‌‌تعريف الموصول:

هو ما يدلُّ على معيَّنٍ بواسطةِ جُملةٍ أو شِبْهِ جُملةٍ تُذْكَرُ بعْدَه، تُسمَّى (صلة الموصول).

‌‌تقسيم الموصول:

١- حرفيٌّ، وضابطُهُ: أن يؤوَّلَ معَ صلتِهِ بمصدرٍ، وهو خمسة أحرُف:

[١] (أَنْ) وهي النَّاصبةُ للمضارع، وتُسمَّى (أن المصدريَّة)، وتوصَلُ بالفِعلِ الماضي غير الجامد، نحو: (أعْجَبَني أن قُمْتَ) أي: (قيامُكَ)، وبالفِعْلِ المضارعِ، نحو: ﴿ وَأَن تَصومُوا خَيرٌ لَكُمْ ﴾ أي: (وصَوْمُكُمْ).

لكنْ (أَنْ) في ﴿ أَنْ عَسى ﴾ ليْسَتْ مصدريَّة؛ لأنَّ (عَسى) ماضِ جامِدٌ.

[٢] (كَي)، وتوصَلُ بالفِعلِ المضارعِ، وتقترنُ باللَّامِ للتَّعليلِ، نحو: (جِئْتَ كَيْ تُكْرِمَني)، و (جِئْتَ لكَي تُكْرِمَني)، أي: (لإكْرامي).

[٣] (أَنَّ) إحدى أخوات (إنَّ)، نحو: (يُعْجِبُني أنَّ زَيْداً قائِمٌ)، أي: (قِيامُ زَيْدٍ).

[٤] (ما) المصدريَّة، وتوصَل بالفِعْلِ الماضِي غير الجامِد والمضارع، نحو: ﴿ وضاقَتْ عليكُمُ الأرْضُ بما رَحُبَتْ ﴾ أي: (برُحْبِها)، ﴿ لِما تَصِفُ ألْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ ﴾ أيَ: (لوَصْفِ)، ﴿ خالِدينَ فيها ما دامَت السَّماواتُ والأرْض ﴾ أي:

(دَوامَ السَّماواتِ وَالأرْضِ}، وفي الموضع الأخير مصدريَّة ظرفيَّة[1].

[٥] (لو)، وَتوصَلُ بالجُمَلِ الفعليَّةِ الَّتي فِعْلُها مُتَصرِّفٌ، وليسَ فعلَ أمرٍ، نحو: ﴿ وَدُّوا لَو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾.

٢ – اسميٌ، وهو ألفاظ: للمذكَّر: الَّذي، اللَّذان، الَّذين، الألى، وللمؤنَّث: الَّتي، اللَّتان، اللَّاتي، اللَّائي، اللَّواتي.

ويشتركُ المذكَّرُ والمؤنَّثُ إفراداً وتثنيةً وجمعاً بـ: مَنْ، ما، ذُو، ذات الطَّائيَّتين.

مثالُ الأخيرَين في لغةِ طيِّء:

فإنَّ الماءَ ماءُ أبي وجَدِّي وبئري ذو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ.

وقولُ القائل: (بالفَضْلِ ذو فضَّلَكُم اللهُ به، والكَرامةِ ذاتُ أكرمَكُم الله بها).

واعْلَم أنَّ الموْصولَ الْحَرْفيَّ يحتاجُ إلى صِلَةٍ، وهيَ الَّتي يُسْبَكُ معها سَبْكاً يتكوَّنُ منْهُ مصْدَرٌ، ولا يحتاجُ إلى عائدٍ، بخِلافِ الموْصولِ الاسْميِّ، كذلكَ يُعْرَبُ الموْصولُ الْحَرْفيُّ قبْلَ تأويلهِ بمصدَرٍ أو بعْدَ تأويلِهِ بمَصْدَرٍ بحَسَبِ موْضعِهِ في الْجُمْلَةِ.

ومن الأسماء الموصولة:

(ذا) إذا وقعَتْ بعدَ استفهامٍ وصحَّ إقامةُ (الَّذي) مقامَها، نحو: ﴿ يَسْأَلونَكَ مَاذا يُنْفِقونَ ﴾.

