مقترحات لعلاج أخطاء الصحافة والإعلام

وفي رأيي أننا لكي نقلل من أخطاء الإعلام المسموع الذي لا يخفي شيئًا من أخطاء المتكلم -بخلاف الإعلام المكتوب- يجب أن نتخذ جملة من الإجراءات، وكلها تتعلق بالنشرات والبرامج الإخبارية والتعليقات السياسية التي يفترض ألا يسمح بقراءتها إلا للمتمكنين من اللغة، القادرين على الإلقاء السليم.

 

من هذه الإجراءات:

1- تسليم النشرة الإخبارية للمذيع قبل قراءتها بوقت كاف يسمح له بضبط ما يلبس، وفهم معنى الجملة حتى يمكن التعرف على وظيفة كل كلمة فيها، بدلا من التردد – أحيانا- في نطق الكلمة، أو الخطأ ثم الرجوع عنه بإعادة الكلمة مصححة. وكثير من أخطاء المذيع تأتي من عدم تبينه وظيفة الكلمة في الجملة إلا بعد قراءتها، والوقوع في الخطأ.


اقرأ أيضا: صور من أخطاء الصحافة والإعلام


كذلك تأتي بعض الأخطاء من عدم فهم معنى الجملة، أو عدم التوفيق في فهمها كما حدث من كل مذيعي الإذاعة الكويتية منذ بضع سنوات حينما أصدر مجلس الأمة الكويتي بيانا يحذر من أخطار الحرب العراقية الإيرانية، وكان البيان يتضمن جملة قرأها كل المذيعين بصورة مشوهة دون أن يفطنوا إلى ما صار فيها من خلل دلالي. هذه الجملة هي: هذه الحرب نذيرٌ بِشَرٍّ مستطير. التي قرئت: نذيرُ بِشْر مستطير. ومنذ أشهر حين ألقى الرئيس حسني مبارك بيانا بمجلس الشعب يحدد مهامه الرئيسية في دورته المقبلة قرأ مذيع النشرة الخبر هكذا: الرئيس يجدد – بالجيم- مهام مجلس الشعب. وواضح أن صوابها يحدد. كذلك قرأ أحد المذيعين العبارة الآتية: المنظمة العالمية للمَلَكية الفكرية بفتح الميم واللام فصارت: للمَلَكِيِّة. ولا معنى لها. وقرأ مذيع آخر الكلمة المثنَّاة على أنها جمع مذكر سالم حين قال: جون ميجور يدرك حجم المشكلة الاقتصادية أكثر من منافِسِيه. وكان يجب أن يقرأها: منافِسَيْه؛ لأنه كان له منافسانِ اثنانِ فقط على رئاسة حزب المحافظين.

 

2- كتابة الأعداد الواردة في النشرة بالحروف لا بالأرقام، حتى نتجنب أخطاء العدد، وهي كثيرة لا تحصى، وحتى نتجنب أي انحراف ناحية نطق الأعداد باللهجة العامية، وهو انحراف لا يكاد ينجو منه مذيع من قارئي النشرة.


وقد لفت نظري أكثر، الطريقة التي يقرأ بها كمال خليل أسعار العملات والذهب والفضة حيث يقول: متين وأربعين جنيه، وتلاتة وعشين، بدلا من: وعشرين، عيار تمنتاشر، اتناشر، وقد تسرب نطقه هذا من نشرة العملات إلى النشرة الإخبارية رغم حرصه الشديد على التزام الفصحى.


وما أظن أن الأخطاء الآتية كان يمكن أن تقع من المذيع لو أن الأعداد كتبت له بالحروف.

أ‌- التي بلغت مائتين وأربعهْ راكب. وواضح أن العدد كتب له 204، فبدلا من أن يقول: التي بلغت أربعة ومائتي راكب، وقع في هذا الخطأ البين.

 

ب‌-تبلغ إحدى..أحد عشر عامًا، فواضح أن العدد قد كتب له: تبلغ 11 عامًا، فبدأ مؤنِّثًا على اعتبار تأنيث التمييز، ثم اكتشف أنه مذكر فعاد وصحح نطقه.

 

ث‌-منذ عام ألف وتسع مائة واثنان وثلاثين. فقد ارتبك المذيع حين وجد أمامه رقمًا كبيرًا كهذا 1932 فلم يتنبه إلى موقعه الإعرابي، وهو الجزء، فرفع لفظ اثنين[2].

