﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ٦ خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ٧

الاعراب:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ إنّ واسمها وجملة

﴿ كَفَرُوا:َ ﴾ من الفعل والفاعل لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول

﴿ سَواءٌ:َ ﴾خبر مقدم أو خبر إنّ

﴿ عَلَيْهِمْ:َ جار ومجرور متعلقان بسواء

﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾همزة الاستفهام بمعنى التسوية وهي والفعل بعدها في تأويل مصدر مبتدأ مؤخّر أو فاعل نسواء الذي أجري مجرى المصادر والجملة خبر إنّ

﴿ أَمْ ﴾عاطفة متصلة وسيأتي حكمها في باب الفوائد

﴿ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ﴾ لم: حرف نفي وقلب وجزم وتنذرهم فعل مضارع مجزوم بلم والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة على جملة أأنذرتهم

﴿ لا ﴾ نافية ﴿ يُؤْمِنُونَ ﴾ فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل وجملة لا يؤمنون خبر بعد خبر ولك أن تجعلها تفسيرية لا محل لها من الاعراب

﴿ خَتَمَ ﴾فعل ماض اللهُ فاعل

﴿ عَلى قُلُوبِهِمْ ﴾ الجار والمجرور متعلقان بختم

﴿ وَعَلى سَمْعِهِمْ ﴾ عطف على قوله على قلوبهم

﴿ وَعَلى أَبْصارِهِمْ ﴾ الواو استئنافية والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم

﴿ غِشاوَةٌ ﴾مبتدأ مؤخر

﴿ وَلَهُمْ ﴾الواو حرف عطف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف

﴿ عَذابٌ ﴾ مبتدأ مؤخر

﴿ عَظِيمٌ ﴾ نعت لعذاب والجملة معطوفة على الجملة السابقة.

البلاغة:

1- في إسناد الختم الى القلوب استعارة تمثيلية فقد شبّهت قلوبهم في نبوّها عن الحقّ وعدم الإصغاء إليه بحال قلوب ختم الله عليها وهي قلوب البهائم وهو تشبيه معقول بمحسوس أو هو مجاز عقليّ وهو باب واسع عند العرب يقولون: سال بهم الوادي إذا هلكوا وطارت بفلان العنقاء إذا طالت غيبته.

2- وحدّ السمع لوحدة المسموع دون القلوب والابصار لتنوّع المدركات والمرئيات.

3- تنكير العذاب هنا فيه إشارة الى أنه نوع منه مجهول الكمّ والكيف ووصفه بعظيم لدفع الإيهام بقلّته وندرته، والتأكيد بأنه بالغ حد العظمة.

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨ يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ ٩ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ ١٠

الاعراب:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ ﴾ الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق لذكر المنافقين الذين آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم فقد افتتح سبحانه، بذكر المتقين ثم ثنّى بالكافرين ظاهرا وباطنا، وثلّث بالمنافقين، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم

﴿ مِنَ ﴾ اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخّر ويجوز أن تكون من نكرة موصوفة في محل رفع مبتدأ مؤخر كأنه قيل: ومن الناس ناس وسيأتي بحثها.

﴿ يَقُولُ ﴾فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه تقديره هو والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب صلة لمن إذا كانت موصولة وصفة لها إذا كانت نكرة موصوفة

﴿ آمَنَّا ﴾فعل وفاعل والجملة الفعلية في محل نصب مقول للقول

﴿ بِاللهِ ﴾الجار والمجرور متعلقان بآمنا

﴿ وَبِالْيَوْمِ ﴾عطف على بالله

﴿ الْآخِرِ ﴾نعت لليوم

﴿ وَما ﴾ الواو حاليّة وما نافية حجازية تعمل عمل ليس

﴿ هُمْ ﴾ضمير منفصل في محل رفع اسم ما

﴿ بِمُؤْمِنِينَ ﴾الباء حرف جر زائد للتوكيد لأنه ليس في القرآن حرف جر زائد ولكنه الاصطلاح النحوي جرى على ذلك فهو عند البلاغيين حرف لا يستغنى عنه والجملة الاسمية في محل نصب على الحال

﴿ يُخادِعُونَ ﴾فعل مضارع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل والجملة الفعلية مستأنفة كأنه قيل: لم يتظاهرون بالايمان؟ فقيل: يخادعون ويحتمل أن تكون حالية من الضمير المستكنّ في يقول، أي مخادعين الله والذين آمنوا

﴿ اللهَ ﴾ مفعول به ليخادعون

﴿ وَالَّذِينَ ﴾ عطف على الله

﴿ آمَنُوا ﴾ الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول

﴿ وَما ﴾ الواو حالية وما نافية

﴿ يَخْدَعُونَ ﴾فعل مضارع مرفوع وعلامه رفعه ثبوت النون والواو فاعل

﴿ إِلَّا ﴾أداة حصر ﴿ أَنْفُسَهُمْ ﴾مفعول به والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة

﴿ وَما ﴾الواو عاطفة أو استئنافية وما نافية

﴿ يَشْعُرُونَ ﴾ فعل مضارع مرفوع والجملة عطف على جملة وما يخدعون أو مستأنفة

﴿ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ الجار والمجرور خبر مقدم

﴿ مَرَضٌ ﴾ مبتدأ مؤخر

﴿ فَزادَهُمُ ﴾الفاء حرف عطف وزاد فعل ماض والهاء مفعول به والجملة عطف على ما تعلق به الخبر ويحتمل أن تكون الفاء استئنافية وجملة زادهم الله دعائية لا محل لها

﴿ اللهُ ﴾ فاعل زادهم

﴿ مَرَضاً ﴾ مفعول به ثان وزاد يستعمل لازما ومتعديا لاثنين ثانيهما غير الأول

﴿ وَلَهُمْ ﴾ الواو عاطفة أو استئنافية والجار والمجرور خبر مقدم

﴿ عَذابٌ ﴾ مبتدأ مؤخر

﴿ أَلِيمٌ ﴾ صفة لعذاب

﴿ بِما ﴾ الباء حرف جر للسببية وما اسم موصول في محل جر بالباء

﴿ كانُوا ﴾ كان واسمها

﴿ يَكْذِبُونَ ﴾ فعل مضارع وفاعل والجملة خبر كانوا وجملة كان واسمها وخبرها لا محل لها لأنها صلة الموصول ويجوز أن تكون مصدرية والمعنى على الأول بالذي يكذبونه وعلى الثاني بسبب كونهم يكذبون والجار والمجرور صفة ثانية لعذاب أو مصدر أي بسبب كونهم يكذبون.

البلاغة:

1- المشاكلة في قولهم يخادعون الله لأن المفاعلة تقتضي المشاركة في المعنى وقد أطلق عليه تعالى مقابلا لما ذكره من خداع المنافقين كمقابلة المكر بمكرهم ومن أمثلة هذا الفنّ في الشعر قول بعضهم:

قالوا: التمس شيئا فجد لك طبخه

قلت: اطبخوا لي جبة وقميصا

2- المجاز: في الخداع المنسوب اليه لتعاطيهم أفعال المخادع ظنا منهم أنهم يستطيعون ذلك لصدق نفيه ولذلك قال: وما يخدعون إلا أنفسهم.

3- الاستعارة التصريحية في قوله: في قلوبهم مرض حيث استعير المرض لما ران على قلوبهم من جهل وسوء عقيدة وما الى ذلك من ضروب الجهالات المؤدية الى المتالف.

إعراب القرآن الكريم وبيانه – ج ١

ترك تعليق