‌‌المفعول فيه (المفعولاتُ 2)

تعريفه:

هو. اسمُ زَمانٍ أو مكانٍ سُلِّطَ عليهِ عامِلٌ على معنى (في).

نحو: (صُمْتُ يومَ الخميسِ) أي: في يومِ الخَميسِ، (جَلَسْتُ خَلْفَكَ) أي: في تلكَ الجِهَةِ.

فإذا لم يكن الظَّرْفُ بمعنى (في) فليسَ مفعولًا فيهِ.

 

‌‌أحكامه:

1- كلُّ أَسماءِ الزَّمانِ تقبَلُ النَّصْبَ على الظَّرفيَّة، نحو: (اليوم، الأسبوع، الشَّهر، العام، الوقت، الزَّمان، الصَّيف، الشِّتاء، الصَّباح، المساء، البُكْرة، العَشيّ …).

 

2- أسماءُ المكانِ الَّتي تقبَلُ النَّصْبَ على الظَّرفيَّة ثلاثةُ‌‌ أنواعٍ:

[١] أسماءُ الجِهاتِ ومُلحقاتُها: (فَوق، تَحْت، أعلى، أسْفَل، يَمين، شِمال، يَسار، ذات اليَمين، ذات الشِّمال، وَراء، أَمام، ناحية، نَحْو، قَريباً، جِهَة، قُرْب، وَسْط، شَطْر، بَدَل، عِنْد، لَدَى …).

نحو: ﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾، ﴿ والرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾، ﴿ تَزاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذاتَ اليَمينِ وِإذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشمالِ ﴾، ﴿ وكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ﴾، ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسْجِدِ الحرامِ ﴾، ﴿ تَجِدوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ﴾.

 

[٢] أسماءُ مقاديرِ المساحاتِ، كـ (فَرْسَخ، مِيل، بَريد، مِتْر)، نحو: (سِرْتُ مِيلاً).

 

[٣] ما كانَ مَصوغاً من مَصْدَرِ عامِلِه، نحو: ﴿ وأنَّا كُنَّا نقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ ﴾ هي جمعُ (مَقْعَد) وهو مصدَرٌ مَصوغٌ من نفْس ما صيغَ منه الفِعْلُ ﴿ نَقْعُدُ ﴾ فكِلاهما من القُعودِ، والمرادُ هُنا مكانُ القُعودِ.

وتقولُ: (رَمَيْتُ مَرمَى الأشْبالِ)، فـ (مرمى) مفعولٌ فيهِ، والتَّقديرُ: (رميتُ الكُرةَ في مرمى فَريقِ الأشبالِ)، ولا يكونُ مفعولًا فيه لو اختلفَتْ صيغةُ العامِلِ عن صيغةِ المصدَرِ، كأنْ تقولَ: (أصَبْتُ مَرْمى الأشْبالِ)، إنَّما (مَرمى) هُنا مفعولٌ به.

 

3- من الظُّروفِ ما يأتي مبنيًّا، وإليْكَ بيانَها:

[١] (إِذْ) للزَّمنِ الماضي، وتأتي دائماً مُضافةً إلى جُملةٍ، نحو: ﴿ واذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ ﴾، ﴿ واذْكُرُوا نِعْمةَ اللهِ علَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً ﴾.

[٢] (إِذا) للزَّمن المستقبَلِ، نحو: ﴿ إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ اللهِ أَفْواجاً. فَسَبِّحْ … ﴾، ﴿ واللَّيْلِ إِذا سَجَى ﴾.

وإذا جاءَتْ فُجائيةً كانت للزَّمَنِ الحاضِر، نحو: ﴿ فَأَلْقاهَا فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾.

 

[٣] (الآنَ) للزَّمَنِ الحاضِر، نحو: ﴿ الآنَ باشِروهُنَّ ﴾.

 

[٤] (أَمْسِ) لليَوْمِ الذي قبْلَ يومِكَ، مبني في لُغةِ أهْلِ الحجازِ، نحو: (ذَهَبَ أَمْسِ بِما فيهِ، أَحْبَبْتُ أَمْسِ، ما رأَيْتُ بَكْراً مُذْ أَمْسِ).

