التوابع (2)

‌‌البدل:

البدل: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه.

وهو بدل الكلّ، والبعض، والاشتمال، والغلط.

 

فالأوّل: مدلوله مدلول الأوّل.

والثّاني: جزؤه.

والثّالث: بينه وبين الأوّل ملابسة بغير هما.

والرّابع: أن تقصد إليه بعد أن غلطت بغيره، ويكونان معرفتين، ونكرتين، ومختلفين.

 

وإذا كان نكرة من معرفة فالنّعت، مثل: ﴿ بِالنّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ[1].

 

ويكونان ظاهرين، ومضمرين، ومختلفين.

ولا يبدل ظاهر من مضمر بدل الكلّ إلاّ من الغائب، نحو: (ضربته زيدا)[2].

 

‌‌عطف البيان:

عطف البيان: تابع غير صفة يوضّح متبوعه، مثل [من الرجز]:

أقسم بالله أبو حفص عمر

 

وفصله من البدل لفظا في مثل [من الوافر]:

أنا ابن التّارك البكريّ بشر …. . [3].

 

‌‌المبني:

المبنيّ: ما ناسب مبنيّ الأصل، أو وقع غير مركّب.

 

وحكمه أن لا يختلف آخره باختلاف العوامل.

 

وألقابه: ضمّ، وفتح، وكسر، ووقف.

 

وهي:‌‌ المضمرات، وأسماء الإشارة، والموصولات، وأسماء الأفعال، والأصوات، والمركّبات، والكنايات، وبعض الظّروف.

 

المضمر:

المضمر: ما وضع لمتكلّم، أو مخاطب، أو غائب تقدّم ذكره لفظا أو معنى أو حكما.

 

وهو متّصل ومنفصل.

فالمنفصل: المستقلّ بنفسه.

والمتّصل: غير المستقلّ بنفسه.

وهو مرفوع، ومنصوب، ومجرور.

 

فالأوّلان متّصل ومنفصل، والثّالث متّصل، فذلك خمسة أنواع.

الأوّل: ضربت وضربت، إلى ضربن، وضربن.

 

والثّاني: (أنا) إلى (هنّ).

 

والثّالث: ضربني إلى ضربهنّ، وإنّني إلى إنّهنّ.

 

الرّابع: إيّاي إلى إيّاهنّ.

 

والخامس: غلامي، ولي، إلى غلامهنّ، ولهنّ.

 

فالمرفوع المتّصل خاصّة يستتر في الماضي للغائب والغائبة، وفي المضارع للمتكلّم مطلقا، والمخاطب والغائب والغائبة، وفي الصّفة مطلقا.

 

ولا يسوغ المنفصل إلا لتعذّر المتّصل، وذلك بالتّقديم على عامله، أو بالفصل لغرض، أو بالحذف، أو بكون العامل معنويّا، أو حرفا والضمّير مرفوع، أو بكونه مسندا إليه صفة جرت على غير من هي له مثل: (إيّاك ضربت) و (ما ضربك إلاّ أنا)، و (إيّاك والشّرّ) و (أنا زيد) و (ما أنت قائما)، و (هند زيد ضاربته هي).

 

وإذا اجتمع ضميران وليس أحدهما مرفوعا، فإن كان أحدهما أعرف وقدّمته فلك الخيار في الثّاني، مثل (أعطيتكه) و (أعطيتك إيّاه)، و (ضربيك) و (ضربي إيّاك)، وإلاّ فهو منفصل، مثل: (أعطيته إيّاك وإيّاه).

 

والمختار في باب خبر (كان) الانفصال.

 

والأكثر (لولا أنت) إلى آخرها، و (عسيت) إلى آخرها، وجاء (لولاك) و (عساك) إلى آخرها.

 

الكافية في علم النحو

 


[1] العلق/١٥،١٦.

[2] هو لعبد الله بن كيسبة على ما ذكر ابن جحر في الإصابة، وقيل: كنيته أبو كيسبة، أو لأعرابي، وزعم ابن يعيش أنه لرؤبة، وهذا لا أصل له (خزانة الأدب ٥/ ١٥٤،١٥٦)، والشاهد فيه قوله: (أبو حفص عمر)، حيث جاء التابع (عمر) توضيحا للكنية (أبو حفص)؛ لكونه أشهر منها، و (عمر) هنا هو عمر بن الخطاب الصحابي رضي الله عنه.

[3] تمامه: عليه الطّير ترقبه وقوعا، وهو للمرار الأسدي، والشّاهد فيه كون (بشر) عطف بيان على (البكري)؛ “لأنّ بشرا لو جعل بدلا من (البكري) -والبدل في حكم تكرير العامل-لكان (التارك) في التّقدير داخلا على (بشر) “، وذلك غير جائز. المفصّل ص ١٥٨.

ترك تعليق