 

3- عدم السماح لأي شخص بالمشاركة في البرامج الإخبارية إلا إذا كان متقنًا للغة العربية. أقول هذا وفي ذهني نوعان من المشاركين في البرامج الإخبارية، وهما:
أولا: المندوبون، والمراسلون في عواصم العالم، والمعلقون الإذاعيون على الهواء. ويمثل هؤلاء سمير التوني رئيس شبكة الأخبار المركزية بالإذاعة الذي يجب أن يكون قدوة لغيره بحكم منصبه على الأقل، ولكنه مع الأسف من أبعد المتحدثين الإذاعيين حفاظًا على الفصحى، وتحتاج لغته إلى صقل وتدريب كبيرين. ومما لاحظته عليه أنه حين وصفه لمراسم استقبال الرئيس حسني مبارك في دمشق، وكان ذلك في نشرة الساعة السادسة بالتليفزيون 14/ 11/ 1990 تكلم نحو دقيقتين فقط، وقع فيهما فيما لا يقل عن ستة أخطاء منها قوله: استمرار القلق والتوتر بنصب الكلمة الأخيرة، ثم توجها الزعيمان، بين الرئيسان مبارك وحافظ الأسد.


أما المراسلون في عواصم العالم فهم متفاوتون في مستواهم اللغوي. فمنهم المتمرس المتمكن من الفصحى، ومعظهم في حاجة إلى تلقي دروس في مبادئ اللغة الفصحى.

 

ومن أمثلة تحريفاتهم:

أ‌- خبراء اللَّغَويات بفتح اللام المشددة، كما نطقها عباس متولى مراسل الإذعة في واشنطن.

 

ب‌-من يَخْطُوَ في اتجاهها خطوة واحدة، كما قرأها عبد الوهاب منتصر مراسل الإذاعة في أبو ظبي.

 

ت‌-حتى تكون آخر ما يمكن للنظام العراقي قبولَه، بنصب الفاعل، كما نطقها شاكر بشر مراسل الإذاعة في كوريا. ويبدو أن هذا المراسل لا يعرف الرفع، فقد نصب الفاعل أيضًا في رسالة إذاعية أخرى حين قال: يجب على مجلس الأمن الدولي عدمَ القبول بأقل من….

 

ث‌-تُدْمغ جيش العراق، بدلا من تَدْمَغ.

ج‌- قطعوا شِفَّتها، بدلا من شَفَتها.


ثانيا: القارئون للتعليقات على الأخبار، وبخاصة إذا كان كاتب التعليق هو قارئه. وصدق أحمد بهاء الدين في تعليقه الذي نشره في يوميات 1/ 4/ 89، والذي جاء فيه: ومنذ أيام رأيت تعليقًا على الأنباء وسط أحد البرامج الإخبارية بصوت كاتب التعليق. ولم أسمع من قبل هذه الكمية من الأخطاء اللغوية في هذا العدد من الدقائق. ومن الأخطاء الصارخة التي سمعتها في تعليق صوت العرب على الأنباء 10/ 1/ 91 قول المعلق: كان من قُبَيْل تحصيل الحاصل.


ويجرنا الحديث عن تعدد نوعيات المشاركين في بث البرامج الإخبارية والسياسية إلى إبراز نقطتين مهمتين:

الأولى: أن الوقت الذي تستغرقه نشرات الأخبار -التي يقدمها قسم المذيعين بالإذاعة- بالقياس إلى ما تقذف به أجهزة الإعلام المسموعة من مادة إخبارية غير نشرات الأخبار -مثل التعليقات السياسية، والتحليلات الإخبارية، ومعكم على الهواء، ورسائل المستمعين، وحوار مع مسئول[3]، والإجابة عن أسئلة المستمعين[4]، ورسائل المندوبين والمراسلين … – وقت ضئيل جدًّا. فالبرامج الأخيرة تشغل معظم وقت المادة الإخبارية، وهي برامج تقدم بلغة غير منضبطة، وتتفاوت فيها مستويات المتحدثين إلى درجات كبيرة. وهذا يشوه صورة المذيعين عند المستمع؛ لأنه يضع عليهم وزر هذه الأخطاء، مع أن نصيبهم منها قليل بالقياس إلى أخطاء الآخرين.


الثانية: أن ما يشترط في المذيع من مواصفات، وما يخضع له من اختبارات، وما يقدم له من دورات يجب أن يعمم على غيره من المتحدثين من داخل الإذاعة، حتى يكون الجميع على مستوى واحد من الأداء، وبدرجة عالية من الإتقان.

 

4- التنبيه على المذيع بتصحيح ما أخطأ فيه إذا اكتشفه قبل إنهاء الجملة، مع الاعتذار عن ذلك.