إذا عُرِّفَ بـ (أل) أو بالإضافةِ أو أردتَ يوماً ماضياً غيرَ محدَّدٍ أعْرِبَ، نحو: (كانَ الأمْسُ جميلًا، رأيتُ الأمْسَ لَطيفاً) ﴿ كَأَن لم تَغْنَ بالأمْسِ ﴾، (كانَ أمْسُنا حارًّا)، (مَرَّ بِنا أَمْسٌ جَميلٌ).

 

[٥] (بَيْنَ) ظَرْفُ مَكانٍ وزَمانٍ، نحو: ﴿ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَينَكُمْ ﴾ ﴿ عَوَانٌ بَيْنَ ذلكَ ﴾.

إذا جاءَت مُضافاً إليهِ أو دَخَلَ عليها حرفُ الجَرِّ أُعْرِبَتْ، نحو: ﴿ هذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ ﴾، ﴿ مِنْ بَينِ فَرْثٍ وَدَمٍ ﴾.

قدْ تُضافُ إليها الألِفُ (بَيْنا) أو (ما): (بَيْنَما) فلا تُسْتَعْمَلُ حينئذٍ إلَّا مُضافةً إلى جملةٍ، معَ لزومِها للبِناءِ، نحو قولِهِ – صلى الله عليه وسلم -: “بَيْنا أنَا نائِمٌ رَأَيْتُ الناسَ يُعْرَضُونَ عَليَّ”، (بَينَما يَقْصِدُ الهَدَفَ أصابَ أخاهُ).

 

[٦] (حَيْثُ) ظَرْفُ مكان، ولا تُستَعْمَلُ إلا مُضافةً إلى جُملةٍ، نحو: ﴿ اللَّهُ أعْلَمُ حَيثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ﴾، (اجْلِسْ حَيْثُ أَنَسٌ جالِسٌ).

 

[٧] (رَيْثَ) تُستَعْمَلُ أحياناً ظرْفَ زَمانٍ بمعنى (قَدْرُ بُطْءِ)، وربَّما لحقَتْها (ما)، نحو:

* لا يَصْعُبُ الأمْرُ إلَاّ رَيْثَ يركَبُهُ *

 

[٨] (عَوْضَ) للزَّمَنِ المستقبَلِ، ومعناها: (أبداً)، نحو: (لا أُفارِقُكَ عَوْضَ).

فإذا أُضيفَتْ أو أُضيفَ إليها أُعْرِبَتْ، نحو: (لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائِضينَ).

 

[٩] (قَطُّ) للزَّمنِ الماضِي، نحو: (ما فعَلْتُهُ قَطُّ).

 

[١٠] (لَدُنْ، لَدَى) ظَرفا زَمانٍ ومَكانٍ، نحو: ﴿ هَبْ لَنا مِن لَدُنْكَ رَحْمةً، ﴿ لَدَيْنا مَزِيدٌ ﴾.

ما بَعْدَهما مُضافٌ إليهما دائماً، إلا كلمةَ (غُدْوَة) فإنَّها تأتي بعْدَ (لَدُن) منصوبةً: (لَدُنْ غُدْوَةً).

 

[١١] (قَبْلُ) و (بَعْدُ) وملحقاتُهُما: (أَوَّلُ، أَمامُ، قُدَّامُ، وَراءُ، خَلْفُ، أَسْفَلُ، يَمينُ، شِمالُ، فَوْقُ، تَحْتُ، عَلُ، دونُ).

تُبْنى على الضَّمِّ إذا لم تَكُن مُضافَةً، لكنْ معَ بَقاء إمكانِ تقديرِ معنى المضافِ إليهِ، نحو: ﴿ للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ﴾ يمكِنُكَ تقديرُ المضافِ إليه على معنى: (مِنْ قَبْلِ الغَلَبَةِ ومِنْ بعدِها).

فإذا أُضيفَتْ هذه الكلماتُ أُعْرِبَت ظُروفاً منصوبةً، أو مجرورةً بحرفٍ الجَر، نحو: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ ﴾، ﴿ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِن قَبْلِكُمْ ﴾.

 

وكذلكَ إذا قُطِعَتْ عن الإضافةِ لَفْظاً ومعنًى، نحو:

فَساغَ ليَ الشَّرابُ وكنْتُ قَبلاً … أَكادُ أَغَصُّ بالماءِ الفُراتِ

 

المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف

ترك تعليق