تعريفها:
جمعُ (عُمْدة)، وهي عِبارةٌ عمَّا لا يَسوغُ حذْفُهُ من أجزاء الكلامِ إلَاّ بدليلٍ، ويُسمَّى (رُكناً).
أنواعها:
1- المرفوعات، وَهِيَ: المبتدأُ، الخبرُ، اسمُ (كان) وأخواتِها، خبرُ (إنَّ) وأخواتِها، الفاعِلُ، نائبُ الفاعل.
2- المنصوبُ بالنَّواسخ (كانَ) وأخواتِها و (إنَّ) وأخواتِها.
المبتدأ والخبر
تعريف المبتدأ:
هو اسمٌ يكونُ غالباً في صدرِ الجملةِ، على أنَّ حُكماً سيُسْنَدُ إليه، وهو نوعان:
1- اسمٌ صريحٌ، نحو: ﴿ محمَّدٌ رَسولُ الله ﴾.
2- اسمٌ مؤوَّلٌ، نحو: ﴿ وَأَن تَصوموا خيرٌ لكُمْ ﴾ فـ (أن) والفعلُ بعدَها مؤوَّلان بـ (صيامُكُمْ) وهو مبتدأٌ.
حكمه:
1- مرفوعٌ.
2- يتقدَّمُ على خبرهِ، وقدْ يؤخَّرُ لسبَبٍ.
3- الأصْلُ أن يكونَ معرفةً، وقَدْ يكونُ نكرةً.
4- لا بُدَّ أن يُطابِقَ الخبرَ في الإفرادِ والتثنيةِ والجمعِ والتَّذكيرِ والتَّأنيثِ.
تقسيمه:
هو قِسمان:
1- مبتدأٌ له خبَرٌ، نحو: (سَعْدٌ عابِدٌ).
2- مبتدأٌ له فاعلٌ سَدَّ مسدَّ الخبرِ، نحو: (أعابدٌ سَعدٌ؟) فـ (عابدٌ) مبتدأٌ وهو اسمُ فاعلٍ، فاعلُهُ (سعْدٌ)، وهو فاعلٌ سَدَّ مَسدَّ الخبرِ.
تعريف الخبر:
هو الجزء الَّذي يُتمِّمُ الفائدةَ للمبتدأِ.
أقسامه ثلاثة:
1- مفرَدٌ، نحو: ﴿ اللهُ قَدِيرٌ ﴾.
2- جملةٌ، ولا بُدَّ فيها من رابطٍ يربُطُ بالمبتدأِ، وروابطُ الجُملِ الخبريَّة بالمبتدأِ هي:
[١] الضَّمير، نحو: (أَنَسٌ أبوهُ عالمٌ).
[٢] الإشارة إلى المبتدأِ، نحو: ﴿ ولِباسُ التَّقوى ذلكَ خيرٌ ﴾.
الإعراب:
﴿ لباسُ ﴾ مبتدأٌ، و ﴿ التَّقوى ﴾ مضافٌ إليه،
و﴿ ذلك ﴾ مبتدأٌ ثانٍ، و ﴿ خيرٌ ﴾ خبرُ المبتدأِ الثَّاني، وجملة ﴿ ذلك خيرٌ ﴾ خبرُ المبتدأِ الأوَّل، والرَّابطُ الإشارة.
[٣] إعادةُ المبتدأِ بلفظهِ، نحو: ﴿ الحاقَّة. ما الحاقَّة ﴾.
الإعراب:
﴿ الحاقَّةُ ﴾ مبتدأٌ، و ﴿ ما ﴾ مبتدأٌ ثانٍ، و ﴿ الحاقَّةُ ﴾ خبرُ ﴿ ما ﴾، وجملة ﴿ ما الحاقَّةُ ﴾ خبرُ المبتدأِ الأوَّل، والرَّابطُ تكرارُ المبتدأِ.
[٤] العُمومُ الشَّاملُ للمبتدأِ، نحو: (إبراهيمُ نِعْمَ الصَديقُ).
الإعراب:
(إبراهيمُ) مبتدأٌ، و (نِعْمَ الصَّدِيقُ) جملةٌ فعليَّةٌ وهي الخبرُ، والرَّابطُ دخولُ (إبراهيم) في عُمومِ لفظِ (الصَّدِيق).
تنبيه: إذا كانت جملةُ الخبرِ نفْسَ المبتدأِ في المعنى لم يُحْتَجْ إلى رابطٍ، نحو: ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ ﴾ فـ ﴿ هو ﴾ مبتدأٌ، و ﴿ اللهُ أحَدٌ ﴾ مبتدأٌ وخبرٌ، وجملةُ المبتدأِ والخبرِ خبرٌ لـ ﴿ هُوَ ﴾، والارتباطُ حاصلٌ لأنَّ ﴿ اللهُ أحدٌ ﴾ نفْسُ ﴿ هو ﴾ في المعنى.
