُ معَ المؤنَّث، وهو: (ثلاثة) إلى (تِسعة)، فتقولُ: (رأيتُ أربعةَ رجالٍ وخمْسَ نِسْوةٍ)، سَبْعَ لَيالٍ وثمانيةَ أيَّامٍ.

٣ – ما له حالَتان، وهو (عشرة) فيأتي:

[١] مركَّباً، نحو: (خمسَة عَشَرَ)، فيُذكَّرُ معَ المذكَّرِ ويؤنَّثُ مع المؤنَّث، تقول: (رأيتُ ثلاثةَ عشَرَ رجلاً وسَبْعَ عَشْرةَ امرأةً).

[٢] مُفرداً، فعلى عكْسِ القِياسِ كـ (ثلاثة) وأخواتها، فتقولُ: (عَشْرةُ رجالٍ وعَشْرُ نِسْوةٍ).

المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف

ترك تعليق