وقد لاحظت أن معظم المذيعين يمرون على أخطائهم مرور الكرام، وقل منهم من يعود لتصحيحها، ومع ذلك فهم يتفاوتون في ذلك:
أ- فمعظمهم يعيد الكلمة مصححة دون تنبيه، ويطغى هذا النوع على مذيعي الإذاعة المصرية بل يكاد يعمهم دون استثناء مثل محمد الجوهري، وكمال خليل، ومرفت خير الله، وهالة البيلي، وصفاء الدمنهوري، ومحمد الوكيل، والسيد موسى، وأمنية عزمي، ومصطفى طعيمة، ولميس الشناوي …


ب- وبعضهم يستخدم لفظ، أو، بين النطقين، ويغلب هذا النوع على مذيعي الإذاعات العربية الأخرى مثل لندن[5] وصوت أمريكا. ويقل جدًّا في الإذاعة المصرية كقول مرفت خير الله. بهذا الانتظام، أو هذا النظام.


ج- وبعضهم يعتذر ثم يعيد الكلمة مصححة، وهذا النوع نادر الحدوث فقد وجدته مرة واحدة عند كمال خليل الذي كان يقرأ أسعار الذهب، وبعد أن أخطأ في قراءة الرقم قال: عفوًا، ثم أعاده مصححًا[6]، كما وجدته مرة أخرى عند خبير الأرصاد رأفت سيد، الذي سبق لسانه إلى نطق خطأ، فقال: عفوًا، ثم صحح نقطه. وسمعت هذا النوع مرات قليلة كذلك في إذاعة لندن[7].


د- وندر من يستخدم منهم لفظ: بل، كمذيع القاهرة الكبرى الذي قال: ينّ ياباني، بل مائة ين ياباني.

 

5- السماح للمذيع يتصحيح ما يرد في النشرة من أخطاء تعود إلى كاتب النشرة وبذلك يمكن تدارك الخطأ قبل وصوله إلى السامع. فمن أخطاء التحرير التي كان يجب تصحيحها ما يأتي:
أ- ولا يجب أن يكافأ المعتدي على عدوانه.
ب- لا أحد يدعو إلى حل عسكري في الخليج.
ج- مصر متمسكة بالحل السلمى لتجنب المنطقة ويلات الحرب وكان حقه أن يقرأها: لتجنيب المنطقة.
د- وسيقوم بالتصنت على المكالمات العسكرية العراقية.
هـ- كتبت صحيفة الأخبار في إحدى موضوعاتها تقول.
و مع بعثتي صندوق النقد والبنك التي وصلت إلى مصر.

 

6- الالتزام عند تحرير النشرات الإخبارية باستخدام الجمل القصيرة، أو البسيطة القليلة المتعلقات حتى يكون اكتشاف العلاقات بين أجزائها سهلا ميسورا.

 

7- ضرورة الاهتمام بمذيعي الربط، وعدم السماح لهم بتجاوز ما تدربوا عليه حتى لا يقعوا في الخطأ. كذلك ضرورة ضبط ما يكتب لهم لسد بعض الفراغات الوقتية كآية قرآنية، أو حديث شريف، أو حكمة، أو نادرة أو نحو ذلك. وفي هذا الخصوص أشير إلى قول سهير شلبي في تقدمتها لتلاوة القرآن لصلاة الجمعة 9/ 11/ 1990: جاء في الحديث: “لا يَحُلُّ لمسلم أن يؤذي مسلما” بدلا من أن تقول: لا يَحِلّ.

 

8- بالنسبة للدورات التدريبية للعاملين في الإذاعة والتليفزيون يجب ما يأتي:
أ- عدم استثناء الكبار من هذه الدروات بخاصة من مذيعي الربط وموظفي شبكة الأخبار الذين يسمح لهم بالتحدث أمام الميكرفون سواء في البث الخارجي أو الداخلي. أقول هذا وفي ذهني سمير التوني وأحمد الرزاز رئيس شبكة الأخبار، ونائبه فهما من أبعد المتحدثين الإذاعيين عن الحفاظ على الفصحى، فكيف يسوغ ذلك والمفروض أنهما قدوة لغيرهما، وأنهما يحاسبان المقصر في إدارتهما.


ب- أخذ الدورات مأخذ الجد، وربط حضوره الدورة والنجاح فيها بحوافز مادية، أو مكافآت، أو ترقيات، أو نحو ذلك، وعدم التهاون مع المقصر.


ج- عدم التركيز في دورات اللغة على قواعد النحو، فقد لاحظت أن أخطاء الضبط النحوي هي أقل ما يقع في كلام المذيع، أما أكثره فيعود إلى أخطاء الاشتقاق الصرفي، وأخطاء الضبط لبنية الكلمة.

