المصدر أكاديمية مكاوي
- نشر في
- لا يوجد تعليقات

النَّكرة والمعرفة لا يحصُرُهما تعريفٌ مُنضبطٌ، ولِذا أعرَضَ طائفةٌ من المحقِّقينَ من أئمَّة العربيَّة عن اعتبارِ وَضعِ تعريفٍ لهما، واكتَفَوا بذِكْرِ أقسامِ المعارفِ، فيُعْرَفُ أنَّ ما عداها النَّكرةَ.
أقسام المعرفة:
ستَةٌ: الضَّمير، العَلَم، الإشارة، الموصول، المعرَّف بـ (أل)، المعرَّف بالإضافة.
الضمير:
تقسيمه:
١ – متَّصلٌ، وهو تسعةُ ألفاظٍ كلُّها لَواحقُ لا يُبدأُ بها، على النَّحو التَّالي:
[١] ضمائر مرفوعةٌ دائماً، وهي: تاءُ الفاعِل، نونُ الإناثِ، واوُ الجماعة، ألفُ التَّثنية، ياء المخاطبة، نحو: (ضَرَبْتُ، ضَرَبْتَ، ضَرَبْتِ، ضَرَبْنَ، ضَرَبُوا، ضَرَبا، اضْرِبي).
[٢] ضمائر تُنْصَبُ وتُجرُّ، وهي: كافُ الخطابِ، وهاءُ الغائب، وياءُ المتكلِّم، (ضَرَبَكَ، مَرَّ بِكَ)، (ضَرَبَهُ، مَرَّ بهِ)، (ضَرَبَني، مَرَّ بِي).
[٣] ضَميرٌ يقعُ مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً، وهو ضمير جماعة المتكلِّمين (نا)، تقولُ: (قُمْنا، ضَرَبَنا، مَرَّ بِنا).
٢ – منفصلٌ، وهو نوعان:
[١] ضمائرُ لا تأتي إلَّا مرفوعةً، وهي: أَنا، أنْتَ، أَنْتِ، أَنْتُما، أَنْتُمْ، أَنْتُنَّ، نحنُ، هُوَ، هِيَ، هُما، هُمْ، هُنَّ.
[٢] ضَميرٌ لا يأتي إلا منصوباً، وهو (إِيَّا)، ويتصرَّفُ: إيَّايَ، إيَّانا، إيَّاكَ، إيَّاكِ، إيَّاكُما، إيَّاكُمْ، إيَّاكُنَّ، إيَّاهُ، إيَّاها، إيَّاهُما، إيَّاهُمْ، إيَّاهُنَّ.
أحكامه:
١ – هو نوعان: ظاهرٌ، ومستَتِرٌ، أما الظَّاهرُ فظاهِرٌ، وأمَّا المستترُ فقِسمانِ:
[١] مستترٌ وجوباً، وعلامتُهُ: أنَّه لا يمكِنُ أن يخْلُفَه ظاهِرٌ، ويقَعُ في:
فعلِ الأمْرِ؛ نحو: (اضْرِب)، والمضارعِ المتكلِّمِ؛ نحو: (أَضْرِبُ، نَضْرِبُ)، والمضارعِ المخاطَبِ؛ نحو: (تَضْرِب)، واسْمِ فعْلِ الأمْرِ، نحو: (صَهْ).
[٢] مستَتِرٌ جوازاً، وهو عَكْسُ سابِقهِ، ويقعُ في:
الفعْلِ الماضي، نحو: (ضَرَبَ)، واسْمِ فعْلِهِ، نحو: (هَيْهاتَ)، والمضارعِ الغائبِ، نحو: (يَضْرِبُ، تَضْرِبُ)، والوَصْفِ نحو: (ضارِب، مضروب).
٢ – تاءُ الفاعِل وكافُ الخِطابِ وهاءُ الغائب إذا جَمَعْتَ زِدتَ ميماً ساكنةً، فتقولُ: (ضَرَبْتُمْ، ضَرَبَكُمْ، ضَرَبَهُمْ)، فإنْ زِدْتَ واوَ الجْمعِ ضُمَّت الميمُ، نحو: (ضَرَبْتُمُوهُمْ)، وإنْ زدتَ ألفَ تثنيةٍ فُتِحَتْ، تقولُ: (ضَرَبَهُما).
٣ – ياءُ المتكلِّمِ إذا وقعَتْ في محلِّ نصْبٍ فُصِلَتْ عمَّا اتَّصَلتْ به بنونٍ تُسمَّى (نون الوِقاية) لوقايةِ الفِعْلِ من الكَسْرِ، نحو: (أَكْرَمَني، يُكْرِمُنِي، أَكْرِمْنِي).
وتَلْحَقُ هذه النُّونُ الأدواتِ غيرَ الفِعْلِ؛ نحو: (إنَّني، لَيْتَني، لعلَّني، كأنَّني، لكنَّني)، ويجوزُ حَذْفُها مِنْها إلَّا (ليتَ) لقوَّة شَبَهها بالفِعْل.
٤ – ضمير الغائب خاصَّةً يحتاجُ إلى ما يعودُ عليه، يُسمَّى (المفسِّر)، نحو: (سَعْدٌ يَضْحَكُ) الضَمير المستترُ في (يضْحَك) يعودُ على (سَعْد).
والأصْلُ أنَّ الضَّميرَ يعودُ إلى أقرب مذكررٍ، إلَاّ إذا قامَتْ قرينةٌ على عدَمِ إرادةِ ذلكَ، نحو: ﴿ وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ ويَعْقوبَ وجَعَلْنا في ذُرِّيَتِهِ النُّبُوَّةَ والكِتابَ ﴾، فالضَّمير في ﴿ ذُرِّيَّتِهِ ﴾ يعودُ على (إبراهيم) بقرينةِ القصَّةِ.
كما قدْ يُحذَفُ (المفسِّرُ) عندَ العلْمِ به، نحو: ﴿ إنَّا أنزَلْناهُ في ليلة القَدْرِ ﴾.
٥ – ما يُسمَّى بـ (ضمير الفَصْل) لا محلَّ له من الإعراب، ويُرادُ به التأكيدُ، نحو: ﴿ كُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ علَيْهِمْ ﴾ ﴿ إِنَّ هذا لَهُوَ القَصَصُ الحَق ﴾ ﴿ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيراً ﴾.