المفعولاتُ (3)
المفعول معه – الحال

 

المفعول معه:

‌‌تعريفه:

هو اسمٌ فَضْلةٌ يأتي بعدَ واوٍ يُرادُ بها معنى (معَ) مسبوقةٍ بفِعْلٍ أو ما فيه معنى الفِعْلِ وحُروفِهِ كاسم الفاعِلِ.

نحو: (سِرْتُ والقَمَرَ)، (أنا سائِرٌ والقَمَرَ).

وتُسمَّى الواوُ المذكورةُ (واوَ المصاحَبة)، فكأنَّ المعنى في المثالينِ: (سِرْتُ مُصاحباً القَمَرَ)، (أنا سائرٌ مُصاحباً

القمَرَ) أو: (سِرْتُ وصاحَبْتُ القَمَرَ)، (أنا سائِرٌ ومُصاحِبٌ القَمَرَ).

وتُعْرَبُ الواوُ: حَرْف عَطْفٍ.

•••••

 

الحال:

‌‌تعريفه:

هو وَصْفٌ فَضْلَةٌ، علامتُهُ أنَّه يصلُحُ جواباً لـ (كيف).

نحو أن يسْأَلَكَ سائلٌ: (كيفَ أكَلْتَ الطَعامَ؟) فتقولُ: (أكلْتُ الطَّعامَ ساخِناً)، فـ (ساخناً) حالٌ منصوبٌ واقِعٌ في جوابِ (كيفَ)، وهو فَضْلَةٌ لأنَّ الجُملةَ تَستغني عنه، فهي مكتفيةٌ بقولِكَ: (أكلتُ الطَّعامَ).

 

‌‌فائدته:

يأتي الحالُ لمَعْنَيينِ:

1- مُبيِّناً، وهو الَّذي يدلُّ على معنى لا يُفْهَمُ مِمَّا قَبْلَه، نحو: ﴿ أَنْزَلَ إليكُمُ الكِتابَ مُفَصَّلًا ﴾.

2- مُؤكِّداً، وهو الَّذي يُستفادُ معناهُ بِدُونِهِ، نحو: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً ﴾.

 

‌‌شرطه:

يجبُ أن يكونَ نَكِرَةً، فـ ﴿ مُفصَّلاً ﴾ و ﴿ ضاحِكاً ﴾ في المثالينِ المتقدمينِ نكرتانِ.

فإذا وقعَ الحالُ معرَّفاً فهو مؤوَّلٌ بنكرةٍ، نحو: (ادخُلوا الأوَّلَ فالأوَّلَ) هو بمعنى: (ادْخُلوا أوَّلًا فأَوَّلًا).

 

‌‌صاحبه:

هو الموصوفُ حالُهُ، والأصْلُ أن يكونَ معرفةً، وقدْ يكونُ نكرةً مخصَّصةً، نحو: ﴿ في أرْبَعَةِ أيَّامِ سَواءً للسَّائلينَ ﴾ فالحالُ: ﴿ سَواءً ﴾، وصاحِبُهُ: ﴿ أَرْبَعةِ ﴾ نكرةٌ مخصَّصةٌ بإضافتِها إلى ﴿ أيَّامٍ ﴾.

كما يجوزُ أن يكونَ نكرةً كذلكَ إذا تقدَّمهُ نفيٌ أو نهيٌ أو استفهامٌ، نحو: ﴿ وَما أَهْلَكْنا مِن قَرْيةٍ إلا لَها مُنْذِرونَ ﴾، فالحالُ: جملةُ ﴿ لها مُنْذِرونَ ﴾ وصاحِبُها: ﴿ قريَةٍ ﴾ نكرةٌ وقَعَتْ في سِياقِ نفيٍ.

 

‌‌أحكامه:

1- يأتي الحالُ لَفْظاً مفرداً، نحو: ﴿ فخَرَجَ مِنْها خائفاً ﴾، ويأتي جُملةً، نحو: ﴿ خَرَجوا مِن ديارِهِمْ وَهمْ أُلوفٌ ﴾، ﴿ واللَّهُ يحكُمُ لا مُعقِّبَ لحُكْمِهِ ﴾.

 

2- يجوزُ حَذْفُ الحالِ لأنَّه فَضْلَةٌ، لكنْ يجبُ إبقاؤهُ ويمتنِعُ حذْفُهُ إذا كانَ ذلكَ مُفْسِداً للمعنى كأنْ يقَعَ مَنْهيًّا عنه، كما في نحو: ﴿ وَلا تَمْشِ في الأرْضِ مَرَحاً ﴾، ﴿ لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾.

 

3- قدْ يأتي الحالُ اسماً غيرَ صِفةٍ لكن يرادُ بهِ الصِّفةُ، نحو: ﴿ فَانْفِرُوا ثُباتٍ ﴾، ﴿ ثُبات ﴾ اسمٌ معناهُ الصِّفة: متفرِّقينَ، ونحو: ﴿ ادْعوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ﴾، مصدَرانِ بمعنى: خائفينَ طامِعِينَ، (بِعْتُهُ يَداً بيَدٍ) أي: مُتماثِلاً، (ادْخُلوا رَجُلاً رجُلًا) أي: مُرتَّبِين، (تَرَكَهمْ شَذَرَ مَذَرَ) أي: متفرِّقينَ.

فالحالُ في هذه النَّماذِجِ هو معنى الاسمِ المؤوَّلِ بصِفةٍ، والقاعِدةُ في ذلكَ: أنَّ هذه الصُّورَ وما في معناها صالحةٌ للوُقوعِ جواباً لـ (كيفَ).

 

المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف

ترك تعليق