 

9- إلزام المتحدثين من غير المذيعين الذين يشاركون في حوار معين، أو في برنامج خاص، أو يجيبون عن أسئلة المستمعين- إلزامهم باستخدام اللغة العربية الصحيحة في أحاديثهم وإجاباتهم. فمن العار كل العار أن يتكلم كثيرون من أصحاب الأسماء الكبيرة المعروفة في السياسة أو الاقتصاد أو الأدب أو الإعلام المكتوب أن يتكلموا بالعامية المصرية، أو بلغة عربية مشوهة.

 

والواجب على الإذاعة أن تحمي أذن المستمعين من هذا النشاز اللغوي، وأن تنبه المتحدثين إلى ضرورة التكلم بلغة سليمة. وإذا لم يستجب الضيف أو لم يقدر على ذلك فيجب على الإذاعة أن تسلك أحد طرق ثلاثة:
أ- إما أن تستبدل به غيره ممن عرف عنه إجادة لغة الكلام.


ب- أو تلزم المتحدث أو المجيب عن السؤال بأن يكتب كلامه أولا لتصحيحه وضبطه ثم تدفعه إليه لقراءته.


ج- أو تعيد صياغة الإجابة وتدفعها إلى أحد المذيعين لقراءتها[8].

 

10- وهناك مشكلة أخرى لاحظتها في مجال قراءة النشرات الإخبارية، وهي نطق الأعلام العربية -دعك من الأعلام الأجنبية- والاختلاف حتى في نطق المشهور منها، بغض النظر عن النطق الخاطئ والنطق الصحيح منها.


ويمكن تصنيف هذه الأعلام على النحو التالي:
أ- أعلام مشهورة وكثيرة التردد في أجهزة الإعلام، ولا عذر في الخطأ فيها، مثل:
الأمير سلطان بْن عبد العزيز/ بِنْ عبد العزيز.
المملكة العربية السَّعودية/ السُّعودية.
مدينة جِدّة/ جَدَّة/ جُدَّة.
جابر الأحمد الصَّبَاح/ الصَّبَّاح/ الصُّبَاح.
مرتفعات الجُولان/ الجَوْلان/ الـچوْلان. وقد نطقها محمد الوكيل بالنطقين الأخيرين في نشرة السابعة صباحًا يوم 14/ 12/ 90.


ب- أعلام يتأثر نطقها باللهجة المحلية، وهذه يجب الاتفاق على قاعدة في نطقها والالتزام بما يتفق عليه ومن أمثلة ذلك:
حِسِين أم حُسَيْن؟
السِّوِيس أم السِّوَيْس؟
الكِوِيت أم الكُوَيْت؟
يوسِف أم يوسُف؟
عصمت عبد المِجِيد أم المَجِيد؟
صفوت الشِّريف أم الشَّريف؟
سِلِيمان متولى أم سُلَيْمان؟


فلا يصح في أمثال هذه الكلمات أن تترك لاجتهاد المذيع، بل يجب أن يلتزم جميع المذيعين بنطق واحد، من الأفضل أن يكون النطق الفصيح.


ج- أعلام ليست كثيرة الشيوع، ولكنها تتردد في مناسبات معينة، ومن أمثلة ذلك:
أبو زيد عمر دوردة، أمين اللجان الشعبية الليبية الذي اطرد اقتباس اسمه في أجهزة الإعلام في أثناء زيارته لمصر أول ديسمبر 1990.

 

وقد لاحظت أن اسمه قد نطق: دَوِرْدَة كما فعل خيري حسن في نشرة التاسعة بالتليفزيون 3/ 12/ 90. وغلب نطقه: دَوَرْدَة، في معظم النشرات.

وصواب النطق: دُورْدَة، بقصر واو المد. ومن المؤسف أن تشترك صحيفة الأهرام في ترويج الخطأ حين كتبت اسمه يوم 3/ 12/ 90: داوردة. وخيرًا فعلت الإذاعة بعد ذلك حين تجنبت الاسم الأخير، واكتفت بالقول: أبو زيد عمر.


محمود الزعبي: رئيس وزراء سوريا، الذي سمعت اسمه بعدة صور في الإذاعة المصرية، الزُّعْبِي: الزِّعْبِي، الزَّعْبِي، الزَّعَبِي، بل كثيرًا ما ينطق بالغين، الزغبي بأوجه ضبط متعددة: الزُّغْبِي: الزَّغَبِي، الزَّغْبِي.