(أَيِّ) المضافة إلى المعرفة، نحو: ﴿ لنَنْزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أيُّهُمْ أشَدُّ على الرَّحمنِ عِتِيًّا.

فإذا أُضيفَتْ إلى نكرةٍ فليْسَتْ موصولةً، نحو: ﴿ أَيَّ مُنْقَلَبٍ.

(أل) الدَّاخلة على اسم الفاعِل، نحو: (القائِم)، أو اسمِ المفعول، نحو: (المرحوم)، أو الصِّفة المشبَّهة، نحو: (الجَميل)، فهذه ليسَت موْصولاً حَرْفيًّا ولا حَرْفَ تَعْريفٍ، كقوْلِهِ تعالى: ﴿ إنَّ المُصَّدقِينَ وَالمُصَّدِّقاتِ ﴾.

‌‌أحكام الموصول:

١ – ما الَّذي يحتاجُهُ الاسمُ الموصولُ؟

يحتاجُ الاسمُ الموصولُ إلى: صِلَةٍ، وعائدٍ.

‌‌تفسير صلة الموصول:

هي جملةٌ أو شبْهُ جملةٍ تُذْكَرُ بعدَه تُتمِّمُ معناهُ، نحو: (جاءَ الَّذي أكرَمْتُهُ)، (أَكْرِمْ مَنْ عِنْدَهُ أَدَبٌ)، (أَحْسِنْ إلى مَنْ في المسجِدِ).

‌‌تفسير العائد:

هو ضَميرٌ يعودُ إلى الاسم الموصولِ، وتشتَمِلُ عليه جُملةُ الصِّلَة، فالعائد في الأمثلة السَّابقة: الهاء في (أكرمتُهُ) وفي (عندَه)، وضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ (هو) في المثالِ الثَّالث، فكأنَّه قيلَ: (أَحْسِنْ إلى مَنْ هُوَ في المسجدِ).

٢ – جميع الأسماء الموصولةِ مبنيَّةٌ، إلَاّ (أيّ) فتكونُ مبنيَّةً في حالةٍ واحدةٍ، هي: إذا كانت مُضافةً وعائدُها ضميراً مستتراً، نحو: ﴿ ثُمَّ لنَنْزِعَنَّ مِنْ كُل شيعةٍ أيُّهُمْ أشَدُّ، فـ (أيُّ) مبنيةٌ على الضَّم، والعائد ضميرٌ مستترٌ تقديرُهُ: (هُو).

٣ – (مَنْ) للعاقِل، وتُستَخْدَمُ لغيرِ العاقل في حالتين:

[١] أن يُنزَّلَ منزلةَ العاقِل، نحو: ﴿ وَمَنْ أَضلُّ مِمَّن يَدْعُو مِنْ دونِ الله مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ ﴾.

[٢] أن يقترِنَ العاقِلُ وغيرُ العاقِلِ في السِّياقِ، نحو: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشي على أرْبَعٍ ﴾.

٤ – (ما) لغيرِ العاقِل غالباً، وتُسْتَخْدَمُ للعاقِلِ أحياناً، نحو: ﴿ لما خَلَقْتُ بيَدَيَّ ﴾، ﴿ ولا أنْتُمْ عابِدونَ ما أعْبُدُ ﴾.

٥ – (مَنْ) و (ما) تقعانِ شَرطيَّتينِ نحو: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سوءًا يُجْزَ بهِ ﴾، ﴿ وَما تَفْعَلوا مِنْ خَيرِ يَعْلَمْهُ الله ﴾، واستفهاميَّتَين، نحو: ﴿ مَنْ إلهٌ غيرُ الله ﴾، ﴿ وَما رَبُّ العالمينَ ﴾.


[1] الموْصولاتُ الْحَرْفيَّةُ لا عَلاقَةَ لها بالمعارِفِ، إلَّا من جهة حُصولِ المناسَبَةِ بذِكْرِ مبْحَثِ (الموْصول)، فيأتي ذِكْرُها هُنا إتْماماً للفائِدَةِ في معرفةِ الموْصولاتِ.

ترك تعليق