‌‌الفاعل

تعريفه:

هو: ما أُسْنِدَ إليهِ عامِلٌ أثَّرَ فيه الرَّفْعَ.

 

والعامِلُ هو: الفِعْلُ، نحو: ﴿ وَجاءَ رَبُّكَ ﴾، أو ما يعْمَلُ عمَلَ الفِعْلِ كاسمِ الفاعِلِ، نحو: ﴿ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ﴾، ﴿ ألوانُهُ ﴾ فاعِلٌ لـ ﴿ مُختَلِفَ ﴾، على تأويلِ: يختلفُ.

 

أحكامه:

1- الفاعِلُ مرفوعٌ أبداً.

 

2- الأصْلُ أنَّ الفاعِلَ اسمٌ صَريحٌ، لكنَّه قدْ يأتي مؤوَّلًا من (أن) والفعْل، نحو: ﴿ أَلَمْ يَأنِ للَّذينَ آمَنوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ﴾ فاعِلُ ﴿ يَأْن ﴾ قولُهُ: ﴿ أَن تَخْشَعَ ﴾ على تأويلِهِ بـ (خُشوع).

 

3- فِعْلُ الفاعِلِ الظَّاهِرِ لا المضمَر يلزَمُ حالةَ الإفرادِ مهْما تغيَّرَ تصريفُ الفاعِلِ تثنيةً وجمعاً.

 

تقولُ: (جاءَ الرَّجُلُ)، (جاءَ الرَّجُلانِ)، (جاءَ الرِّجالُ)، (جاءَ النِّسوةُ)، وتُزادُ تاءُ التأنيثِ الساكنةُ للدَّلالةِ على تأنيثِ الفاعِل، تقولُ: (جاءَت المرأةُ)، و (المرأتانِ)، و (النِّساءُ).

 

وجازَ في لغةٍ صحيحةٍ تُعرَف بـ (لغة أكلوني البراغيثُ) إثباتُ ضميرِ التثنيةِ والجمعِ، ومنه قولُ النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم: “يتعاقَبونَ فيكُمْ ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ”.

 

4- لا يجوزُ أن يتقدَّمَ الفاعِلُ على الفِعْلِ، فإن قُلْتَ: (زَيْدٌ جاءَ) فهي جملةٌ صحيحةٌ، لكنَّكَ تُعْرِبُها: (زَيْدٌ) مبتدأٌ، و (جاءَ) فعلٌ ماضٍ فاعلهُ مستترٌ تقديرُهُ (هو) يعودُ على زيدٍ، وجملةُ (جاءَ) والفاعلِ في محلِّ رفعٍ خَبَرٌ.

 

5- الأصْلُ تقدُّمُ الفاعِلِ على المفعولِ به، نحو: ﴿ وَوَرِثَ سُلَيمانُ داوُدَ ﴾، لكنَّه قد يتأخَّرُ، ويأتي ذلكَ على ثلاثةِ أحكامٍ:

[١] جوازُ التَّأخير، نحو: ﴿ ولَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ﴾.

[٢] وجوبُ التَّأخيرِ، وذلكَ إذا اتَّصلَ بالفاعِلِ ضميرٌ يعودُ على المفعولِ، نحو: ﴿ وِإذِ ابتَلى إبراهيمَ ربُّهُ ﴾.

[٣] وجوبُ التَّقديمِ، وذلكَ إذا لم يُؤمَن اللَّبْس، نحو: (زارَ موسى عِيسى) [1].

 

صور إعراب الاسم المتقدم:

1- ترجيحُ النَّصْبِ، وذلكَ:

[١] إذا كانَ الفِعْلُ فِعْلَ طلَبٍ، نحو: (اللَّهُمَّ عَبْدَكَ ارْحَمْهُ).

 

[٢] إذا اقتَرَنَ الاسمُ بعاطِفٍ مسبوقٍ بجُملةِ فعليَّةٍ، نحو: ﴿ خَلَقَ الإنْسانَ مِن نُطْفَةٍ فإذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ. وَالأنْعامَ خَلَقَها ﴾.

 

[٣] أن تدخُلَ على الاسم أداةٌ الغالِبُ أن تدْخُلَ على الأفعالِ، نحو: ﴿ أَبَشَراً مِنَّا واحداً نَتَّبِعُه ﴾.

 

2- وجوبُ النصْب، وذلكَ: إذا تقدَّمَ على الاسمِ أداةٌ خاصَّةٌ بالفِعْلِ، مثلُ أدواتِ الشَّرْطِ أو التَّحضيضِ نحو: (إِنْ بَكْراً لَقِيتَ فسلِّمْ عَليهِ)، (هلَّا سَعيداً دعَوْتَه).

 

3- وجوبُ الرَّفْعِ، وذلكَ: إذا تقدَّمَ على الاسمِ أداةٌ خاصَّةٌ بالدُّخولِ على الجُملةِ الاسميَّة كـ (إذا) الفُجائيَّة، نحو: (خَرَجْتُ فإذا صالحٌ يُعانِقُهُ خالِدٌ).

 

4- استواءُ الرَّفْعِ والنَّصْبِ، وذلكَ: إذا تقدَّمَ على الاسمِ عاطِفٌ مسبوقٌ بجُملةٍ فعليَّةٍ واقعةٍ خبراً عن اسمٍ قبلَها، نحو: (محمَّدٌ دَخَلَ أخوهُ وبَكْراً أكرَمْتُهُ) أو: (بَكْرٌ).

 

5- ترجيحُ الرَّفْعِ، وذلكَ في غيرِ الأحوالِ المتقدِّمةِ، نحو: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلونَها ﴾.

 

المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف

 


[1] قاعدة الاشتغال: الاشْتِغالُ، هو: أن يتقدَّمَ اسمٌ ويتأخَّرَ عنه فعلٌ منشغلٌ بضميرهِ، بحيثُ لو تفرَّغَ هذا الفعلُ من العملِ في الضَّميرِ لنصَبَ ذلكَ الاسمَ.