لطيف نصيف جاسم، وزير الإعلام العراقي الذي يجب أن ينطق اسمه هكذا: لَطيف نْصَيِّف جَاسم، وليس لَطيف نَصيف جاسم كما تنطقه إذاعة القاهرة على سبيل المثال: صفاء الدمنهوري- أخبار السابعة صباحًا 7/ 12/ 90.


الشاذلي بن جديد، رئيس الجمهورية الجزائرية الذي تعدد نطق اسمه على النحو التالي: بِنْ چديد، “لميس الشناوي، أمنية عزمي”، بِنْ چديد “عبد الرحمن رشاد”، بِنِ چديد “لميس الشناوي، كمال خليل”، بِنْ جَديد -بالجيم المصرية- “زينبت سويدان، مصطفى طعيمة”.


بل قد يحدث أن ينطق المذيع الواحد في نشرة واحدة بأكثر من نطق، كما فعل كمال خليل في أخبار الساعة السابعة صباح 20/ 11/ 90. حين نطق اسم إلياس الهراوي مرة إلْياسْ لِهْراوي، ومرة إلياسِ الهِْراوي. وكما فعلت لميس الشناوي التي نطقت بن جديد بنطقين مختلفين كما سبق.


يمتد الخطأ كذلك إلى نطق الأعلام الأجنبية مثل: نهر التَّيْمزْ الذي سمعته ينطق: التَّيْمْزْ.،مثل جورباتشوف الذي ينطق أيضا: جارباتشوف. ومثل الأَوابك التي نطقها بعضهم: الأُوابك.

 

وربما كن من أعجب ما لاحظته بالنسبة للأعلام الأجنبية ترجمة بعضها كمنا حدث في جميع النشرات الإخبارية في الإذاعة والتليفزيون في أثناء الانتخابات في بعض جمهوريات يوجوسلافيا، فقد أذيع الخبر هكذا: في الصرب والجبل الأسود من أن الاسم هو: مُونْتْنِجْرُو، وليس الجبل الأسود.


إنه لا بد من وضع حد لهذه الفوضى الإعلامية في أجهزة الإعلام، وأقترح بالنسبة للإذاعة أن تعد قائمة بالأعلام الملبسة أو التي يتعدد ضبطها على ألسنة المذيعين وتلتزم ضبطًا واحدًا يتخذه المذيعون معيارًا للنطق الصحيح.


ولمساعدة المذيع ينبغي أن يكتب كل علم بالحروف اللاتينية- لتثبيت ضبطه بعد كتابته بالحروف العربية.

 


[1] ربما كان أقسى ما وجه إلى الإذاعة من نقد -وإن كان هذه المرة قد جاء من عالم لغوي ضليع- ما كتبه الدكتور كمال بشر في الأخبار منذ بضع سنوات مطالبًا: التصريح برفع دعوى قضائية تستند إلى الدستور ضد الإذاعة والتليفزيون. فالدستور ينص على أن اللغة في مصر هي اللغة العربية في حين أن الإذاعة لا تلتزم بذلك.

[2] ومن ذلك قول مرفت نجم: اثنتي عشرة ألف شخص، تسعة عشر طائرة … إلخ، وقول خيري حسن: لم يعارضها إلا اثني عشر في المائة فقط.

[3] استمع مثلا إلى فتحي حسين ولاحظ الخلل في مخارج أصواته وبخاصة نطقه لحرف الراء.

[4] كقول نسرين طلعت في الإجابة عن سؤال مستمع: إعطاء الفرصة للجهود الدبلوماسية حتى تؤتيِ ثمارُها.

[5] كما قال جورج مصري: وفي إحدى مستشفيات، أو أحد مستشفيات تل أبيب، وكما قال آخر: الذين هونوا من الحظر، أو الذين هونوا من الخطر.

[6] لم يكن الخطأ لغويًّا، ,إنما كان في قيمة العدد.

[7] وهو قول المذيع: بعد الانسحاب من العراق، عفوًا … الكويت، وقوله: الحد من طموحاتٍ طاغية، عفوًا … من طموحاتِ طاغية.

[8] لا يمكن الاعتذار بضيق الوقت لأنني لاحظت أن إجابات المتخصصين تُسجَّل قبل إذاعتها بما لا يقل عن أسبوع. ففي يوم 30/ 12/ 90 وردت في الإجابة عن سؤال مستمع عبارة: في بدء اجتماع مجلس التعاون الخليجي اليوم. ومن المعروف أن المجلس افتتح في يوم 22/ 12/ 90، أي قبل إذاعة الإجابة بثمانية أيام.

ترك تعليق