٣ – شِبْهُ جُملةٍ، وهي:
[١] ظَرْفٌ، نحوُ: ﴿ والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكُمْ ﴾.
[٢] جارٌّ ومجرورٌ، نحو: ﴿ الحمدُ للهِ رَبّ العالمينَ ﴾.
التقديم والتأخير:
في تقديمِ الخبرِ على المبتدأِ ثلاثةُ أحوالٍ:
1- جوازُ التَّقديم، وذلكَ إذا لم يُخْشَ به التباسٌ، وقامَتْ قرينةٌ على التَّقديم، كقولِكَ: (في الدَّارِ زَيْدٌ)، فقولُكَ: (في الدَّار) شِبهُ جملةٍ، وشِبْهُ الجملة لا يكونُ مبتدأً.
ونحوُ قولِهِ تعالى: ﴿ سَلامٌ هِيَ ﴾ خبرٌ مقدَمٌ ومبتدأٌ مؤخَّر، بقرينةِ الأصْلِ في أن يكونَ المبتدأُ معرفةً لا نكرةً، و ﴿ سلامٌ ﴾ نكرةٌ، و ﴿ هي ﴾ معرفةٌ، فناسَبَ أن تكونَ المبتدأ.
2- وجوبُ تأخيرِ الخبَرِ، وذلكَ في حالاتٍ:
[١] أن يكونَ المبتدأُ ممَّا له الصَدارةُ في الكلامِ، مثلُ أسماءِ الشَرْطِ، نحو: ﴿ مَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ له مخرَجاً ﴾، وأسماءِ الاستفهامِ، نحو: (مَنْ جاءَ؟)، وأما، التَّعجُّبيَّة، نحو: (ما أجمَلَ الصَّراحَةَ!)، و [كم]، الخبريَّة، نحو: (كم مَوْعِدٍ لَديَّ!).
[٢] أن يقترِنَ المبتدأُ بلامِ التَّوكيد (لام الابتداء)، نحو: ﴿ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكٍ ﴾.
[٣] أن لا توجَدَ في الكلامِ قرينةٌ تُعيِّنُ المبتدأَ من الخبَرِ، فالمتقدِّمُ هو المبتدأُ والمتأخِّرُ هو الخبرُ، نحو: (أَبوكَ صالحٌ)، والعلَّةُ خوفُ الالتباسِ، فإن لم يتعيَّن تقديمُ المبتدأِ وتأخيرُ الخبَرِ ظُنَّ (صالحٌ) خبراً، كما ظُنَّ أن يكونَ اسمَ عَلمٍ لـ (أبيكَ).
[٤] أن يكونَ المبتدأُ محصوراً في الخبرِ، نحو: ﴿ وما محمَّدٌ إلا رَسولٌ ﴾، ﴿ إنَّما أَنا بَشَرٌ ﴾.
٣ – وجوبُ تقديمِ الخبَرِ، وذلكَ في حالاتٍ:
[١] إذا كانَ المبتدأُ نكرةً غيرَ مُفيدةٍ، نحو: ﴿ لَدَيْنا مَزِيدٌ ﴾، ﴿ على أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ﴾.
[٢] إذا كانَ الخبرُ اسمَ استفهامٍ، نحو: (كيفَ حالُكَ؟).
[٣] إذا اتصَلَ بالمبتدأِ ضميرٌ يعودُ إلى شيءٍ من الخبَرِ، نحو: (في البَيْتِ أهْلُهُ).
[٤] إذا كانَ الخبرُ محصوراً في المبتدأِ، نحو: (ما خالقٌ إلَّا الله).
حذف المبتدأِ والخبر:
ربَّما حُذِفَ المبتدأُ أو الخبَرُ إذا دلَّتْ عليهِ قرينةٌ، نحو:
﴿ سورةٌ أنزلناها ﴾، أي: هذه سورةٌ، ونحو: ﴿ أُكلُها دائمٌ وظِلُّها ﴾، أي: دائمٌ.
ويجبُ حذْفُ الخبرِ في أربعةِ أحوالٍ:
1- قبلَ جوابِ (لولا)، نحو: ﴿ لَوْلا أنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمنِينَ ﴾ أي: لولا أنتُمْ صدَدتُمونا عن الهُدى.
2- قبلَ جوابِ القَسَم، نحو: ﴿ لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفي سَكْرَتِهِمْ ﴾ أي: لَعَمْرُكَ قَسَمي.
3- قبلَ الحالِ الَّتي يمتنِعُ كونُها خبراً، نحو: (أَخْطَبُ ما يكونُ الأميرُ قائماً) أي: حاصِلٌ قائماً.
4- بعْدَ واوِ المصاحبة، نحو: (كلُّ إنْسانٍ وذمَّتُهُ) أي: كلُّ إنسانٍ وذمَّتُهُ مقترِنانِ.
المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف